جدة – مهند قحطان
يعتبر برنامج (جودة الحياة2020) أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030 ، واستكمالاً للبرامج التنفيذية، التي سبق إطلاقها لدعم تحقيق محاور الرؤية، وتعزيز ركائز القوة لدى المملكة.
وتعكس خطة تنفيذ البرنامج رؤية حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده – حفظهما الله – وتوجيهاتهما في تهيئة البيئة اللازمة لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة، ولدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والأنماط الأخرى الملائمة التي تسهم في تعزيز جودة الحياة، وخلق الوظائف، وتعزيز الفرص الاستثمارية وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية.
كما يأتي إطلاق برنامج جودة الحياة 2020، بمتابعة من سموّ ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبحرص من سموّه على جعل اقتصاد المملكة أكثر ازدهارًا والمجتمع السعودي أكثر حيوية.
ويصل إجمالي الإنفاق في القطاعات ذات الصلة ببرنامج جودة الحياة حتى العام 2020 إلى 130 مليار ريال (34.6 مليار دولار) ، منها مبلغ 74.5 مليار ريال (19.8 مليار دولار) إجمالي الاستثمارات المباشرة في البرنامج، وتشكل النفقات الحكومية الرأسمالية منها مبلغ ما يزيد عن 50.9 مليار ريال (13.3 مليار دولار) حتى العام 2020، واستثمارات متاحة للقطاع الخاص بمبلغ يصل إلى23,7 مليار ريال (6.3 مليار دولار) لنفس الفترة من خلال (220 مبادرة) تبناها البرنامج حتى العام 2020، ولا يشمل ذلك كافة أشكال الإنفاق الرأسمالي في المشروعات الكبرى ذات الصلة، مثل مشروع القدية، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع بوابة الدرعية، ومشروع جدة التاريخية، ومشروعات الهيئة الملكية لمحافظة العلا وغيرها، إضافة إلى جميع المشروعات ذات الصلة التابعة للقطاع الخاص، والتي يصل إجمالي الاستثمارات فيها إلى أكثر من 86 مليار ريال (23 مليار دولار).
وقال الكاتب الإعلامي بسام فتيني :”في الحقيقة، أنا أُسمي هذا الحراك الانساني الفني الجمالي بــ (عودة الحياة) فالفن مجال أهملناه كثيراً وآن الأوان لاستخدامه في الدفاع عن هويتنا واثبات أصالتنا وعُمق تاريخنا الجميل المتنوع، وأكثر ما يزيد سعادتنا أن هذه الحزمة من البرامج هي لا توفر الترفيه فقط أو مكملات متطلبات الحياة لكنها تتزامن مع خلق فرص وظيفية لكوادرنا الوطنية من الجنسين وتفتح آفاقاً جديدة لاستيعاب الجمال الذي حُورب كثيراً في ما مضى، نعم من حقي كمواطن يفتخر بوطنه أن يحضر حفلاً لفنان سعودي بحضور سعودي في بلادنا السعودية ! فهذا الطبيعي الذي كنا نفتقده بالأمس ونعيشه اليوم وعلينا أن نؤسس له الاستدامة والاستمرار في المستقبل، فنحن أمام تحد كبير لنلحق الركب في تجيير الفن لخدمة الوطن ، وأمنيتي ان أرى معاهد الموسيقى حتى في المدارس والجامعات فالفن علم والعلم نور وجودة الحياة تتطلب أن تقارن العلم بالنور، لدينا تجربة ممتازة الان تتمثل في (مسرح السعودية) بالنادي الأدبي بجدة ونحتاج استنساخ نجاحها في عدة مدن، لدينا الكثير من المقومات لنكون سباقين في شتى مجالات الانتاج السينمائي الهادف على غرار فيلم بلال، المستقبل واعد ونحن بقيادة قيادتنا ورؤيتنا نركض للمستقبل ركضاً هذا المرة بعد توقفنا لسنوات”.
من جهته، قال أخصائي الجودة طارق بن خليفة الخليفة :”عندما نتحدث عن الجودة، فنحن نتكلم عن مدخلات جميلة وجيدة للمجتمع تعكسُ ثقافته وحضارته، وتقدمُ له في نفس الوقت الخدمات الجيدة على المستوى الخاص بالأفراد أو المؤسسات، ولكلا الجنسين على السواء، فالمرأة شريكة الرجل، ولها من الحقوق مثل ما للرجل، ولذا فنحن نتحدث عن جودة الفكر، وجودة السلوك، وجودة العمل، وجودة الخدمة، هذه منظومة يتفق فيها علماء الجودة والسلوك بأنه حلقة متكاملة، بعد ذلك يمكن أن نرى كثيراً ممّا حولنا قد تحسّن، فنجد بعضاً من السلوكيات الجيدة واضحة للعيان، والخدمات قد ارتقت وبسرعة تتناسب مع العصر، بالإضافة إلى المساحة الفكرية التي ستظهر على جميع المستويات نتيجة لمدخلات التعايش، وتقبل الوضع المتوائم مع تحقيق رؤية تصبُ في صالح الوطن والمواطن”.
ورداً على سؤال حول الأنشطة المناسبة للمجتمع في المملكة قال:”كل ما هو ممكن ومناسب ويتماشى مع عادات وتقاليد هذا المجتمع ولايصادمُ فطرته، ولايخدشُ حياءه، نعدّه نشاطا مناسبا وأياَ كانت تلك الأنشطة البدنية أو النفسية أو الذهنية، ومتى كان وقتها صباحاً ومساء، وشاملة للجميع، رجالاً ونساءً، وفتيات وشبابٍ، بالإَضافة إلى أبنائنا وأخواتنا الذين يعانون من مشاكل ذهنية أو سمعية أو نطق( ذوي الإعاقة). فالأنشطة الرياضية، والترفيهية، والتعليمية، والمسابقات، والجري، والألعاب المائية، وجلسات السمر، وألعاب الأطفال والرحلات السياحية، والمسرحيات. وهذا على سبيل المثال لا الحصر”.
وعن كيف يتم تفعيل مشاركة القطاع الخاص لتحقيق أهداف الجودة رد قائلاً:”حقيقة.. القطاع الخاص حاضرٌ بوجوده في جميع المجالات، ربما نحتاج إلى وضع آلية يستفيد منها القطاع الخاص من جهة مادية، وتحسين لصورته الذهنية، ليقدم الكثير، فنحن لانريد أن نغالط أنفسنا بأنفسنا فالقطاع الخاص (منّا وفينا) يحمل همّ الرؤية، ويحاول ويسعى لمواكبتها، واعتقادي جازما أن بعضاً من المرونة (في آليات تفعيل القطاع الخاص) كفيلة، بإذن الله، لنرى مخرجاته أجودُ و أكثر عمقاً”.
وعن الخطوات التي يمكن أن تقود إلى تحقيق الجودة العالية في المملكة أجاب:”إنها عجلة ( ديمنج) المبدأ الإداري المعروف والمشهور، خطط ونفذ وقوّم ثم طوّر، ونحن نرى أن انطلاقة الرؤية، والتحوّل الوطني قد قامت بزرع هذه البذرة الوطنية الاستراتيجية، نحتاج أن نرفع الوعيّ المجتمعي بأهمية الرؤية وأهدافها وآثار تنفيذها على الفرد والمجتمع، والمجتمع لدينا يمتلك وعياً كافياً ليعرف أن العمل ضمن المنظومة الوطنية لتحقيق الرؤية سيحقق له ما يصبو إليه و أكثر.
وردا على سؤال حول أن المملكة توفر خدمات مميزة يستمتع بها المواطنون والمقيمون، فكيف يكون الوضع مع تنفيذ هذه الرؤية وما هي المكاسب التي ستتحقق لتحسين جودة الحياة وفقاً للبرنامج قال:”جودة الحياة هو مخرجٌ يسعى إليه الجميع، ولذا فمع تنفيذ برنامج الرؤية سيرتفع طموح المواطنين جميعاً، سيرى المواطن كيف تتحسنُ الحالة الاقتصادية مع تحقيق هذه البرامج، عندها لن تكون الوظائف مشكلة، والمستويات الأعلى من الخدمات الصحية والخدمات الأخرى أرقى وأجود وأحسن”.
من جهتها أكدت المستشارة الاجتماعية والمشرفة بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بجدة إيناس ابراهيم فرج عن أن تحسين جودة الحياة في المملكة هو الموضوع الحاضر منذ زمن في التنمية البشرية وها نحن الْيَوْمَ مع رائد النهضة الجديدة ومحقق الأحلام، سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، نرى أحلامنا تتحقق على أرض الوطن حلما تلو الآخر، ليس مثل ما حلمنا بل وأكبر وأجمل وحتى تكون جودة الحياة ناجحة تماماً ونصل لمراتب عالمية، أرى التالي: نشر الوعي لدى الناس بأهمية الموضوع- التدريب على التغيير الذاتي وجودة الحياة الشخصية-دراسة حالة للأفراد ودراسة الحياة الشخصية، وماهي أبرز المعوقات التي تقف حيال الوصول إلى جودة الحياة الشخصية فالوصول إلى جودة الحياة في الوطن كاملا يستدعي جودة شخصية عالية للمواطن الفرد حتى يعي ويقدر هذه الحياة التي سيحصل عليها، ويستفيد من خدماتها ويضيف إليها مخرجات مفيدة.
وعن الأنشطة المناسبة للمجتمع في المملكة قالت:”المواطن السعودي كأي إنسان في العالم يحتاج الى الحصول على أفضل تعليم وبجانبه الاستمتاع بأوقات الفراغ ولابد من وجود الحدائق الخضراء وممارسة الرياضة والتمتع بصحة جيدة؛ حيث إن جودة الحياة صورة كاملة نسعى بجهد دؤوب لرسمها من خلال الاعتناء بكافة التفاصيل ، فالأنشطة هي كالتالي:
نشاط تعليمي ، ثقافي ، ديني ، رياضي ، ترفيهي ، سياحي ، تطوعي ، بيئي ونشاط إعلامي.
وتتنوع الأنشطة حسب الأعمار والأطفال والشباب والعائلات والمتقاعدين كل له ما يهتم به ويسعده.
وعن كيف يتم تفعيل مشاركة القطاع الخاص لتحقيق أهداف الجودة في المملكة أجابت:”مشاركة القطاع الخاص ستظهر بشكل أكبر وأقوى عن طريق تبني المشاريع الخدمية بمختلف أنواعها والمشاريع التعليمية والترفيهية والسياحية والرياضية، وأيضاً زيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة حتى تصبح أكثر قوة وخبرة، وتتحول تدريجياً من الصغيرة إلى المتوسطة ثم الكبيرة وتحقق الجودة المؤسسية، ووضع مقياس للجودة لعمل القطاع الخاص في مشاريع تحسين جودة الحياة؛ حتى نصل إلى الريادة والعالمية ومشاريع أنجح وأفضل لخدمة الوطن والمواطن وتحقيق جودة الحياة ورفاهيتها.
وتعدد الخيارات في العمل في القطاع الخاص وتحسين مستوى الأجور وإرفاق التدريب المنتهي بالتوظيف عوضا عن شرط الخبرة التعجيزية ليوفر وقتاً وجهداً على المواطن طالب العمل ويحقق جودة حياة رائعة؛ لأن المواطن العاطل عن العمل لا يستطيع الإحساس بجودة الحياة دون عمل بمقاييس عالية تلبي له احتياجاته.
وعن الخطوات التي يمكن أن تقود المملكة إلى تحقيق أهداف الجودة في المملكة قالت الأستاذة إيناس:”هناك عدة خطوات نطبقها على الأفراد وهي تحقق أهداف الجودة في المملكة وهي التحفيز ويزداد الحافز والرغبة في العمل والنمو- النمو ويتضاعف النمو كلما تم استخدام الأنشطة التي تناسب ذكاء الفرد- الإنتاجية من يعمل بحسب أنواع ذكائه تزداد إنتاجيته بصورة ملموسة- الابتكار يصبح الأعضاء أكثر رغبة وقدرة للابتكار وحل المشكلات- التكامل يزداد نتيجة اكتشاف القدرات الكاملة مع التفويض الأمثل للمهام – النجاح مع تطبيق ما سبق نصل إلى النجاح.
وردا على سؤال، حول كيف ستكون السعودية بعد تنفيذ الرؤية في جودة الحياة أجابت:” تصبح الدولة الأكثر سعادة ورفاهية لساكنيها- تصل المملكة إلى التصنيفات العالمية في الأكثر سعادة والأعلى أجراً والأفضل في بيئات العمل – تصبح المملكة البيئة المثالية للتعليم والاستثمار الاقتصادي والاستثمار العلمي والبشري- يصبح في السعودية بيئة عالمية جاذبة لساكنيها ولسواحها ولطالبي العمل فيها.