دولية

(مساع).. أخطبوط الإرهاب القطري

جدة ــ وكالات

تجمع متطرف مرتديا قناع الدعوة الإسلامية، والمساعدات، أحد الأوجه القطرية لدعم وتمويل الإرهاب، المجلس الإسلامي العالمي (مساع)، والذي يتخذ من الدوحة مقرا له، ويجمع تحت مظلته 8 كيانات، حصلت على ترخيص من سويسرا؛ بمزاعم التغريب بين المفاهيم الإسلامية الغربية، ظاهرياً، إلا أنه يحمل في طياته مبادئ فكرية متطرفة، خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية.

هذا ما كشفته وسائل الإعلام السويسرية، بعد وضع هذا الكيان على قائمة تمويل الإرهاب، وهو ما دفع الصحف السويسرية للبحث خلف تلك الكيانات لمعرفة حقيقة أنشطتها.

وكشفت وثائق سرية مدى تورط النظام القطري في تمويل شبكة التنظيمات الإرهابية عبر مظلة “مساع”

وتشير الوثائق إلى أن الدوحة كانت في حاجة إلى مجلس مساع الإرهابي لتشغيل آلية تمويل الإرهاب عبر شبكة ضخمة ومعقدة تضم وكلاء محليين وأحزابا ومنظمات أهلية؛ لتفادي رصد التدفقات النقدية التي يذهب الجانب الأكبر منها إلى التنظيمات الإرهابية.

ولا يُخفي المجلس الإسلامي العالمي مساع الذي أسسه القطري علي بن عبدالله السويدي في الدوحة طبيعة دوره، إذ يحدد هدفه كمظلة للمؤسسات التي ارتضت التعاون والتكامل نحو رؤية واحدة وبرامج مشتركة، لتفعيل الشراكات والاتحادات والتعاون مع المؤسسات المحلية والعالمية

ومن بين مبادئ المنظمة الإرهابية: “وجوب المحافظة على الجماعة والائتلاف، وتعويد النفس على فقه الائتلاف والتطاوع”، وهو ما يؤكد أن مساع لم يكن مجرد مجلس بين شركاء، بل مركز صناعة قرار بشأن أولوية تدوير الدعم في شرايين التنظيمات الإرهابية.

الدور الذي لعبته المنظمة الإرهابية في تمويل عمليات التخريب في الوطن العربي كان السبب الرئيسي لضم الكيان الأخطبوطي إلى قائمة الكيانات الإرهابية التي أعلنتها الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب.

وعمل السويدي (مؤسس مساع) إلى جانب الخبير المالي للقاعدة عبدالرحمن النعيمي لنقل الأموال إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا.

وأدرجت الخزانة الأمريكية القطري عبدالرحمن بن عمير النعيمي على قائمة الإرهاب في ديسمبر عام 2013 لتورطه في دعم تنظيم القاعدة في اليمن، وبعد شهور ستتعاطى الأمم المتحدة بجدية مع تلك المعلومات وتدرج بدورها النعيمي على قوائم الإرهابيين بعد نحو 10 أشهر من الخطوة الأمريكية.

وكان النعيمي الذي عمل لسنوات مستشارا رئيسيا للحكومة القطرية في مجال التبرعات الخيرية، قد أسس في العام 2004 مؤسسة الكرامة في جنيف كواجهة حقوقية تعمل تحت شعار “نحارب الظلم في العالم العربي”.. لكن نشاطها الفعلي كان توفير الدعم المالي لتنظيم القاعدة في اليمن والعراق ولاحقا في سوريا. ومنظمة الكرامة واحدة من المنظمات التي تعمل تحت مظلة مساع.

محاولة حصار الإرهابي القطري المقرب من جماعة الإخوان وأمراء الدوحة اعتبرها خبراء في حينها رغبة أمريكية في كبح جماح الدور القطري في سوريا.. بعد أن رصدت واشنطن تحويل عبدالرحمن النعيمي 600 ألف دولار إلى القاعدة، عبر ممثلها في سوريا أبوخالد السوري.

لكن ثمة قرائن عديدة تشير إلى أن الولايات المتحدة في عهد أوباما كانت تعلم أن الأكاديمي القطري الذي شغل مناصب رسمية في الدوحة مول في السابق حركة الشباب الصومالية والقاعدة في العراق.

وفي حالة واحدة موثقة على الأقل علمت واشنطن بتحويل مالي بقيمة 250 ألف دولار أرسله عبدالرحمن النعيمي إلى حركة الشباب الصومالية في منتصف 2012
ويرى خبراء أن “تواطؤ” الإدارة الأمريكية في عهد أوباما قاد المنطقة للفخ القطري لإثارة الفوضى في الشرق الأوسط؛ من أجل الدفع بتنظيمات موالية لها إلى الحكم، وهو كانت تظن أنه تحقق فعليا خلال عام 2012 قبل أن تتبدد أوهامها.

بدورها أفردت صحيفة” لوتمب” السويسرية، مساحات واسعة، لتقصي تمويل تلك الكيانات الإرهابية، كشفت في تقرير لها عن أن وكالة الاستخبارات الكونفدرالية السويسرية بدأت بجمع معلومات دقيقة عن دعم قطر لتنظيمات إرهابية، ومنظمات أخرى تمول أنشطة الإرهاب في عدد من عواصم العالم، بما فيها تنظيمات وشخصيات في سويسرا

ووفق ما نشرته صحيفة “لوتمب” استناداً لمعلومات من مصادر قريبة من التحقيقات، فإن “الاستخبارات السويسرية تتقصى اتصالات بعض المتطرفين المقيمين في قطر، والمتهمين بدعم تنظيم “القاعدة” الإرهابي، راصدة عدة كيانات وشخصيات ليبية منفية في سويسرا، ومنظمات مجتمع مدني في جنيف

وأشارت الصحيفة إلى أن “إحدى الشخصيات التي تتعقبها الاستخبارات السويسرية هي عبدالرحمن النعيمي، مؤسس منظمة “الكرامة” ومقرها جنيف، والتي تعمل تحت ستار العمل الحقوقي لإخفاء نشاطها الإرهابي.

وتابعت أن “الشخصية الثانية هي علي السويدي، رئيس المجلس الإسلامي العالمي (مساع)، وهو منظمة إسلامية مقرها مدينة بيرن السويسرية، ونيكولا بلانشو، المسؤول عن مركز إسلامي مثير للجدل يدعى المجلس المركزي الإسلامي السويسري”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه “رغم الإنكار القطري لعلاقة تلك الأنشطة بالإرهاب، إلا أن الاستخبارات السويسرية أكدت صلة الدوحة بتلك الشبكات الداعمة للإرهاب”.

كما نقلت صحيفة “لوتمب” عن مصادرها أن السلطات السويسرية تحاول معرفة هؤلاء الشخصيات وتحركاتهم للتوصل إلى رأس الأفعى”، خاصة أن بعضهم يتلقى تدريبات وتمويلا ممنهجا من جهات دولية بما في ذلك جماعات إرهابية

وسلطت الصحيفة الضوء على عبدالرحمن النعيمي، ووصفته بـ”فيروس آل تميم لتدمير العرب”.. والذي برز اسمه باعتباره أخطر رجل في قطر وأكبر الممولين للجماعات الإرهابية في العالم، والذي أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية ضمن قائمة الإرهاب 2014. وعبدالرحمن بن عمير النعيمي هو المدير السابق لمؤسسة “عيد آل ثاني” الخيرية القطرية، نشاطها المعلن تمويل المساجد حول العالم، إلا أن عددا من الأجهزة الأمنية عبر العالم رصدت تمويلها لجماعات إرهابية.
وأشارت الصحيفة، في تقريرها، إلى أنها حاولت التواصل مع نيكولا بلانشو، أو مع المتحدث الرسمي قاسمي إيلي، لتوضيح صلتهما بالسويدي ومؤسسة “عيد آل ثاني” إلا أنهما رفضا التحدث للصحيفة.

ولم يتوقف الأمر فحسب على كشف صحيفة “لوتمب” لتحقيقات الاستخبارات السويسرية، إذ سبقتها صحيفة “لاتربيون دي جنيف”، بالكشف في مارس 2016، عن أن ثلاثة من قياديي “مساع” وجهت لهم السلطات السويسرية اتهامات بانتهاك قانون حظر التعامل مع الجماعات الإرهابية، وهم نعيم شيرني ونيكولا بلانشو، وإيلي قاسم.

وتشير تحقيقات السلطات السويسرية إلى أن شيرني، وهو مسؤول في “إدارة الإنتاج الثقافي” بمساع، قد أنتج فيلما وثائقيا في سبتمبر 2015 للترويج للجماعات الإرهابية في سوريا.

ويقدم الفيلم الذي أنتجه مساع الإرهابي وبثه في نوفمبر عام 2015، على موقع “يوتيوب” وشبكات التواصل الاجتماعي شخصية عبدالله المحسيني وهو منظّر جبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا.

واتهمت السلطات السويسرية أيضا كلا من بلانشو ورئيس الاتصالات إيلي قاسم، ببث شريط الفيديو والترويج للإرهاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *