لا شك ان الموت حق علينا جميعا وكما قال تعالى: (وإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) ولكن ما يلفت الانتباه تلك التصرفات السيئة التي تعود عليها الكثير من الناس بدءا بعملية الدفن في المقبرة وانتهاء بمراسم العزاء في بيت المتوفي ففي ذلك المكان الذي يتطلب منا جميعا التدبر والتأمل في قدرة الله وعظمته وانه هو الخالق الذي بيده الموت والحياة نجد الكثير من الحاضرين يتكلم في أمور التجارة والبيع والشراء والأراضي والمخططات ويتخلل الحديث بعض الألفاظ المنبوذة والبذيئة التي يجب على العاقل ان يترفع عنها وعلى بضع أمتار من القبور دون وضع أي احترام لأولئك الذين سبقونا ونحن بلا شك بهم لاحقون، وما ان يفرغ المشيعون من الجنازة ويعودون الى دار المتوفي سواء القريب أو البعيد إلا ويتجمعون حول تلك الدار منتظرين تقديم واجب الضيافة غداء أو عشاء وليت الأمر يقتصر على هذا بل يتعداه الى أسئلة بعضهم عن المتوفي وهل هذا البيت ملك له أو العمارة عمارته وكم عدد العمائر التي يمتلكها وينكت البعض بنكت ممجوجة على بعد اقرباء المتوفي بعبارات جارحة كالمشاركة في الإرث وينسجون من الخيال قصصا بعيدة كل البعد عن الحقيقة ولا يأتي من ورائها إلا ألم ذوي المتوفي المكلومين بفقد وليهم أو ابنهم أو ابنتهم أو امهم إذ يكفيهم ما هم فيه من ألم الفراق وحسرته حتى إن بعض أولئك المتطفلين لا يمانع ان دعي لأخذ شيء من مخلفات المتوفي المركونة وما هي إلا أيام قلائل ويأتي أحدهم ليسأل هل العمارة للبيع وهي محاولة منسوجة يدعي من خلالها كذبا انه سمع أن ذوي المتوفي عازمون على بيع عمارتهم ولا يعني نفسه بالسؤال عن مصيرهم وأين سيذهبون؟
تصرفات سيئة للغاية لا أدري متى تنتهي أو متى ينتهي أولئك المتطفلون من مجتمعنا.
ومن الأشياء المؤلمة حديث البعض حديثا مسموعا عن القائم بواجب الغداء لاهل المتوفي وهي عادة حسنة ان يتعاون الجيران فيما بينهم لعمل الغداء أو العشاء كنوع من المواساة ولكن تأتي تلك الفئة المتطفلة وتخبر من ليس له علم بمن صنع ذلك الطعام كواجب عليه لجيرانه بسؤال معتاد على من الغداء هذا اليوم أو من قام بالغداء أو العشاء ولا أدري الى أي مدى وصلت عقول الناس والى متى ستستمر هذه التصرفات المنبوذة.
نسأل الله أن يقينا هذه الفئة ويوفقنا لما يحب ويرضى.
عمر بن محمد الخطيب
AL.khateeb1@hotmail.com
ينبع البحر تليفاكس 043225312