طهران ــ وكالات
لا يهتم نظام ملالي إيران بمطالب شعبه التي ألقت بثلثي الشعب الإيراني إلى تهلكة الجوع والفقر وفجرت الاحتجاجات الشعبية ضده في أكثر من 100 مدينة، وكل ما يراه هو أطماعه التي يسعى لإشباعها على جثث الشعوب، مستخدما أموال الشعب في الإنفاق على أذرعه المسلحة ومليشياته العسكرية في العديد من الدول العربية، من الحوثيين في اليمن إلى مليشيا حزب الله في لبنان، وغيرها من المليشيات في سوريا.
الى ذلك قام إيرانيون غاضبون بإزالة صناديق الصدقات التابعة لمؤسسة الخميني للإغاثة من الشوارع وتحطيمها، والتبرع بمحتوياتها للفقراء، احتجاجاً على قيام النظام الإيراني بإرسال تلك التبرعات للميليشيات التابعة للحرس الثوري في دول المنطقة كسوريا ولبنان والعراق واليمن.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل مقاطع تظهر قيام العديد من المواطنين بحرق تلك الصناديق بعد أخذ محتوياتها والإعلان بأنهم سيتبرعون بها مباشرة للفقراء.
وقال المحتجون إن على مؤسسة الخميني للإغاثة بدل أن تجمع التبرعات بالملايين لإرسالها إلى الميليشيات في المنطقة في إطار مشروع نظام ولاية الفقيه التوسعي، أن توزعها على ملايين الفقراء في إيران حيث يعيش 40 مليون إيراني تحت خط الفقر.
وأظهرت المقاطع والصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي قيام إيرانيين بتحطيم صناديق الصدقات ورميها في الشوارع بعد إخلائها من الأموال، وكتبوا بأنهم سيقومون بتوزيعها على العائلات الإيرانية الفقيرة بدلًا من إرسالها إلى اليمن وقطاع غزة لتأجيج الحروب، وتلميع صورة نظام ولاية الفقيه الدموي.
ورغم أن آخر تقرير من اللجنة الاقتصادية للبرلمان في طهران يشير إلى أن 80٪ من المجتمع الإيراني يرزح تحت خط الفقر، وما يقرب من 70% من المراكز الصناعية في البلاد أغلقت أبوابها، في ظل أزمة اقتصادية طاحنة، فإن صحيفة “لوريان لوجور” اللبنانية الناطقة بالفرنسية، كشفت عن أن إيران تمول مليشيا “حزب الله” الإرهابي بنحو 700 مليون دولار سنوياً بطرق غير مشروعة.
وأوضحت الصحيفة أن “إيران تمول الميليشيا اللبنانية وترسل لهم الأسلحة على حساب الشعب الإيراني، ومن قوتهم لتحقيق أطمعها في المنطقة”.
ونقلت الصحيفة تصريحات لنائبة وزير الخزانة الأمريكية لشؤون مكافحة الإرهاب، سيجال مانديلكر، أكدت فيها أن طهران تنتهك النظام المصرفي الدولي.
وأوضحت المسؤولة الأمريكية أن “إيران تكرس 700 مليون دولار سنوياً من أجل حزب الله، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف المبلغ الذي ترسله إلى المليشيات الإيرانية في سوريا، وهي 200 مليون دولار سنويا”.
وقالت ماندليكر، في لقاء بمركز الفكر الأمريكي للدفاع عن الديمقراطيات، إن “إيران تنتهك النظام المصرفي العالمي، وتدعم الإرهاب”، موضحة أن “محافظ البنك المركزي في إيران، والبنوك الإيرانية الأخرى، فيما بينها البنوك التابعة لفيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، يتعاونون للاستفادة من القطاع المصرفي العراقي لنقل الأموال بطريقة غير مشروعة إلى قوات فيلق القدس في سوريا، وحزب الله في جنوب لبنان”.
وذكرت الصحيفة أنه في 16 مايو ، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، بالتعاون مع عدة دول عربية، شخصيات إرهابية جديدة لقائمة الإرهاب والعقوبات المالية، من بينها الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر و9 قادة آخرين من المليشيا، بما في ذلك نائب الأمين العام نعيم قاسم ومحمد يزبك وحسين خليل وأمين إبراهيم السيد.
وأضافت “لوريان لوجور” أنه غداة تلك العقوبات اعتمدت واشنطن جزاءات أخرى ضد محافظ البنك المركزي الإيراني، ومسؤول كبير آخر بالبنك المركزي، علي ترزالي، فضلا عن مصرف مقره في العراق وزعيمه أراس حبيب.
في غضون ذلك ذكرت مصادر تجارية وشركات لرويترز، أن مصاف أوروبية توقف تدريجيا مشترياتها من النفط الإيراني، وهو ما يغلق الباب أمام خمس صادرات إيران من الخام، بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على طهران.
ورغم أن الحكومات الأوروبية لم تحذ حذو واشنطن في فرض عقوبات جديدة، فإن بنوكا وشركات للتأمين والنقل البحري، تقطع روابطها تدريجيا مع إيران تحت ضغط من القيود الأمريكية، وهو ما يجعل التجارة مع طهران معقدة ومحفوفة بالمخاطر.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الرابع من مايو أيار الماضي، قراره الانسحاب من اتفاقية 2015 النووية بين إيران وقوى عالمية.
وأعاد “ترامب” فرض عقوبات على طهران؛ إذ يبدأ سريان العقوبات على قطاع النفط الإيراني بعد “فترة تصفية” 180 يوما، تنتهي في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.
وقال مصدر بارز في “ساراس” الإيطالية، التي تدير مصفاة ساروش في سردينيا وطاقتها 300 ألف برميل يوميا، “لا نستطيع تحدي الولايات المتحدة”.
وتابع المصدر، أن “ساراس” تدرس أفضل السبل لوقف مشترياتها من النفط الإيراني في غضون مهلة 180 يوما المسموح بها.
وقالت المصادر، إن مصاف تابعة لشركات توتال الفرنسية وإيني و”ساراس” الإيطاليتين و”ريبسول” و”سيسبا” الأسبانيتين و”هيلينيك” بتروليوم اليونانية، تستعد لوقف مشترياتها من النفط الإيراني بمجرد سريان العقوبات.
وتشكل تلك المصافي، معظم مشتريات أوروبا من الخام الإيراني، وهو ما يعادل نحو خمس صادرات إيران النفطية.
وأظهرت بيانات جمعتها رويترز ومكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات)، أن مبيعات الخام الإيراني إلى المشترين الأجانب، بلغت نحو 2.5 مليون برميل يوميا في المتوسط في الأشهر القليلة الماضية.
وقالت مصادر تجارية إن الخام الإيراني يمكن استبداله بخام الأورال الروسي، الذي ارتفع سعره في أعقاب الإعلان الأمريكي، وأيضا الخام من السعودية.
وتدرس بعض المصافي، ومن بينها “سيسبا”، طلب إعفاء من السلطات الأمريكية لمواصلة الشراء بعد الموعد النهائي في نوفمبر، بهدف استكمال اتفاقاتها الآجلة.
وفى السياق قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن واشنطن تراقب “خطط إيران لزيادة قدرتها على التخصيب”، ردا على تصريحات إيرانية تشير إلى اعتزام طهران زيادة قدرات تخصيب اليورانيوم في إطار برنامجها النووي.
وأضاف بومبيو في تغريدة على تويتر “لن نسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي. إيران تدرك تصميمنا”.
وأوضح أن خطط زيادة قدرات التخصيب “مثال أخر على إهدار إيران لمواردها. لن يكون مفاجئا لأحد إذا استمرت التظاهرات في إيران”. وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي قال في وقت سابق إن منشأة في محطة نطنز النووية لبناء أجهزة طرد مركزي متطورة سيكتمل تشييدها خلال شهر.