أرشيف صحيفة البلاد

محاكمة

تابعها: عبدالعزيز عركوك

في هذه الصفحة، التي اخترنا لها عنوان ” محاكمة ” … نحاكم فيها إدارات بعض أندية دوري جميل، والدرجة الأولى، والبرامج الرياضية؛ لنبين للقارئ العزيز ما لهذه الإدارات، والبرامج ، وماعليها. قضاتنا مجموعة من الخبراء، والمختصين، يمتلك كل منهم تاريخًا كبيرًا، يجعله قاضيًا في مجاله . يقدمون تحليلًا، وتقييمًا شاملًا لعمل كل إدارة، وبرنامج ؛ سواء بالسلب، أو الإيجاب، بشفافية مطلقة.

اليوم نحاكم إدارة الزعيم، التي قدم فريقها العام الماضي، موسمًا استثنائيًا بعد عودته، واستعادته ثقة عشاقه، وتحقيقه لقب الدوري، عقب غياب خمسة مواسم، إضافة إلى لقب كأس خادم الحرمين الشريفين، والمنافسة على دوري أبطال آسيا، وتأهله للمشاركة طرفًا بنهائي كأس السوبر في النسخة القادمة، وتحديدًا في شهر يناير القادم، كما حقق فريق الأولمبي بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد.

 

إداريًا

يرى الناقد الدكتور مدني رحيمي، أن ما قدمته إدارة نادي الهلال برئاسة الأمير نواف بن سعد، يعتبر عملًا احترافيًا مميزًا، قائلًا: إن الفريق الهلالي يمتلك أقوى الإدارات على مستوى الأندية السعودية؛ كونه نجح في اختيار أعضاء مجلس إدارته بالكامل، وأيضا لما يمتلكه رئيس النادي، من خبرة كبيرة بعد إشرافه على الفئات السنية، وعمله نائبا للرئيس السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد، بالإضافة للجهاز الإداري الخاص بالفريق الأول لكرة القدم، بعد تمكنهم من الحصول على لقب الدوري في الموسم الماضي، وكأس خادم الحرمين الشريفين، والتأهل إلى دور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال آسيا، وأرى أن الإدارة نجحت في لم الشمل، بالنسبة لأعضاء الشرف؛ حيث لم نشاهد أي هجوم، أو انتقاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المسموع والمقروء، فدائمًا ماتحل الإشكاليات داخل البيت الهلالي بعيدًا عن الإعلام.

فنيًا

قاضينا الفني، المدرب الوطني حمود السلوة، أكد أن المستوى الفني للهلال في الموسم الماضي، كان في غاية الإبداع، والجمال؛ لما امتلكه من لاعبين مميزين على المستوى المحلي، إضافة للرباعي الأجنبي؛ حيث حرصت الإدارة الهلالية على تغيير الجهاز الفني في بداية الموسم، بعد النتائج غير المرضية، في الجولات الأولى، حيث تم التعاقد مع المدرب الأرجنتيني دياز، الذي استطاع توظيف اللاعبين بالشكل الصحيح، والسير نحو تحقيق لقب دوري جميل، وكأس خادم الحرمين الشريفين، والتأهل إلى ربع النهائي لدوري أبطال آسيا؛ لذلك فمن الطبيعي أن يكون تقييم الإدارة بالشكل المميز، والناجح،

ومايصادق على ذلك العمل المتواصل للموسم القادم، بالبحث عن توفير بديل جاهز، وتقوية دكة البدلاء، وتلبية طلبات الجهاز الفني بالتعاقد مع لاعبين محليين وأجانب؛ حسب التقرير الذي رفعه المدرب، ويأتي في مقدمتها الحارس العماني علي الحبسي، والصفقات المحلية ممثلة في مختار فلاتة، وحسن كادش، ومحمد كنو، والمدافع علي البليهي.

 

إعلاميًا

أوضح الإعلامي علي الزهراني، أن الإدارة الهلالية نجحت في الموسم الماضي، بعد أن وفرت لفريقها الأرضية الصلبة، والوسائل الصحيحة، والتي كان لها أكبر الأثر في ترجيح كفة الفريق الهلالي عن بقية المنافسين. فاز بالدوري، وحاز على كأس الملك، واستمر في ذات المستويات الفنية الرفيعة في الاستحقاق القاري.

هذه الجوانب وتلك الوسائل التي أبرزت مكامن القوة الإدارية، برئاسة الأمير نواف بن سعد، والفنية بقيادة الأرجنتيني دياز، ومن ضمنها – بلا أدنى شك -الجانب الإعلامي؛ حيث كان التعامل الهلالي في الكثير من الأمور المتعلقة بوسائل الإعلام، وما يدور فيها تعاملاً مثالياً ومحترفاً. بل ذكياً ، ذلك أن هذه الإدارة لم تعر المماحكات المكتوبة، أو المنطوقة، أو حتى التغريدات في” تويتر”، أي اعتبار؛ رغم تأثير صوتها، وفاعليته.

فالهلال من خلال إدارته أجاد امتصاص مخرجات الإعلام المختص بقضايا كرة القدم، وبالأسلوب والطريقة التي يراها ، حيث ركز على العمل، وقفز عن تلك المحاولات التي كانت تستهدف إخراج فريقهم عن سياق الاستقرار النفسي، والفني؛ فنجح في تحقيق مبتغاه، وحول كفة الإعلام، من كفة مؤثرة (بالسلب)، إلى كفة مؤثرة (بالإيجاب) وهذه نقطة جوهرية، تحسب لوعي الإدارة، وتسجل كحالة مضاعفة لثقافة الهلاليين في الطبيعة الإعلامية، والتعاطي معها.

الهلال كسب الموسم الماضي كل شيء ، كسب القمة، وكسب البطولة، وكسب الإعلام، وبالتالي من الإنصاف، أن نقول: إن إدارته محترفة، وفكرها عالي الجودة.

قانونيًا

أكد القانوني عمر الخولي، أن الإدارة الهلالية في الموسم الماضي، بقيادة الأمير نواف بن سعد، نجحت في تسيير أمور النادي، من الجانب القانوني بتكليف أصحاب الاختصاص والمستشارين، قبل الدخول في أي قضية قانونية، ومن ذلك توقيع العقود مع اللاعبين المحليين، والأجانب، وكذلك عقود الرعاية، وما شابه ذلك. الأمر الذي قلل من تعرض النادي إلى عقوبات كبيرة من قبل المحكمة الرياضية الدولية، أو لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي،

ولعل إصدار غرفة فض المنازعات 3 قضايا على الهلال في الفترة الحالية، تصادق على ذلك، مقارنة بالأندية التي لديها سجل قضايا كبير، وديون، ومشاكل، وتأتي قضية الهلال التي اشترك فيها مع النصر من خلال التعاقد مع اللاعب عوض خميس؛ لتؤكد تفوق الهلال قانونيًا بعد حماية نفسه من عقوبة المنع من تسجيل اللاعبين؛ على الرغم من الضبابية التي صاحبت ذلك القرار، بتغريم الهلال مبلغ مالي،

وكذلك تغريم النصر بمبلغ مالي آخر، وحرمانه من التسجيل، واعتماد تسجيل اللاعب لصالحه. الأمر الذي يصعب الحكم على نجاح الإدارة الهلالية قانونيًا في هذه القضية، ولكن في المقابل خلو قائمة النادي من العقوبات الانضباطية، محليًا وخارجيًا، يدل على العمل المميز الذي تقدمه الإدارة الهلالية قانونيًا.