أحيانا يبقى المرء وفياً لقضية ما لأنه وجد كيانه في خصمه وأحياناً يكون اشد وفاءً عندما يفهم خصمه.. ولا يبني معتقدات وهميه اتجاه هذا الخصم.. ويتزود بدلائل تبين هذا الخصم على حقيقة أخلاقة العالية وعندما يفهم المرء خصمه بطريقه غامضة إنه عالق في تفاهات الغير تتغير نظرته وقد يتسبب له بجرح بطريقه تشعره إنه أتفه الناس في نظره وهو بهذا يخسره بدون أن يدري.. وعندما يشعر إنه قريب منه وهو يملك كيانه وتتغير مفاهيم الحياة بنظرة ارتباك منه يجعله في دائرة الشك.
ولكن عندما يقترب منه بكل وضوح ويفهم إنه استحوذ على قلبه باحترامه يجعله أسير ذلك الاحترام والتقدير ولكن كل إنسان وله طاقه في التميز والقدرة على الاستيعاب واحترامه لشخص وجعله قريباً لقلبه، ولكن عندما يتفاجأ بنظرات له غير محترمه تقلل من شأنه يذهب كل هذا سدى لأن المرء المستقيم لايحتمل نظرات الشك والريبة.
والنظرة الشهوانية تبعده عنه ويكون حذراً منه ويجعل الحذر منه واجباً في جميع تعاملاته ولكن عندما تكون الصداقة خالية من المصالح وتكون الغاية من التقرب منه صداقة حب وإخاء وعطاء من نوع الاحترام المتبادل يكون بذلك حقق صداقة دائماً تخلو من الشوائب المصلحة التي تهدد الصداقة بتفكك، وعندما تكون العلاقة الأسرية متفككة تحت راية الحرية الشخصية بدون أي رقيب من الوالدين للأبناء فتكون أسرة أساسها التفكك والانحدار للهاوية.
ولكن لابد من فهم معطيات الحياة وكيف تكون هي الحياة على أسس سليمة واضحة غير متشعبة المدى لكي ننتج ونعطي لأبنائنا الحياة الأفضل لمستقبل يحفظ لهم استقلالهم وكرامتهم من الانحدار للهاوية تحت مسمى الحرية الشخصية ورفض أىة قضية لا تفرض احترام المرء لشخصيته ورفض القيود الاستهلاكية والعولمة الطاغية التي تفرضه علينا والتصدي لأية قضية لخصم ماتطوقها بمعتقدات غربية مبتذلة لا تمت للدين بأية صلة.. ولابد من صحيان الضمير والعقل يتدبر معاني الأحرف التي بين سطور ما يسمى الحرية ممن يبثون السموم لشبابنا وبناتنا.
حصة بنت عبدالعزيز ـ الرياض