بخيت طالع الزهراني
1
ليس أكثر ألماً ، من أن يرى المواطن بعض الجهات الرسمية ، وهي لا تؤدي الدور المطلوب منها على الارض بكل كفاءة واقتدار ، فنحن من خلال حركتنا اليومية نستطيع ان نكون شهوداً على أداء وفعالية هذه الادارة أو تلك .. فالخدمة الجيدة لا يمكن ان ينكرها أحد ، هي مثل الشمس لا يمكن ان تحجبها بغربال .. والواقع أنه يزداد الألم عندما نرى بعض تلك الجهات وهي تحاول تبرير تقصيرها بطرق ملتوية , واساليب عجيبة , لا يمكن تصديقها .. ونود – حقيقة – ان نذكرّ أولئك بأن الوظيفة تكليف لا تشريف، وهي بالمقام الأول أمانة ثقيلة سوف يسألهم الله عنها ، قبل ان يسأله ولي الأمر عنها.
2
خلال ليالي شهر رمضان الحالي ، لفتت انتباهي ثلاثة أشياء .. أولها تلاحق حالات الحرائق في جدة .. وثانيها كثافة السير في الشوارع وضيق الناس من هذا الزحام المهول .. وثالثها زيادة حالات انفجار أنابيب شبكة المياه العامة واغراقها للشوارع لساعات طويلة .. وأتمنى حقيقة من الدفاع المدني أن يكثف جهوده على كل المرافق الرسمية والاهلية , وان يكون صارماً في إلزام كل مرفق ليس بوسائل السلامة وطفايات الحريق وحسب , بل وتدريب العاملين بها على وسائل السلامة .. كذلك على ادارة المرور ان تكون حاضرة في الميدان بشكل مختلف عما نراه الآن , لان غيابها جزء أساس من كثافة السير وتلبك الحركة المرورية , وافساح المجال للمستهترين بان يمارسوا نزقهم وعشوائيتهم .. كما أن ضعف أداء قسم الصيانة في شركة المياه الوطنية بجدة صار علامة فارقة ، وأمراً واقعياً يراه المواطن أمام عينيه في عدة أحياء من جدة.
3
هل يسوغ لكل مصل ان يسد الطريق أمام المسجد بسيارته، لأنه جاء لأداء الفريضة ، أو أداء صلاة التراويح ؟.. هذا ما لاحظته ، وكذلك ما نقله لي أكثر من شخص يكون عابراً للطريق بعائلته، وقد يكون معهم مريض أو مسافر يريد من يوصله للمطار ونحو ذلك ، ثم يجد الطريق العام شبه مغلق امام هذا الجامع أو ذاك ومن حوله، وهناك من المصلين من لا يكترث بحق الطريق , ولا يحق اخوانه أصحاب الحاجات والطوارئ ، والعجيب انك عندما تلتقي بواحد من أولئك ، وتوضح له أن موقف سيارته ذاك كان خاطئاً، فإنه لا يعتذر لك ، ولا يعبأ بك أصلاً، وقد يشيح بوجك , مع أنه للتو خارج من باب المسجد ، وفي الحديث الشريف أن من حق الطريق (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر) .. كما أن في التوجيه النبوي الشريف أن من (اكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق).. وكذلك (إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم اخلاقاً).
4
ثقافة القطيع .. ثقافة مدمرة .. وهي قريبة من المثل الدارج .. (عليهم عليهم – معاهم معاهم) .. وما صارت تضخه لنا وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا , من فيس بوك، وتويتر، وواتساب من رسائل وتغريدات وفديوهات، معظمها نجد فيه الكذب والمبالغة، والتشوية والاشاعات ، فأنت وأنا عندما نستقبل رسالة من سين أو صاد من الناس ممن نثق فيه لثقافته ووعيه ، نتوقع أن ما أرسله لنا هو حق وصدق .. لكننا – مع الأسف – نكتشف بعد قليل أن ما ارسله لنا هو من ثقافة القطيع تلك نفسها .. وهي رسائل بل مواقف تحسب على أولئك الأفاضل ولا تحسب لهم ، وفي واقع الأمر فإن أولئك يقعون في الفخ من حيث يدرون أو لا يدرون ، وهذا ما يحتم على كل واحد منا الاّ يكون (إمعة) ولا من جماعة (النسخ واللصق) أو ممن (يخطف الكبابة من فم القدر) .. يجب حقيقة علينا ان نتريث ونفحص كل ما يصل إلينا، حتى لا نحوّل وسائل التواصل الاجتماعي من نعمة الى نقمة ، ولا نكون أداة من أدوات (فوضى النشر) كما هو حال عدة رسائل نراها يوميا على شبكة التواصل الاجتماعي .