جدة ــ البلاد
يوماً بعد الآخر تتكشف الأطماع التوسعية الإيرانية في المنطقة، ليثبت “نظام الملالي” في طهران أنه المهدد الأول لأمن المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وتمثل اللوحة المنصوبة على مدخل أحد الحسينيات الشيعية بمدينة “مشهد” الإيرانية التابعة لمحافظة خراسان شمالي البلاد “شاهداً” آخر على النوايا الاستعمارية لنظام طهران، فاللوحة المنتشرة على نطاق واسع، تظهر الآية القرآنية {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً}، مزينة بأعلام مجموعة من الدول التي يعبث النظام الإيراني بأمنها واستقرارها.
يعلو اللوحة العلم الإيراني في إشارة لمكانتها المتوهمة كدولة الوصاية على الدول التي وضعت أعلامها في الأسفل، ليأتي العلمان العراقي والفلسطيني تحته مباشرة، تليهم أعلام سوريا والبحرين واليمن، إلى جانب شعار حزب الله الإرهابي.
أبرزت السلطات الإيرانية نوايا التدخل في شؤون الدول العربية، أكثر من مرة، وعبر وسائل متعددة، بيد أن ما تحمله هذه اللوحة المنشورة، يؤكد الجانب العقدي في الأمر بحسب متخصصين في الشؤون الإيرانية، أكدوا أن ثمة اعتقاد يعمل “نظام الملالي” في طهران على ترسيخه لدى أتباعه، بدأً من التأويل الخاطئ للآية القرآنية، وتطويعها لصالح الأطماع الدنيوينة لملالي طهران.
فالفتح المقصود في التأويل الإيراني للآية الكريمة ما هو إلا محاولة فاشلة لإلباس الأطماع التوسعية في الدول العربية رداءً دينياً، في ممارسة تتسق وطبيعة النظام “الثيوقراطي” المارق، والذي طالما استخدم ذات السلاح المتمثل في توظيف الدين لقمع شعبه واضطهاده وتبرير تدخله في شؤون الدول الأخرى عبر شبكة من العملاء المنتشرين في هذه الدول المستهدفة.
ولم يغب كذلك عملاء طهران، من على لوحة الخزي والعار الإيرانية، بعد أن أدمنوا الغياب عن لوحات الشرف في بلدانهم، ليأتي ترتيبهم حسب مكانتهم من مرجعية الشر، فتصدرهم زعيم الانقلابيين في اليمن عبدالملك الحوثي، الذي تراهن عليه طهران في احتلال اليمن عقب انقلابه ومليشيات الرئيس المخلوع صالح على الشرعية، لكن يبدو أن حساباته ومموليه من أصحاب “حوزات” الشر، كانت خاطئة تماماً لم تضع بحسبانها أن لليمن امتداده الطبيعي وعمقه الاستراتيجي العصي على محاولات الاستعمار الإيرانية.
وضم المجسم كذلك كل من إبراهيم زكزكي، زعيم الشيعة في نيجيريا، بالإضافة لحسن نصر الله” زعيم حزب الله الإرهابي في لبنان وكبيرهم قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإرهابي التابع للحرس الثوري الإيراني.
إلى جانب الرؤية الإيرانية الشريرة تجاه المنطقة، ثمة جوانب أخرى تتكشف عبر المجسم المنشور والذي يبرز عجز إيران عن بلوغ أمالها المعلقة على خطاب إعلامي واهٍ لطالما أثبت فشله طوال محاولاتها الكثيرة لاحتلال المنطقة وتنفيذ مشروعها الاستيطاني الذي تجند له العملاء ليل نهار.