أرشيف صحيفة البلاد

مصر تفقد ابنها البار الذي قال رأيه بصراحة في زعمائها .. العالم أجمع ينعي الدكتور أحمد زويل

سيظل الفقيد زويل رمزًا للعالِم الذي كرس حياته بشرفٍ وأمانة وإخلاص للبحث العلمي، وخيرَ معلمٍ لأجيال من علماء المستقبل الذين سيستكملون مسيرة عطائه من أجل توفير واقع أفضل للإنسانية.

وقد كشف شريف فؤاد، المستشار الإعلامي للدكتور أحمد زويل، عن اللحظات الأخيرة للعالم، مشيرًا إلى أنه قبل أسبوع من الوفاة كان في زيارة إلى ابنته بولاية سان فرانسيسكو، ولكنه أصيب بفيرس مفاجئ جعله لا يستطيع التحدث بشكل جيد، مما اضطره إلى الحديث مع مستشاره عن طريق «الوتس آب» والإيميل، حتى قبل يومين من وفاته.

وأضاف فؤاد، أن زوجته اتصلت به وأبلغته الخبر، مؤكدة أن أمنيته الوحيدة هي أن يدفن في مصر، ونقلوا جثمانه في لوس أنجلوس إلى المركز الإسلامي، وأنهم في انتظار الإجراءات لنقله إلى مصر، حيث من المقرر أن يدفن في المقابر التي اشتراها قبل حوالي 6 أشهر من الوفاة بمدينة اكتوبر بالقاهرة.
في 21 أكتوبر 1999 حصل أحمد زويل على جائزة نوبل في الكيمياء عن اختراعه لكاميرا لتحليل الطيف تعمل بسرعة الفمتو ثانية (بالإنجليزية: Femtosecond Spectroscopy) ودراسته للتفاعلات الكيميائية باستخدامها ، ليصبح بذلك أول عالم مصري وعربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء، وليدخل العالم كله في زمن جديد لم تكن البشرية تتوقع أن تدركه لتمكنه من مراقبة حركة الذرات داخل الجزيئات أثناء التفاعل الكيميائي عن طريق تقنية الليزر السريع.
وابتكر الدكتور أحمد زويل نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض. والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فيمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.

وفي رأيه حول زعماء مصر قال زويل أن السيسي هو الزعيم الذى يستطيع أن يعطينا الأمن والأمان والرؤية الخالصة مؤكدًا أن السيسى سعى لتأسيس دولة قوية. وأضاف “زويل”، فى رسالته للعالم أمام المؤتمر الاقتصادى “مصر طريق المستقبل”، أن مشروع قناة السويس الجديدة هو أحد المشروعات القومية الكبرى ويقوم على العلم والتكنولوجيا.

وفى تقييمه للرئيس عدلى منصور قال زويل فى تصريحات له عقب زيارة له بعد خروجه من الحكم أن الرئيس عدلى منصور قاض جليل قاد البلاد خلال مرحلة دقيقة وحرجة من تاريخها.
وفي تصريحات سابقة قال أحمد زويل عن الرئيس عبد الناصر فى احدى المقابلات التليفزيونية ، إنه كان زعيما وطنيا وعربيا بالدرجة الاولى، خاصة واننا كان لدينا جميعا حلم وطني، حيث بدأ حلم السد فى عهد عبد الناصر والحلم النووي المصري أيضا كما أننى تعلمت فى المدارس الحكومية فى مصر ، وحصلت على تعليم جيد فى عهد عبد الناصر ، مضيفا:” لكن لو كان ركز على الديمقراطية لكان الحاكم العربي الأول الذى يعطي للشعب الديمقراطية الحقيقية”.

كما قال عن الرئيس السادات فى مقابلة تليفزيونية أنه بطل قومي نظرا لإتخاذه قرار الحرب فى أكتوبر 1973 ، بسبب صعوبة هذا القرار ولكن بالرغم من ذلك كان لدية أخطاء بفتح الاقتصاد الأمر الذى أضر بالطبقات المتوسطة فى المجتمع.

وفى معرض حديثه عن الرئيس مبارك قال الراحل أحمد زويل إن مبارك فى أول 10 سنوات من حكمة قام بدوره وانجز ما تحتاجه هذه المرحلة ، ولكن خطأه الجسيم الذى أدى إلى نشوب الثورة هو الصراع بين الحرس القديم والحرس الجديد ، وقضية التوريث ، فضلا عن عدم تواجد شفافية فى الحكم ، وتراجع التعليم ، فضلا عن انتشار الفساد والمحسوبية فى عهده.
وعن تقييمه لرئيس الإخوان المعزول محمد مرسى قال زويل فى مقابلة تليفزيونية مع الإعلامية لميس الحديدي إن محمد مرسي كان عالمًا لكنه لم يكن أبدًا سياسيًا ناجحًا.
ومن أشهر أقواله (رحمه الله)” إن الفارق بيننا وبين الغرب أن في الغرب يقفون بجانب الشخص حتى ينجح أما نحن في منطقتنا نحارب الناجح حتى يفشل”.. رحم الله العالم الجليل أحمد زويل.