دولية

مطالبات برلمانية بالتحقيق في وفاة معتقلين.. انتفاضة ايران .. طلقة تحذير أصابت وهم الملالي

طهران ــ وكالات

بعد نحو ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات، يعتقد مراقبون للشأن الإيراني، أنها بمثابة طلقات إنذار لنظام الحكم، وتكشف عن ضعف سلطة منقسمة على نفسها.

وبالنسبة لأكثرية المعلقين السياسين، فإن إيران ما بعد انتفاضة 2017 لن تكون كما قبلها، بعدما شكك المحتجون صراحة في شرعية نظام ولاية الفقيه الذي يرهن السلطة السياسية إلى رجال الدين.

المتظاهرون الذين أعيتهم المتاجرة بالدين لأغراض سلطوية، كانوا قد هتفوا في غالبية المدن، بما فيها العاصمة السياسية طهران والعاصمة الدينية قم، بـ”موت” علي خامنئي المرشد الأعلى الذي ورث منصبه قبل 3 عقود

فهذه المرة الاولي بحسب المراقبون التى يتحدى فيها الإيرانيون سلطة خامنئي، الذي كان بعيدا عن النقد، بما في ذلك احتجاجات 2009 التي حشد لها الإصلاحيون، على خلفية تزوير الانتخابات الرئاسية وقتها.

ونقلت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية عن خبراء، أنه على الرغم من انحسار المظاهرات، فإن الغضب الشعبي يمكن أن يتفجر مرة أخرى في أي وقت.

وذكرت شبكة “بلومبيرج” الأمريكية أن السلطات الإيرانية استخدمت الكثير من القوة للقضاء على المظاهرات، لكنها لم تتمكن من قمع الأمر الأكثر إثارة فيما جرى، وهو النقاش السياسي.

وأشارت “بلومبيرج” إلى أن آخر موجة احتجاجات حاشدة خلال عام 2009، والتي شهدت ملاحقات سريعة وغاشمة، قوبلت بخطاب مختلف، إذ وصف الرئيس الإيراني حينها محمود أحمدي نجاد المتظاهرين بأنهم “غبار وقاذورات”.

أما في الانتفاضة الأحدث، والتي أفضت أيضا لاعتقال المئات ومصرع العشرات، فإن المسؤولين سعوا لاحتواء غضب الشارع، بتقديم تنازلات سياسية واقتصادية، بحسب الشبكة الأمريكية.

ويعتقد أليكس فاتانكا، وهو باحث بارز بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن نجاد وحلفاءه كانوا يسيطرون على كل أذرع السلطة تقريبا وتحدثوا بصوت واحد عندما اندلعت مظاهرات 2009، أما هذه المرة فيمكن القول إن الرئيس حسن روحاني ومن حوله لم يكونوا يتبعون النص نفسه.

فالانتفاضة السابقة لم تحظ بتغطية سوى في منصات المعارضة المحظورة، أما الاحتجاجات الحالية تتم مناقشة أسبابها وعواقبها عبر الصحف وموجات البث الخاضعة لسيطرة الدولة.

وانضمت شخصيات عامة إلى المظاهرات الحالية، مثل الممثلة ترانة عليدوستي التي تحدثت عبر “تويتر” عن المعتقل الذي يبلغ 22 عاما ومات في السجن، حيث زعمت السلطات أنه انتحر.

وتساءلت عليدوستي عن كيفية حدوث شيء مماثل، ومكان وجود باقي المعتقلين، وما إذا كانوا بصحة جيدة وآمنين، وهي تساؤلات كانت كافية لوضعها قيد الاعتقال أو منعها من العمل من قبل.

فيما دعم أكثر من 40 عضو بالبرلمان الإيراني دعوات لفتح تحقيق مستقل في وفاة معتقلين أوقفوا على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد قبل نحو أسبوعين، حسب ما قال النائب عن مدينة طهران محمود صادقي.

ونشر صادقي نسخة من خطاب وجهه الأعضاء إلى رئيس البرلمان علي لاريجاني، يطالبوه فيه بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في وفيات المساجين، من دون كشف أسماء الموقعين عليه، وفق ما ذكر راديو فاردا.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قد أوردت في تقرير لها، أن مسؤولين بالحكومة الإيرانية أعلنوا انتحار شابين من المحتجزين، ومقتل آخر خلال اشتباكات مع الأمن لكن سرعان ما هاجم كثير من الإيرانيين، بينهم نواب، المزاعم الحكومية، وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الشباب الثلاثة ضمن أكثر من 25 إيرانيا على الأقل قتلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة.

وذكرت صحيفة “لكسبريس” الفرنسية أن النظام الثيوقراطي في إيران يقاوم ليظل على قيد الحياة، بعد الزلزال الاجتماعي والسياسي الذي ضرب البلاد، كاشفا الوهم الذي يسوقه النظام حول شعبيته.

وتحت عنوان “طلقة تحذير إيرانية”، أشارت الصحيفة إلى أن هذا الزلزال سياسي أكثر من مجرد احتجاجات اجتماعية.

إلى ذلك، نقلت “مجلة “لونوفل أوبسيرفاتير” عن الباحث والنائب السابق في البرلمان الإيراني، أحمد سلمتيان، قوله إن الاحتجاجات جاءت نتيجة النزاع على خلافة المرشد علي خامنئي، بين الخط المعتدل والخط المحافظ في البلاد.

وعن مستقبل تلك المظاهرات، أشار الباحث الفرنسي، المتخصص في الشأن الإيراني، بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية” في فرنسا، كريم باكزاد إلى أنه من السابق لأوانه، القول بأن هذه الاحتجاجات تتسبب في استقالة الرئيس حسن روحاني، حيث إن هذا الأمر يتوقف على تطور العلاقة بين الحكومة والشعب من جهة، وعلاقة روحاني بالمرشد من جهة أخرى.

وبشان الصعوبات الاقتصادية التى تعانيها ايران جراء سياساتها الداعم للإرهاب اظهرت بيانات صندوق النقد الدولي ان الاقتصاد الايراني سجل خامس أسوأ اقتصاد عالمي في مؤشر البؤس الذي يمثل مجموع معدلي التضخم والبطالة خلال عام 2017م، وهذا يؤكد حجم الشقاء الذي يعاني منه الشعب الإيراني في دولة تمتلك العديد من الموارد الاقتصادية، ويفسر الأسباب الكامنة خلف الاضطرابات القائمة في إيران.

وجاء الاقتصاد الإيراني في المرتبة الخامسة عالمياً في مؤشر البؤس بنحو 22.5 نقطة.

وتجدر الإشارة إلى أنه ولفترة طويلة كان هناك اعتقاد سائد بين الاقتصاديين بوجود علاقة عكسية بين التضخم والبطالة إلى أن ظهر ما يعرف بالتضخم الركودي ‘Stagflation’ في سبعينيات القرن الماضي، حيث تزامن ارتفاع معدل التضخم مع ارتفاع معدل البطالة، هذه الحالة دفعت الاقتصاديين إلى إعادة النظر في توصيف العلاقة بين التضخم ومعدل البطالة في الأجلين القصير والطويل، وهذا ما دعا الاقتصادي ‘ارثر اوكون – Arthur Okun’ إلى التفكير في مؤشر البؤس ‘Misery Index’.

وفى سياق ذو صلة قال مدير المبيعات في شركة صناعة الطائرات الأوروبية إيرباص إن استكمال صفقات الطائرات مع إيران قد يستغرق وقتا أطول.

وكان من المقرر أن تتسلم إيران عشرات الطائرات الأوروبية التي طلبتها بموجب اتفاق مع القوى الكبري لرفع العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه انتقادا شديدا للاتفاق الذي أبرم مع إيران في 2015 لرفع عقوبات عنها مقابل قيود على أنشطتها النووية. وحث ترامب الحلفاء الأوروبيين يوم الجمعة على المساعدة في إصلاح “عيوب مروعة” في الاتفاق وإلا ستسنحب الولايات المتحدة منه.

واتفقت إيرباص ومنافستها الأمريكية بوينج على بيع ما إجماليه 180 طائرة لإيران لتجديد الأسطول المتقادم للخطوط الجوية الإيرانية ولكن ذلك يتوقف على دعم الولايات المتحدة للاتفاق بسبب عدد الأجزاء الأمريكية في جميع طائرات الشركتين.

ويقول مصرفيون إن إبرام مزيد من الصفقات مع إيران توقف بسبب إحجام مؤسسات مالية غربية عن التعامل مع طهران في ظل مخاوف من انهيار الاتفاق النووي أو انتهاك القيود المالية الأمريكية المستمرة.

وأشار ليهي، الذي سيتقاعد الشهر الجاري، إلى أن إيرباص ستتوخي الحذر بشأن تصنيع طائرات لإيران دون تلقي مدفوعات مقدمة.
وقالت مصادر في القطاع إن بوينج أيضا امتنعت عن بناء الطائرات حتى تتلقى مدفوعات مقدمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *