بيروت – واس
استقبل دولة رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري في بيت الوسط ببيروت صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة والوفد المرافق له.
وجرى خلال الاستقبال استعراض تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وقد أقام دولة رئيس الوزراء اللبناني المكلف مأدبة عشاء تكريماً لسمو الأمير خالد الفيصل حضرها أبرز القيادات السياسية اللبنانية وقادة الأجهزة الأمنية والسفراء العرب المعتمدون لدى لبنان وشخصيات اقتصادية واجتماعية وإعلامية.
وألقى الرئيس الحريري كلمة بالمناسبة أعرب فيها عن سعادته بهذا الحضور الكبير بمناسبة زيارة سمو الأمير خالد الفيصل مشيراً إلى أن ذلك يعبر عن عمق المحبة والمودة والاحترام التي يكنها كل اللبنانيين للمملكة العربية السعودية ولشعبها وقيادتها ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقال دولته : ” إن كل المجتمعين هنا هذا المساء إنما أتوا ليقولوا إن علاقات لبنان وشعبه مع المملكة العربية السعودية أكبر من أن تمس وأصدق من أن تعكر وأعمق من أن ينال منها لا سمح الله وهذه هي رسالة اللبنانيين الحقيقية وهذا هو ضميرهم الحقيقي تجاه المملكة وشعبها وقيادتها وملكها”.
وأضاف أن :” حضور سمو الأمير خالد الفيصل بيننا اليوم يؤكد مجددا أيضا على التزام المملكة العربية السعودية شعبا وقيادة بالعلاقات الأخوية التي تربطها بكل اللبنانيين وعلى رعايتها الدائمة للبنان وللدولة اللبنانية بصفتها الممثل الجامع لإرادة كل اللبنانيين وقرارهم الوطني.
اللبنانيون الخارجون للتو من فترة طويلة من الفراغ الرئاسي والمتطلعون إلى اكتمال نصاب مؤسساتهم الدستورية يستبشرون خيرا بزيارته لبلدنا لأن المملكة كانت دائما مملكة الخير للبنان وكانت لها الأيادي البيضاء في وقف الحرب الأهلية وفي إعادة الإعمار بعدها وبعد كل عدوان إسرائيلي”.
وأشار إلى أن توقيت زيارة سموه عشية ذكرى الاستقلال هو تعبير عن تمسك المملكة باستقلال لبنان وسيادته وازدهاره مؤكداً أن بلاده المتمسك بهويته العربية ملتزم بكل القضايا التي تحمل المملكة العربية السعودية رايتها بدءاً من استعادة الحقوق العربية كافة وصولا إلى مكافحة التطرف والإرهاب”.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كلمة قال فيها: “أتشرف اليوم بلقاء لبنان بقياداته السياسية والفكرية والاقتصادية ولا أدل على ذلك من هذا الجمع المبارك في هذه الأمسية المباركة عشية استقلال لبنان أحمل إليكم تحية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز متمنيا لكم بمناسبة ذكرى الاستقلال أن تكون هذه المناسبة إن شاء الله فاتحة خير إلى مستقبل يستحقه لبنان بعد هذا الكفاح العظيم من يوم استقلاله إلى هذا اليوم الذي أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون فاتحة خير لمستقبل عظيم لشعب عظيم وقيادات حكيمة “.
وأضاف سموه قائلاً : ” لقد وصلت اليوم لأنقل رسالتين من خادم الحرمين الشريفين لفخامة الرئيس ميشال عون الأولى لتهنئته باختياره وانتخابه رئيسا لجمهورية لبنان هذا البلد العظيم والكبير بقيادته وأهله ، والرسالة الثانية هي لتقديم الدعوة لفخامته لزيارة المملكة العربية السعودية. ولقد رحب فخامته بالدعوة على أن تبدأ بعد استكمال مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية وأن زيارته للمملكة سوف تكون الأولى من لبنان إلى أي بلد عربي”.
وتابع سموه قائلاً : “إنني أفخر بلبنان وبأهله لأنهم دائما كما عودونا يهبون لنصرة بلدهم العظيم متجاوزين كل مصاعب وعقبات ليبرهنوا للعالم أجمع أنه لا حدود لعزيمة وقدرة لبنان وأهله على صنع المستحيل. أود أن أؤكد لكم رغبة وتمنيات كل إنسان سعودي من أخوانكم وأخواتكم السعوديين والسعوديات بأن لهم أمنية واحدة يودون أن أنقلها لكم في مثل هذا المساء المناسب لمثل هذه الأمنية أننا لا نريد لبنان ساحة خلاف عربي بل ملتقى وفاق عربي”.
من جهة ثانية التقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة في مقر سفارة المملكة بالعاصمة اللبنانية بيروت ، الطلاب السعوديين المبتعثين في لبنان.
وحضر اللقاء الذي حمل شعار “سفراء وطن” إلى جانب معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، معالي وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال اللبناني روني عريجي وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي المعتمدين في لبنان والقائم بالأعمال بالإنابة لدى سفارة خادم الحرمين الشريفين في لبنان المستشار وليد بن عبد الله بخاري والملاحق ومديرو المكاتب الفنية بالسفارة. ووجّه سموه كلمة للطلاب دعاهم فيها لأن يمثلوا الصورة الحقيقية للإنسان السعودي, موضحاً أنها مسؤوليتهم في تأدية رسالتهم الإسلامية والوطنية, وأضاف “الاختبار الحقيقي الذي سيواجهكم ليس في المدارس والجامعات بل في ساحات الحياة التي ستواجهكم بالمصاعب, فإما الانكسار وإما الكفاح”.
وقال سموه : دوركم الحقيقي سيبدأ فيما بعد في الخدمة الوطنية وإيصال المفهوم الصحيح للإسلام بعد أن شوهه البعض في هذا العالم فهي مسؤوليتكم أن تخدموا أوطانكم وترتقوا بها إلى مصاف الدول المتقدمة في المكانة التي تستحقها”.
وأضاف سموه قائلاً : “جاهدوا أنفسكم ورغباتكم لتحققوا مستقبلاً باهراً لوطنكم فأنتم المستقبل”.. وختم سائلا المولى عز وجل لهم التوفيق والسداد.
بدوره, أشاد القائم بالأعمال بالإنابة لدى سفارة خادم الحرمين الشريفين في لبنان المستشار وليد بن عبد الله بخاري في كلمة ألقاها بالدور الريادي الذي تضطلع به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- الذي يولي الابتعاث الخارجي الذي يعد استثمارا للإنسان السعودي كونه عصب البناء والتنمية المستدامة أولوية استثنائية, مثمنًا عاليًا ما يبذله المبتعثون من دور في نقل الصورة الحقيقية لما تتمتع به المملكة من إمكانات وقدرات ومكانة.
بعد ذلك قدّم سمو الأمير خالد الفيصل دروعًا تكريمية للطلاب المتفوقين في مختلف المجالات العلمية, والتقطت الصور التذكارية .
وقد غادر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة, بيروت بعد زيارة رسمية لجمهورية لبنان التقى خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين.
وكان في وداع سموه في مطار رفيق الحريري الدولي, معالي وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال في لبنان الياس بوصعب, والقائم بالأعمال بالإنابة بسفارة المملكة في لبنان المستشار وليد بن عبدالله بخاري ومنسوبو السفارة والملاحق ومديرو المكاتب الفنية بالسفارة.