دولية

محاولة إعادة صياغة الفوضى

 جدة ــ البلاد

كشفت قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي، حجم المؤامرة الخبيثة التي تستهدف المملكة وتشويه صورتها على المستويين الإقليمي والدولي، إذ يسعى إعلام الحمدين الى نسج قصص ومسرحيات من وحي الخيال، حول الواقعة، في حين برزت شبهات حول تورط تنظيم الإخوان الإرهابي في الحادثة، في الوقت الذي لم يستبعد فيه مستشار حزب العدالة والتنمية التركي ياسين أقطاي مؤخراً احتمال وجود طرف ثالث للإيقاع بين تركيا والمملكة. فعلى الرغم من أن القضية ما زالت قيد البحث والتحقيق المشترك بين الرياض وأنقرة، إلا أن استباق إعلام تنظيم الحمدين المتوغل في الاخوانية للأحداث وبناء قصص وسيناريوهات مفبركة والزج بأشخاص ليس لهم أية صفة للإدلاء بتصريحات واهية مكذوبة، تعكس حجم التنسيق المسبق بين التنظيم ووسائله الإعلامية عند تنفيذ العملية.

ومن ذلك ما قال به الناشط الأميركي المعروف محمد سمان موجهاً اتهامات مباشرة لـ”الإخوان” بالوقوف وراء اختفاء خاشقجي بهدف تحريض الرأي العام ضد المملكة، مشدداً على أن المؤامرات القطرية الإخوانية كلها مكشوفة.

وقال في سلسلة تغريدات عبر حسابه في “تويتر” “إن سيناريوهات المؤامرة تنحصر في قيام تنظيم الإخوان الدولي باستدراج وإخفاء خاشقجي في تركيا، والترويج لمقتله في القنصلية السعودية في إسطنبول لإحراج المملكة وشن حرب إعلامية سلبية تحرض الرأي العام ضدها وقيادتها، وهو ما اتضح في ردود الفعل المتتالية من عدد من المسؤولين الغربيين الذين انساقوا وراء الخديعة القطرية الإخوانية.

وأضاف الناشط المقيم في واشنطن والمتخصص في كشف فضائح قطر والإخوان إن خاشقجي قدم بالفعل شهادة قانونية سرية في محكمة نيويورك، ولا أستبعد تحضيره لنشر تحقيق صحفي كبير في واشنطن بوست؛ ولذلك قام التنظيم الدولي للإخوان باستدراجه وإخفائه وربما تصفيته.

وشدد على أن هذا الإعلامي يعرف الكثير، ويعتبر مخزن الأسرار السوداء وربما رفض التورط بمؤامرة كبيرة وخطيرة للغاية ضد المملكة، وقرر التواصل مع سلطات بلاده، ولذلك قام تنظيم الإخوان الدولي بخطفه في تركيا، مرجحاً ظهوره قريباً للكشف عن تفاصيل المؤامرة.

وقال الناشط: إن مؤامرة خطف أو اختفاء أو تصفية خاشقجي تؤكد بالدليل القاطع مصداقية تحذير السفارة الأميركية في الدوحة له في مارس 2015 بضرورة مغادرته قطر فوراً، وعدم دخول تركيا بسبب تهديدات جدية تستهدفه شخصياً بسبب انتقاده لعصابة الإخوان المنافقين والإرهابيين. وأضاف لفرضيات والشبهات والاتهامات كثيرة، لكن الحقيقة معروفة لمن يبحث ويراقب ويوثق ويتابع.

واستند سمان في اتهاماته للتنظيم الدولي لـ”الإخوان”، بموسى العمر الإعلامي السوري المقيم بين بريطانيا وقطر، وهو معروف بقربه من قيادات “الإخوان” و”جبهة النصرة” الداعمة لـ”القاعدة” في سوريا، حيث نشر صورة محادثته الخاصة مع خاشقجي بتاريخ التاسع من أغسطس الماضي يلمح له فيها بمعرفته أنه اشترى منزلاً في إسطنبول، وهذا يؤكد معرفة العصابات الإرهابية بتحركاته. كما نشر العمر صورة من محادثته الخاصة مع خاشقجي العام الماضي لإيهام الرأي العام بأنه هارب من بلده وإعطاء انطباع مباشر بأن السلطات السعودية قامت بخطفه بعد زيارته للقنصلية السعودية في إسطنبول، مؤكداً أن المؤامرة الإخونجية ضد السعودية كبيرة وخطيرة.

وأشار سمان إلى أن مقابلة صحيفة “واشنطن بوست” مع خطيبة جمال خاشقجي التي كشفت عن شرائه شقة في إسطنبول لإتمام زواجه في تركيا، هي معلومات شخصية كان يعرفها “الإخوان” عنه قبل شهرين. وقال إنه خلال عامي 2011-2012 عندما كان الإخوان الإرهابيون يقومون بتهريب أي مسؤول أو ضابط خارج سوريا بالتعاون مع المخابرات التركية كانوا يروجون إشاعات خطفه وقتله ثم يظهر فجأة في قطر للإعلان عن انشقاقه عن نظام الأسد في قناة “الجزيرة”.

ونشر سمان صوراً على حسابه الشخصي توضح مستوى الاختراق والتأثير الإخواني الذي بلغ مستوى غير مسبوق في قطر بقيادة يوسف القرضاوي.

إلى ذلك، رصد تقرير لـ”العربية.نت” ما شهدته قضية خاشقجي من تطورات كاذبة ومختلقة على مدار 20 ساعة مع بداية توارد الأخبار في الثاني من أكتوبر والتي شملت حذف تغريدات مزيفة والتراجع عن سيناريوهات الاختطاف وبعدها القتل وصولاً إلى اعتماد وسائل الإعلام كلمة الاختفاء.

وقال التقرير، إن وسائل إعلام وحسابات إلكترونية تابعة للإخوان وقطر سعت إلى التركيز على تداول خبر كاذب يشير إلى اختطاف خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وبعدها مقتله استناداً إلى مصادر مجهولة.

وأظهر فيديو كذب رواية لـ”الجزيرة” عن منح القنصلية السعودية حراس الأمن الأتراك إجازة في اليوم نفسه الذي شهد اختفاء خاشقجي. وتحدث في الفيديو خديجة جنكيز، التي تدعي أنها خطيبة خاشقجي، حيث قالت “إنها ذهبت عند البوابة وسألت الأمن التركي، أن جمال دخل قبل ساعة واحدة ولم يخرج، أين هو؟ هل مازال بالداخل؟ فرد الأمن التركي أنه لا يوجد أحد بالداخل”.

وقال التقرير، إن إعلان السعودية عدم ممانعتها بفتح القنصلية أمام من يشاء للتأكد وإرسالها وفداً للتحقيق في ملابسات اختفاء خاشقجي في تركيا، إضافة إلى تغيير الإعلام التركي صيغة خبر خاشقجي إلى قضية اختفاء، وجه صفعة قاسية للتغطية الإعلامية المضللة التي يستمر الإعلام القطري في نشرها عبر الآراء والتحليلات الكاذبة. وأوضح أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود بالرياض علي دبكل، أن كل ما يكتب من جهات معادية للسعودية، وعلى رأسها قطر، هو تضليل وتشويش ويفقد المصداقية التي يتمتع بها أي خبر إعلامي،

وقال: قضية خاشقجي لم يصدر فيها شيء رسمي، ولم تظهر نتائج التحقيق حتى الآن”. وأضاف دبكل: “هناك طرف ثالث مستفيد من القضية والتشويش عليها، ويتضح لنا أن هذا الطرف هو من ظهر ليبين نواياه وتضليله، وهو ما تفعله المواقع التي تعمل لصالح قطر وإعلامها، فكل ما سمعت عن خبر لا تتأكد منه وتقوم بنشره والتغريد له، وتأتي بكثير من المعلومات المغلوطة، وهذا يتنافى مع الرؤية الإعلامية السليمة”. وأضاف “إن المتبع هو أن تكون المعلومات صادرة بصفة رسمية، وهناك تصريحات من السعودية وتصريحات من الجانب التركي، ولم يثبت شيء مما تروج له المنصات الإعلامية التابعة لجهات مغرضة للسعودية، وتحاول أن تصطاد في الماء العكر”.

وتابع قائلاً “إن هذه الجهات تتبع طريقة (جوبلز) وزير الدعاية النازي، وهي (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقوك)؛ ولذلك كل الجهات الإعلامية والتي تحترم نفسها، إلى الآن لم تصدر استنتاجا بمصير خاشقجي، ونجدها تتابع عبر ما يصدر من الجهات الرسمية والجميع يبحث عن خاشقجي، فالسعودية تبحث وتركيا تبحث. وختم قائلاً: من وجهة نظري هناك طرف ثالث مستفيد من توتر العلاقات بين السعودية وتركيا، وهذا الطرف يظهر من التغريدات ومن خلفها، يحاول الإساءة لهذه العلاقات.

بدوره أكد الكاتب الأميركي باتريك بوول، المتخصص في شؤون الأمن القومي والإرهاب، أن السعودية تواجه قوى إقليمية ودولية تعمل على تضليل الإعلام وتزويده بمعلومات مغلوطة، كالمعلومات التي يعمل خالد صفوري، الذي يدّعي أنه أحد المقربين من خاشقجي، على نقلها لوسائل الإعلام بشأن اختفاء خاشقجي.

ويذكر الكاتب أن خالد صفوري تربطه علاقة وطيدة بأحد داعمي تنظيم “القاعدة” عبدالرحمن العمودي، المعتقل حالياً لدى السلطات الأميركية، والمتورط أيضاً في مخطط محاولة اغتيال الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد.

وخلص الكاتب إلى أن الطرف الوحيد المغذي لتقارير وسائل الإعلام حول مسألة خاشقجي هو نفس المصدر الذي كان مرتبطاً بمؤامرة محاولة اغتيال الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.

فيما اتهمت منظمة العدل والتنمية لدراسات الشرق الاوسط وشمال افريقيا المخابرات التركية بالوقوف وراء اختفاء خاشقجى بعد خروجه من القنصلية السعودية بإسطنبول ولم تستبعد المنظمة وجود دور باختفائه لخطيبته التركية خديجة جنجيز.

واشار الناطق الرسمى للمنظمة زيدان القنائى انه من الوارد ان موظف بالأمن التركي يعمل بالقنصلية السعودية باسطنبول سجل دخول خاشقجي للقنصلية وحذف لحظة الخروج وتم الاختطاف،واضاف ان تسجيلات التعذيب المزعومة لدى المخابرات مفبركة ومصطنعة لتوريط المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *