نادية السالمي
الكتابة مسؤولية عظيمة، على من يُقدم عليها أن يكون بحجم هذه الحمل العظيم الذي يزداد مع الأيام والخبرة التراكمية عظمة، والهروب من التحدي الذي ستواجهه أثناء الكتابة وبعدها بأعذار واهية لن يعفيك من المساءلة.فمسؤوليات الكتابة لا تعترف بما قد تعتذر به من مقدراتك المالية، ولا بجنسك سواء كنت ذكرًا أو أنثى، ولا بحصانة قبيلتك، فمن رغب فيها (أي الكتابة)عليه أن يكون صادقًا أمام نفسه عارفًا بامكانياته ومقدرًا لطموحات وآمال نفسه أو من يكتب عنهم.أما التغريدات وأعني منها العبثية التي تُزاول في مواقع التواصل الاجتماعي لا تروي ذائقة، ولا تسمن فكرًا وبالتالي لا تدفع الحراك للأمام بل تورطه في وحل العصبية القبلية، وتقيده بأغلال أفكار مالها في الحضارة رسوخًا ولا سلطانًا.
الشعر فرع من فروع الشجرة المباركة(الكتابة) وأمام الشاعر والشاعرة تحديات جسام تتعدى البحر والقافية والفكرة، وطالما أنهم قبلوا الولوج في مضمار الكتابة عليهم تحمّل كافة الصعاب التي يواجهونها دون الاستعانة بصديق وعشيرة.دفعني إلى قول هذا المشهد الذي يتكرر في تويتر بشكل يومي فهذا الشاعر يتهم الآخر بسرقة أبيات أو أفكار، وبدلًا من الدفاع عن النفس وتحمّل المسؤولية بمفرده وإقامة الحجج والقرائن التي تثبت براءته يأتي بأصدقائه (كفزعة) ويقحم قبيلته لينفي عن نفسه تهمة السرقة، ولا أدري ماعلاقة هذا بالسرقة فشرف القبيلة لا يعني بالضرورة أنك شريف وتستحق التقدير، ولا جيش الأصدقاء الذي تمرّن على الكر والفر لمحاباتك دليل براءة،وللأسف بعض الشاعرات تستورد ذات الأسلوب في الدفاع عن نفسها وحروفها،وكان من المفترض أنها تدعي العلم وتحرص على دفع الحراك الثقافي وتبحث عن الاستقلاليّة.
