مكة المكرمة ـ البلاد ..
على مدى اسابيع سابقة تابع الناس قضية اجتماعية مهمة وهي ما حصل من خلاف داخل «دارة رعاية الفتيات بمكة المكرمة» ونشرت الصحف الكثير من الآراء إلا أن هناك ما يدعو لمعرفة المزيد ولماذا الآن وأين الخلل؟.»البلاد» أجرت اتصالاً بالأستاذ احسان صالح طيب مدير عام فرع الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة سابقا والخبير الاجتماعي المعروف وسألته عن المشكلة والخلل.
حديث طيب
سألت طيب ما هو تفسيره للمشكلة؟ .. قال: ارجع الأسباب الى تذمر الفتيات داخل الدار من الأوضاع المعيشية وهو ما نشرته بعض الصحف.فقلت لطيب لكن نريد الحقيقة بحكم خبرتك قال: أشخص المشكلة لعدة أسباب منها وجود «فتيات» لهن أعوام ولم تحضر أسرهن لاستلامهن ووصلن لدرجة «الاحتقان» ويقال ان هناك من النزيلات من لهن محكوميات طويلة ودخلن الدار اكثر من مرة.
البرامج
ويستمر طيب كل ذلك يدل على عدم نجاح البرامج المطبقة داخل الدار ومن ذلك الرعاية اللاحقة وهي «حلقة مفقودة» في برنامج الرعاية الاجتماعية المفقودة هي ايضا وهذه مهمة تتمثل في متابعة الأسرة منذ دخول الفتاة الدار والواجب ان يكتمل برنامج الرعاية الاجتماعية الكاملة ومن ذلك الرعاية اللاحقة المعنية.
وقلت لطيب ما هو دورك ولم تترك منصب الإدارة العامة إلا منذ عامين؟
قال: كنا نعمل على متابعة الموجودات ونسد النقص من خلال صلة قوية مع المجتمع الخارجي بجهود ذاتية ومتابعة عدد الحالات المتأخرة، ومسؤليتنا كانت متابعة محلية والوزارة تتابع أعمال الدور.
الدار تخاطب الرياض
لكن طيب عندما سألته عن ارتباط الدار وأعمالها هل هو الشؤون الاجتماعية فرع المنطقة أم الوزارة؟ .. قال لي إن الدار تتبع في كثير أو جل برامجها ان لم يكن جميعها للوزارة في الرياض وهو المطبق مع جميع فروع الوزارة ومسؤوليتنا «المتابعة» وحل بعض «الاشكاليات» والمسؤولية في المنطقة الأستاذة نورة آل الشيخ مديرة الاشراف الاجتماعي لكن تظل مرتبطة بتعليمات.
شروط الإيداع
وعن شروط الايداع في دار رعاية الفتيات قال احسان طيب أولها ان تكون سعودية ويتم بعد القبض والانتهاء من محاضر الشرطة ايداعها في الدار على ان لا يتجاوز عمرها 30 عاما وتبدأ هذه الدور في قبول من هن في سن الثانية عشرة وتستقبل الدار من صدر عليها حكم او محولة من مؤسسة اخرى وصدر بشأنها حكم «تغريبي» ويشير طيب ان من اهم الامور والتي اعتقد انها غير موجودة عدم التواصل مع اسرة الفتاة والعمل على تقبلهم للابنة والصفح عنها لان هناك حالات انتهت محكوميتهن واسرهن ترفض استلامهن وهذا من درو الرعاية منذ دخولها وطوال بقائها في الدار.
أخطاء الوزارة
سألت طيب عن اخطاء الوزارة المعنية «الشؤون الاجتماعية» قال : النقص في استكمال الحلقة المفقودة من البرامج الاجتماعية عن طريق مكاتب الرعاية في كل منطقة من خلال ايجاد مكاتب متخصصة والامر الآخر يسأل طيب اين تقارير المشرفين والمشرفات عن هذا الدور طوال الفترة الماضية والمعالجة وماذا تم فيها من اجراءات؟.
تعذية وغياب الانشطة
قلت لطيب يتردد ان دار الرعاية للفتيات في مكة المكرمة تعاني من نقص وعدم تنظيم للتغذية قال يمكن ذلك لفقدان المتابعة ويدخل في ذلك سوء المباني والانشطة.
مديرة الدار
وعن رؤيته لعمل مديرة الدار التي عمل معها سنوات طويلة قال طيب اعرفها انها تقوم بعمل جيد لكنها اذا لم تبلغ بالحالات والمشاكل فيجب ان تكون مكان سؤال اما عن النزيلات فلا اعلم عنهن لأن هذا الامر يحتاج للقاء النزيلات.
ترحيل البنات
ولم اجد اجابة لدى احسان طيب عندما نشر في الصحف عن ترحيل عدد من النزيلات في دار مكة الى مناطق اسرهن ولماذا الآن ومن الاشارة بأن دور رعاية الفتيات في المملكة لا توجد الا في مكة والاحساء والرياض.
جهاز الشؤون الاجتماعية
طيب اوضح ان مسؤولية فرع الوزارة في المناطق مسؤول عن العديد من الدور والجمعيات ومن ذلك الجمعيات الخيرية – الحضانة الاجتماعية للجنسين – دور التربية للبنين والبنات «الأيتام» – الأحداث – الملاحظة الاجتماعية – رعاية المسنين – مراكز التأهيل المهني للمعاقين – مراكز التأهيل لشديدي الإعاقة – مركز التنمية الاجتماعية – مؤسسات رعاية المشلولين – التأهيل الاجتماعي للمعاق – التأهيل المهني للمعاق مشيراً الى ان منطقة مكة بها دار احداث في الطائف تقبل من 8 – 18 المشردين وفاقدي الرعاية الكاملة – والملاحظة الاجتماعية في جدة والطائف وتقبل من يرتكب افعالاً يعاقب عليها الشرع.
البلاد
بعد لقاء الاستاذ احسان طيب وجدنا ان هناك الكثير من الخلل في جهاز الشؤون الاجتماعية في المنطقة ويبدو ان الامر ايضا في بقية المناطق ونسأل لماذا لا تكون هناك رعاية لاحقة ولماذا هذه المعاناة واين المسؤولون في الوزارة عن ما يحدث في المناطق واذا كانت رعاية الفتيات في مكة ظهرت خلافاتها على السطح فماذا في بقية الدور هل تجيبنا الوزارة بحقيقة ما يجري؟.