افتتح معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، اليوم المؤتمر العالمي الأول لتاريخ العلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين، بقاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري بمبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعة، وبحضور وكلاء الجامعة، وأكثر من 145 باحثاً بينهم نحو 38 باحثة من مختلف دول العالم.
وأكد أبا الخيل خلال كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح أن الجامعة تستحضر اتجاهات القيادة الرشيدة – أيدها الله – نحو العناية بالإرث التاريخي والحضاري للأمتين العربية والإسلامية.
مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يأتي مبلوراً رؤية المملكة 2030 التي عنيت بالجانب التاريخي والعمق الحضاري للمملكة بوصفها مهبط الوحي ومهد العروبة.
وقال: فجاءت تلك الرؤية الوطنية الطموحة الشرعية العالمية الاقتصادية التي اشتملت على أهداف في غاية الأهمية ورسالة واضحة تستشرق وتتلمس كل ما يجعل أبناء الوطن يعيشون في راحة وأمن ويوفر لهم العناية بالتراث الإسلامي وإظهار محاسنه ومكتسباته عبر قنوات وأعمال متعددة.
فهي ولله الحمد دولة جمعت بين الأصالة والمعاصرة وقامت بواجبها بما شهد له العالم أجمع. ورحب معاليه بالمشاركين والمشاركات.
متمنياً لهم وللمؤتمر التوفيق والنجاح نحو ما يخدم الحقل العلمي والتطبيقي والطبي الذي أسهم علماء العرب والمسلمين في إرساء أسسه وقواعده الأولى ليعم نفعها بلدان العالم وثقافات الأرض وحضارات التاريخ.
وقال معاليه : إن العرب والمسلمين إذا كانوا أصحاب فكر وثقافة في الماضي فإن لديهم من الذكريات والخبرات والأعمال والجهود ما يؤهلهم ليكونوا أفضل بكثير مما كان عليه السابقون.
مضيفاً أن الجامعة اعتنت بهذا الشأن وتوجهت لهذا التوجه من أجل أن تجمع أقطار المعارف والعلوم وتربط بعضها ببعض، ويعرف المجتمع أنها جامعة شرعية عربية عالمية تراثية ولا تقف عند أي حد ليحقق الهدف وكذلك يكونوا وفق توجيهات ولاة الأمر.
من جانبه أكد رئيس اللجنة التحضيرية وكيل جامعة الإمام للتبادل المعرفي والتواصل الدولي الدكتور محمد بن سعيد العلم أن المملكة شهدت خلالَ العقودِ الماضية.
وبالأخصّ العقدَ الأخير تنميةً علمية شاملة متكاملة، حيث طرحت المملكةُ خُطتها التاريخيةَ المتمثلةَ بالرؤية 2030 لمواكبةِ التحولات الكبرى والمتسارعة التي يشهدها العالم.
مبيناً أن المؤتمرُ يهدف إلى تحقيق غايات تلك الرؤية العميقة وذلك عبر تفعيل اتجاهاتها نحو إبراز العمق التاريخي للمملكة بوصفها ارتكازاً رئيساً للفعل الحضاري عربياً وإسلامياً على مرّ العصور.
بما تتوافر عليه من إرث تاريخي سعودي وعربي وإسلامي. وقال: عُرفت أرضُ المملكة على مرّ العصورِ بالحضارات العريقة والطرقِ التجارية التي كانت حلقةَ وصلٍ بين حضاراتِ العالم المختلفة فاكتسبت بذلك عمقاً علمياً وثقافياً فريداً.
وقد أولتْ الجامعةُ بقيادةِ مديرِها اهتماماً كبيراً بإنشاء الكليات الطبية والتطبيقية، إلى جانب الكليات الشرعية والعربية والإنسانية والاقتصادية والإعلامية.
وكذا البرامجِ والمشروعاتِ التعليمية، بالإضافة إلى المعاهد العليا والمعاهد العلمية ومعاهد اللغة العربية في الخارج، والمراكز البينية المتخصصة.
كلُّ ذلك بتوجيهات حكومتنا الرشيدة، ودعمها غيرِ المحدود للجامعة، بقيادةِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيز آل سعود ، ووليِّ عهدهِ الأمين ، ووليِّ وليِّ العهدِ ” حفظهم الله “.
وأوضح العلم أن المؤتمر جاء انطلاقًا من دور الجامعة ممثلةً بمعهدِ العلوم العربية والإسلامية في الاهتمامِ بتاريخ العلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين.
وحرصاً منها على تنظيم هذا المؤتمر في رحابها، وذلك للتعريف بإسهامات العرب والمسلمين في تطور مختلفِ العلوم التطبيقية والطبية.
لينشأَ الجيلُ القادمُ على وعي بتاريخه وماضيه الذي كان له الأثرَ الكبيرَ في تطور العلوم التطبيقية والطبية.
فقد حظيَ منذ أولى لحظاتِهِ بدعم مستمر ومؤازرة متواصلة من معالي مديرِ الجامعةِ لإنجاحِ وتفعيلِ هذا المؤتمر الفريد الذي يعدُّ جسراً علمياً عالمياً.
يشعُّ نوره من بلاد الحرمين الشريفين ليمتد أثرُهُ إلى أنحاءِ العالم، ويكونَ حافزاً لبذل المزيد من الجهد والإسهام في النهضة العلمية التي يعيشها العالم اليوم.