أرشيف صحيفة البلاد

مشروع الملك عبدالله لسقيا زمزم.. مشروع رائد في تاريخ السقاية

منى – واس

يوفر مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لسقيا زمزم بمنطقة كدي بمكة المكرمة، السقيا لحجاج بيت الله الحرام، بطريقة منظمة وميسرة، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية لهذا المشروع خمسة آلاف متر مكعب من مياه زمزم يومياً، وإنتاج 200 ألف عبوة بلاستيكية بشكلٍ يومي، بسعة 10 لترات لكل عبوة، بتكلفة إجمالية بلغت 700.000.000 ريال لهذا المشروع، الذي دشن في شهر رمضان المبارك عام 1431هـ.
وعلى مدار الساعة عبر 42 نقطة توزيع بمقر المشروع، يمكن الحصول على عبوات ماء زمزم بدون أي عناء أو مشقة حيث يضمن المشروع نقاء مياه زمزم، عبر تعبئته آلياً بأحدث الطرق العالمية التي عرفت في تعبئة مياه الشرب (AS-RS).
وتبلغ الطاقة المركبة لمحطة التصفية (5) ملايين لتر يومياً، عبر خطي تصفية، كل خط يتكون من مجموعة من الفلاتر الخاصة بتصفية المياه، ووحدة تعقيم في نهاية كل خط، ويشتمل المشروع على خزان رئيس يتسع لـ (10) ملايين لتر من المياه المنتجة بحيث تضخ منه المياه بواسطة مضخات المياه المنتجة وعددها (4) مضخات إلى الحرم المكي عبر خط ناقل قطره (200) ملم من الستانلس ستيل أنشئ حديثاً مع المشروع، فيما ويوجه قسم من إنتاج محطة التصفية وقدره مليوني لتر يومياً ما يعادل (200) ألف عبوة يومياً، إلى مصنع التعبئة مباشرة ليعبأ في عبوات بسعة (10) لترات.
ويتكون مصنع التعبئة من عدة مبانٍ، يبرز منها مبنى ضواغط الهواء ومستودع عبوات المياه الخام، ومبنيي خطوط الإنتاج، ومستودع العبوات المنتجة، بطاقة تخزينية يومية تبلغ (200) ألف عبوة، في مساحة كلية للمصنع بلغت 13.405 أمتار مربعة، ويشمل المشروع مبنى المولدات الكهربائية الاحتياطية بطاقة (10) ميجاوات ويعمل بنظام (سكادا) الذي يمكن من التحكم والمراقبة لمراحل المشروع كافة، بدءً من ضخ المياه من البئر إلى آخر مراحل التعبئة.
ويحوي المشروع على مستودع آلي مركزي لتخزين وتوزيع العبوات المنتجة من مصنع التعبئة، مجهزاً بأنظمة تكييف وأنظمة إنذار وإطفاء الحريق، بتكلفة بلغت أكثر من (75) مليون ريال، يمثل (15) مستوى لتخزين وتوزيع (1.5) مليون عبوة سعة (10) لتر، فيما تبلغ الطاقة التخزينية القصوى لتخزين العبوات في المشروع نحو 1.800.000 عبوة، والطاقة التخزينية لخزانات الإنتاج نحو 10 آلاف متر مكعب، بينما بلغت الطاقة التخزينية لخزانات كدي والسبيل 26 ألف متر مكعب، كما يبلغ عدد القوى العاملة في المشروع نحو 300 موظف، ويتم زيادتها في مواسم الذروة لمواجهة كثرة الطلب على العبوات من الحجاج والمعتمرين والزوار.
ويعمل مستودع التخزين بشكل آلي بواسطة نظام تقني متقدم دون تدخل بشري للوفاء باحتياجات الحجاج والمعتمرين في أوقات الذروة، حيث يتم تخزين واستخراج العبوات آلياً من خطوط الإنتاج بمصنع التعبئة عبر سيور ناقلة آلية تصل بين خطوط الإنتاج والجسر الناقل، الذي يصل بدوره بين مصنع التعبئة والمستودع المركزي ، حيث تدخل العبوات المنقولة عبر الجسر الناقل إلى المستودع المركزي عن طريق رافعات رأسية حمولة كل منها (2000 كيلو جرام)، تُخزن هذه العبوات في أماكن محددة ويُتحكم فيها وتدار عن طريق برنامج تخزين متطور يتم من خلاله التخزين حسب تاريخ الإنتاج وخط الإنتاج، ويتيح هذا البرنامج المتطور تحديد أولويات التوزيع حسب تاريخ التخزين ونتائج الاختبارات الخاصة بالمياه المنتجة التي تتم بمختبر المحطة.
وتنقل العبوات المخزنة من مبنى المستودع إلى نظام التوزيع الأوتوماتيكي بواسطة الرافعات الرأسية، إذ توضع العبوات على سيور ناقلة تنقلها إلى نقاط التوزيع البالغ عددها (42) نقطة توزيع آلية.
ويعد مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم من أبرز المشروعات وأهمها التي أمر – رعاه الله – بإنشائها لخدمة وراحة قاصدي بيت الله الحرام ويجسد مدى اهتمامه بمثل هذه المشروعات الهادفة إلى توفير المزيد من الراحة لضيوف الرحمن، ووزارة المياه والكهرباء حرصت على توفير عبوات ماء زمزم التي ينتجها هذا المشروع لقاصدي المسجد النبوي وذلك بإنشاء نقطة توزيع بالمدينة المنورة ليتمكن زوار المسجد النبوي وأهالي المدينة المنورة من الحصول على هذه العبوات بكل يسر.
وقامت شركة المياه الوطنية المشغل الرئيس لمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم بإنتاج أكثر من 72 مليون عبوة مياه زمزم منذ بدء إنتاجه ولمواكبة الطلب المتزايد على مياه زمزم في شهر رمضان المبارك، ورفعت الشركة الطاقة الإنتاجية لخطوط الإنتاج بالمشروع لتتواكب مع الطلب والمشاريع العملاقة التي يحظى بها المسجد الحرام والمسجد النبوي لتفي بحاجة الراغبين بمياه زمزم، كما تم رفع جميع الطاقات التشغيلية، والصيانة، والتنقية،والضخ، والتوزيع، وزيادة عدد مقدمي الخدمة بنسبة (120%) وتشغيل المشروع على مدار الساعة.
ووفق آلية معدة يعمل المشروع على مواكبة الطلب المتزايد على مياه زمزم في موسم الحج من خلال الاستعدادات المبكرة, ورفع الطاقة الإنتاجية لخطوط الإنتاج بالمشروع لتتواكب مع الطلب والمشاريع العملاقة التي يحظى بها المسجد الحرام والمسجد النبوي.