أرشيف صحيفة البلاد

ما بين مياه عين زبيدة والشركة

خلال الفترة الاخيرة “ضج” الناس وارتفعت اصواتهم جراء رسوم شركة المياه وارتفاعها وعدم وجود توضيح شفاف من الشركة ونشرت العديد من المقالات في كل الصحف وشاركت القنوات الفضائية في عرض المشكلة والامر الغريب ان ردود شركة المياه غير واضحة ولا تجيب عن اسئلة الناس اذكر لقاء الزميل داوود الشريان في “الثامنة” الاسبوع الماضي مع وكيل وزارة المياه والكهرباء حتى انه طلب منه اجابة مباشرة اكثر من مرة لكن المسؤول كان يجب اجابات لا تقدم اسباباً لما يجري في الشركة.. في مكة المكرمة نشرنا في “البلاد” اكثر من مرة عن معاناة الناس وارتفاع الفواتير وقطع المياه عن بعضهم وعدم وصول الفاتورة عن طريق البريد او مع فاتورة الكهرباء.
ايام زبيدة
جيلنا من عرف عين زبيدة في مكة المكرمة وخدماتها التي كانت تقدمها للناس سواء عن طريق “البازانات” في الاحياء او الخزانات في الجبال حتى وصلت الى ايصال الماء في منتصف الثمانينيات للبيوت الى جانب فرق الصيانة من اهالي مكة المكرمة الذين كانوا يعملون في اصلاح الخلل سواء في الاحياء او انقطاع او ضعف الماء في مساراته في وادي نعمان وغيره وانتشار ما عرف تلك الفترة بـ “الخرزات” التي يمكن الوصول منها للعطل.. كانت جهود بدائية لكنها تقوم على دراسة وعقليات اوصلت الماء للسكان والحجاج.. تلك الفترة كان مدير عام عين زبيدة الشيخ ماجد عمر فيروزي رحمه الله الذي اشرف سنوات طويلة على تقديم خدمات كبيرة للمصلحة حتى وفاته واشرف لفترة الشيخ عبدالله بن سعيد رحمه الله على اعمالها.
فوارق
ربما أجد من يقول ان الامور اختلفت وزاد عدد المساكن والسكان وتطور ايصال الماء وفق شبكات واعمال فنية اعرف هذا لكنني اردت ان اعمل مقارنة ما بين الماضي بامكانياته المتواضعة وما بين شركة لها ميزانيات وبرامج ودراسات ورغم هذا تقدم الماء للناس بهذه الرسوم التي تزيد عن “المعقول” بل تضرر منها الناس.
كنا عندما نلتقي بمعالي المهندس عبدالله الحصين وزير المياه والكهرباء يطلب منا انتظار مشروع “شعيبة 3” الذي هو الحل النهائي لمشكلة المياه في المنطقة لكن شعيبة 3 رغم ما قدمته من حلول وكميات من المياه لازالت احياء تشتكي من عدم وصول الماء او انقطاعه.. تذكرت خزان “المليون” الذي انشئ قبل سنوات وزرناه مع صاحب السمو الملكي الامير نايف رحمه الله والذي اقيم لسد حاجة الحجاج من الماء الموجود في المشاعر .. تذكرت “المعلم” الذي يعمل في عين زبيدة وهو يحمل عدته لاصلاح الخلل في “مجاري” او “دبل” مرور مياه زبيدة.. وتذكرت المشروع الذي اعد دراساته د. عمر ابو رزيزة عن اعادة خط “زبيدة” لضمان استمرار المياه في العاصمة المقدسة رغم انني قلت في حينه انني لا اجد جدوى منه.. اليوم نريد ان تعمل الوزارات والشركات على انهاء المشاكل وتحديد رسوم تراعي ظروف الناس فالماء عصب الحياة ولا يمكن قبول المساومة فيه.