تمكّن فريق طبي متخصّص في مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدّسة, من إنقاذ فتاة سعودية في العقد الثاني من عمرها بعد إجراء عملية جراحية نادرة ومعقدة في الدماغ تكللت بالنجاح، وعادت الحركة الطبيعية لأعضائها, بعد تعرُّضها لشلل كامل في جميع الأعضاء.
وأوضحت المدينة, أن فريقاً طبياً تمكّن بفضلٍ من الله, من استئصال ورم بشكل كامل في منطقة حسّاسة من الجمجمة الخلفية عن طريق (extreme Far lateral approach), حيث يقع الورم أمام جذع الدماغ والحبل الشوكي محاطاً بأعصاب الدماغ وتعد ذات أهمية بالغة التي بدورها تتحكم في التنفس والقدرة على البلع والحركة, واتضح أن المريضة تعاني شللاً رباعياً؛ ما أدّى بها إلى ملازمة السرير وعدم القدرة على الحركة، وكذلك صعوبة في البلع، ولاستمرار الضغط على مركز التنفس أدّى ذلك إلى صعوبة في التنفس قبل إجراء العملية بساعات وعلى أثرها تم نقل المريضة إلى العناية المركزة العصبية, وتم التخطيط للعملية بشكل دقيق بقيادة استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور سلطان الصيعري؛ وبرفقة فريق طبي متكامل من أقسام طبية عدة.
وأبان الدكتور الصيعري؛ أن العملية استغرقت نحو 14 ساعة لحجم الورم الكبير (4 سم) ووجوده أمام جذع الدماغ؛ حيث إن استئصاله يتم عن طريق إيجاد ممرات ضيقة محاطة بأعصاب الدماغ السفلية ذات الأهمية الحيوية التي لا تحتمل أيّ ضرر ولو كان طفيفاً؛ ما قد يؤدي أي عطب فيها إلى اعتماد المريضة على أجهزة التنفس الصناعية والتغذية عن طريق الأنابيب والشلل الدائم.
وأشار الصيعري؛ إلى أنه بفضلٍ من الله، تم عمل أشعة دماغية لها بعد العملية، وبيّنت الأشعة، إزالة الورم بالكامل، والآن المريضة تتماثل للشفاء، وهي في صحة جيدة، وبدأت بالمشي والحركة، وتحتاج فقط إلى العلاج الطبيعي ليتم شفاؤها بإذن الله.