ملامح صبح

مد د.. الراحلون..بنيَّة الغياب الأبدي

حنان العوفي

الانتظار ذلك السهم القاتل الذي يفسد اللحظة الآنية ، وهو لا يحمل سوى خيبة الإحساس يقول علي الضوي:

” غبت وينك
مر وقتي وانتظرت

وين رحت العمر عدّا
لا رجعت ولا اعتذرت

قلت لي بس احتريني
شف تعدتني سنيني
واحتريتك ما كبرت “

قاتلة لحظة الرحيل الموعودة بلقاء قريب ، ونحن نعلم جيدا أنه لن يأتي ، الراحلون لا يتقنون لغة الوصل ، ولا يعرفون التفاصيل الناتجة عن وجع الفقد ، لذلك تكون وعودهم بالعودة ، وتنتظر قلوبنا الموعد والسؤال لماذا نقف في ذات المكان الذي يغادرون فيه ونحن نتأملهم على أمل اللقاء ؟.لماذا لا نودّعهم ونحن ندرك أنه اللقاء الأخير، دون أن نُمنّي النفس التي ستمتلئ بخيبات مؤلمة؟!..سندرك في وقت متأخر أن الحياة ماضية في طريقها وستتركنا في مقبرة الانتظار،حينها حتى لو عادوا ستكون نبضات الحب قد فارقت الحياة ، وما عادت هي كالسابق ممتلئة بالشوق ، لن تكون الأشياء كما ينبغي ولن نكون نحن على ما يرام، ستبدو المشاعر باهتة وفي هذا المقام يأتي هذا البيت من قصيدة “لا يطول غيابك” للأمير الشاعر خالد الفيصل:

“دامني حي عطني، وش بقى نحتريه
مابي دموعك اللي عقب موتي تهلاّ “

كونوا مُنصفين تجاه التفاصيل الصغيرة التي إذا رحلت لا تعود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *