الأرشيف شذرات

محاربو السعودة ….

[COLOR=blue]عتيق الجهني[/COLOR]
ما أن يتحدث معك إلا وتشعر بجراحه تتفتـّح بل وتحتدم ذكرياته مع طريقه الطويل للبحث عن لقمة العيش من خلال وظيفة يساعد بها وطنه لمزيدٍ من النمو …وذاته لمزيدٍ من الحياة ؛ إنه الشاب / ثامر ناجي الرفاعي والذي التقيته على سبيل الصدفه ذات يوم في المطار في رحلة العودة لأرض الوطن ؛ ثامر ليس إلا نموذجاً مشرفاً لوطننا الغالي ولنا بطبيعة الحال من خلال عمله ( كسائق أجرة ) يستقبلك في مطار ينبع بابتسامة تبعث قوافل الطمأنينة في ذاتك بل وما أن تلتقط أنفاسك إلا ويُمطرك بالمعلومات السياحية التي تحتاج إليها أثناء فترة تواجدك في ينبع كل ذلك وأكثر يقدمه ذلك الشاب إيماناً منه بأهمية السياحة الوطنية وأهمية ( وظيفته ) وتأثيرها العميق في نفوس زوار ينبع ( من بلادنا ومن خارجها ) …. ؛ شدني حقيقة ذلك الحماس و الذي شعرت به من خلال كلمات ( ثامر ) بل ودفعني لسؤالِ كان أشبه بمن حرّك النار من تحت الرماد حينما سألته عن تلك المميزات التي تقدم له من خلال عمله ليكون بهذا النشاط …وبذلك الإخلاص الجالب للفخر والمسرّة ….حينها أجابني بشيءٍ من الألم قائلاً للأسف إننا كـ ( سائقو أجرة ) نعاني كثيراً وللأسف معاناتنا من أبناء بلدنا الذين ننتظر منهم الوقوف بجانبنا …فلك أن تتخيل أننا ندفع رسوماً سنوية لا تقل عن ألف ريال ونتبع تسعيرة المطار والتي هي بطبيعة الحال تسعيرة حكومية …وبعد ذلك يجيء بعض ( موظفي الحكومة ) والذين من المفترض أنهم جاءوا المطار لتأدية وظفية يتقاضون عليها راتباً شهرياً وليس ليشاركوننا رزقنا بل وقهرنا من خلال إغراء الزبون بالسعر الأقل …فتسعيرة المطار خمسون ريالاً …وهم ينقلون الزبائن بعشرة ريالات …وقد تقدمنا بشكاوي عدّة ولجهات مختلفة ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي , ولا يقف الأمر عند حدود المطار بل حتى في « مواقف البلد « العامة نُعاني فهل تتخيل بأن البعض ينقل الزبائن لمسافة لا تقل عن ثلاثين كيلاً من ينبع البلد إلى الهيئة الملكية بمبلغ زهيد جداً لا يتجاوز ( ثلاث ريالات) وكل ذلك بسبب الفوضى وعدم التنظيم التي نعاني منها نحن سائقو الأجرة في ينبع وهذا الأمر بطبيعة الحال دفع الكثير من الزملاء لترك العمل بسبب عزوف الزبائن ( الأجانب ) عن سيارات الأجرة المرخصة من الدولة واتجاههم للبديل الآخر والذي يعمل بلا رقيبٍ أو حسيب .
خاتمة …
أعتقد أن الوقت حان ليكون لدينا « رجل أمن للمواصلات « على الأقل في المطارات والأسواق إن لم يكن من أجل بقاء الشاب السعودي في تلك الوظائف وتحفيزة وتعزيز جهوده لمزيدٍ من البذل والعطاء …فهو الأقل من أجل تجنب الضرر الاقتصادي والذي قد تحدثه مثلك تلك التجاوزات والتي هي بطبيعة الحال لا تصب إلا في مصلحة الأجنبي الكريم .
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *