كتبت- آلاء وجدي
في إطار الحديث عن الإرهاب في ذكرى اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، أشار عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية، إلى أن مشروع تنظيم القاعدة لا يلقى جماهيرية واسعة في العالم العربي ولكن بعض الظروف في عدد من الدول أدت إلى بناء القاعدة ملاذ لها ومكنتها من أن تصبح لاعب أساسي في الساحة السياسية العربية, كما أدى انهيار النظام الليبي إلى انفلات عقد هذه الجماعات وتوزعها في المنطقة وامتلاكها جزء مهم من الترسانة الليبية وهي تستخدم الآن في سوريا ومالي وموريتانيا والجزائر وعلى الحدود التونسية الجزائرية.
وأشار إلى أن قاعدتها التي ضربت في أفغانستان أدت إلى تفرقها على الدول وإضعاف قوتها, ولكنها مازالت قادرة على التأثير في الكثير من المواقف والساحات خاصة في سوريا والتنظيمات التي تفرعت عن القاعدة ما زالت تؤثر في الشؤون السياسية العربية.
من جهته لا يعتقد بشير عبد الفتاح، رئيس تحرير مجلة \"الديمقراطية\" المصرية أن هناك قبولا شعبيا عربيا بتنظيم القاعدة فقط العناصر التي تتفق أفكارها وميولها مع هذا التنظيم وهم قلة قليلة لأن غالبية الشعوب العربية اكتوت بنار العنف الذي يمارسه هذا التنظيم.
وأوضح خلال حواره لبرنامج ساعة حرة المذاع على قناة الحرة أنه في البداية كان هناك رهان عربي غربي على أن ثورات الربيع العربي ستسد فتحة الإرهاب لأنها ستزرع الديمقراطية ولكن ما حدث شجع بعض هذه التنظيمات على التدخل في الشؤون السياسية على الساحة العربية, موضحا أن حالة الإخفاق السياسي الممثلة في جماعة الإخوان المسلمين ساعدت على خلق حالة من الرغبة في العودة والارتداد مرة أخرى إلى حمل السلاح.وأضاف أن مصر شهدت حالة استقطاب سياسي إسلامي داخل منظومة التيارات الإسلامية المتنوعة بين الإسلام المعتدل وبين الإسلام الجهادي الذي يميل إلى العنف لدرجة أن بعض من هذه الجماعات كانت تكفر جماعة الإخوان, وكانت جماعة الإخوان المسلمين تنظر إلى هذه الجماعات كظهير إستراتيجي لها ضد الجماعات المدنية, وهذا شكّل عبئاً على تجربة الإخوان في مصر وفي تونس أيضا , ومن ثم بات الإسلام الجهادي العنيف عبئاً على الإسلام المعتدل.