أرشيف صحيفة البلاد

مصائد إليكترونية للقتل والتحرش وتدمير الأخلاق

جدة – مهند قحطان

مصائد اليكترونية مدمرة تتربص بالأطفال والمراهقين ، في صورة تطبيقات وبرامج تستدرج العقول البريئة والأجساد الغضة في عمر الزهور ، وألعاب خطرة تغري الطفل بالمواجهة، ليجد نفسه مسلوب الارادة غارقا في ثقافة سلبية مأساوية مسمومة لقتل النفس بالانتحار ، وتدمير الأخلاق دون رقيب ولا يقظة كافية.

في هذا السياق فضح مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” ممارسات يقوم بها شاب يطلق عليه اسم “طمبق”، يقوم من خلالها باستدراج واستغلال الأطفال جنسياً عبر ألعاب البلاي ستيشن ، ومقاطع فيديو تفضح ممارسات الشاب وأحاديثه مع الأطفال، وشكاوى بعضهم من ممارساته وتعرضهم للفضائح، إضافة جروب في “واتساب” يُظهر رقم المتهم ونقاشاته مع أصدقائه، بعد تداول المقاطع ومطالبات القبض عليه.

(البلاد) تطرح القضية من جوانب مختلفة ، حيث أكد خبير التقنية فيصل السيف ، أن ليس كل لعبة تناسب جميع اعمار الأطفال والمراهقين ، وهذا اول شيء يجب الانتباه له، حيث للأعاب تصنيف عمري محدد ، من 4سنوات فما فوق و 13 سنه و18 سنه وهكذا، وهنا نجد الجانب الخاطئ في اهمال الأسرة التي تسمح لأطفالها بممارسة هذه اللعبة ، كون هذه الالعاب بداخلها خصائص اضافية مثل اتاحة الدردشة والمحادثات الصوتية ، حيث يستغل ضعيف النفس هذه الميزة في اللعبة واهمال الاهل فيقع في المحظور وشباك الخطر.

* الرقابة الأبوية
واضاف: ايضا غرف المحادثات الموجودة في الالعاب وسهولة تفعيلها أو اغلاقها ، ومن المعروف عن هذه الغرف يتم استغلالها أحيانا بشكل سلبي على مستوى العالم ، رغم امكانية اغلاقها والتوعية والرقابة من جانب الأسرة كونها غير مناسبة لعمر الطفل، كما أن اجهزة البلايستيشن والاكس بوكس وايضا الجوالات الذكية ، كلها تتوفر بها ميزة الاشراف الابوي ، لمعرفة الالعاب التي يحملها الطفل والموافقة عليها من قبل الاب ،

بحيث يمكن تفعيل بعض المزايا وحذفها ايضا وعدم تفعيلها لمنعهم من الشراء العشوائي وايضا وقف المحادثات والمشاركة على شبكات التواصل الاجتماعي ، وهذه الجانب يجب عدم اهماله ، وكلما تساهلنا في ذلك زادت المخاطرة على الأبناء من الجنسين ، والجانب الاهم هو اعطائهم اللعبة المناسبة لعمرهم لانشغالهم بها والحرص على الاشراف عليهم وليس منعهم ، لافتا إلى أن دور الآباء ليس فقط شراء اجهزة الهواتف أو البلايستيشن او اللعبة ، بل الإشراف على ما يحصل عليه ابنه من محتوى في هذه المنصة ، فالمنصات بها طرق تعليم ومنفعة لكن يوجد بها أيضا ضرر وشر من بعض ضعاف النفوس.

* ثغرات وحيل خطيرة
واضاف السيف أن مسألة طلب المعلومات مثل اسم المستخدم وغيره من المعلومات التي تطلب المحاورة والحديث بشكل خاص على اللعبة ، للأسف موجودة في غرف المحادثات وخصوصا في الالعاب الاستراتيجية والحديث من خلالها مع الفريق كشيء إجباري بدعوى تحسين خطة اللعب سواء في كرة القدم أو أي لعبة اخرى ، ومن هنا يستغل ضعاف النفوس هذه المحادثات بطرق ملتوية ، مثل معلومات عن الطفل ثم محاولة تهديده بأي شكل من الاشكال او اخافته لاستدراجه واستغلاله.

وختم فيصل حديثه بتوعية الطفل بالتبليغ عندما يتعرض لمحاولات تحرش و كلام غير اخلاقي أو غير مناسب ، ومن ثم يجب حظره من اللعبة

كذلك امكانك استخدام منصة (كلنا امن) ومع التليغ تقوم الجهات المختصة بضبط الاشخاص المسيئين ، وعلينا ويجب توعية الجميع، حيث نعيش في عصر ليس بمقدورنا مع الانترنت منع الاطفال من الالعاب وعدم اعطائهم الاجهزة ، لكن يجب التوعية والتوجيه والمتابعة بالأسلوب الصحيح.

* دور الأسرة
من جانبها أكدت الاخصائية الاجتماعية مها أحمد واصي لـ(البلاد) على المثل القائل ( إن كبر ابنك خاويه وأن كبر أخوك صاحبه) وهكذا يجب على الوالدين أن يكونوا مع الابناء اصدقاء والبنت يجب عندما تكبر أن تكون صديقة لأمها والاب صديق لابنه. لكن الاشكالية في أن طبيعة الانسان حب الاستطلاع ومعرفة اشياء لم يدركها من قبل ، والخطر يكمن في مرحلة المراهقة بدرجة كبيرة ، لذا يبج علينا ان نكون قريبين منهم قدر المستطاع ونغرس فيهم معرفة الحلال والحرام قبل العيب ، وان هذا يرضي الله وهذا يغضب الله، ودائما عندما يأتي الطفل للحديث مع أمه يجب ازالة القليل من الحواجز لمصارحتهم بالأمور التي تحدث معهم في حياتهم اليومية.

وتضيف: أن مخاطر مايسمى “طنبق” هوا استغلال جنسي وهذا الشخص الغبي يعتبر مريضا نفسيا ، لان العاقل لا يستغل الاطفال هكذا ، لذا يجب على الأسر انقاذ اطفالها والحرص على مصاحبة الأبناء لحمايته من هذه المشاكل ، وايضا الام هي اول انسانة ستقوم بحماية ابنتها، فالرقابة واجبة على الوالدين لكن الجيل في هذه الفترة مختلف وسريع أيضا في التكنولوجيا ومن ثم ويجب علينا مراقبتهم دون ازعاجهم.