جدة – وليد الفهمي
لا يزال عدد من أهالي جدة يحافظون على مظاهر الحياة الاجتماعية القديمة، والتي كانت ومازالت تشتهر بها ، خصوصاً في مواسم الأعياد، كالتواصل بين الجيران ومركاز العمدة والبسطات الموسمية التي أصبحت عادة تجذب أهالي وزار جدة ، حيث ان استقبال العيد كان يغلب عليه طابع الفرح والحرص على التسامح بين أهل الحي بمبادرة من العمد والأهالي.
ورغم تغير الزمن، وتطور الحياه إلا أن مجرد ان يعلن عيد الفطر المبارك وبمشاهدة الأطفال كفيل بإعادة شريط الذكريات عن العيد قديماً وكيف كان أهلها وأطفالها يحتفلون بالعيد، لتكون جدة اطوال أيـام العيد عروسًـا بثوبها البهيج وازدحمت الأسواق والمولات الكبرى بمرتاديها، كما فتحت المتنزهات واجهة البحرية والاحتفالات المختلفة وا أبوابها لاستقبال أعداد هائلة من الأسر استجابة لرغبات الأطفال ممن تقاسموا الفرح داخل الملاهي والساحات الخضراء، الذين قدموا لاستعادة أجمل الذكريات .
يقول العم أبو محمد انه ومع تطور الحياة وتقدم العمران وكثرة وسائل التواصل الا ان اهالي المنطقة التاريخية لازالوا متمسكين ببعض عادتهم وتقاليدهم حتى يشاهدها ابناء الجيل الحاضر و كيفية احتفالهم بالعيد وبساطة الحياة بالماضي ، في خطوة تحاكي الماضي وتجسد للأجيال الحالية الحضارة والعراقة والتراث في أبهى صورها، سواءً من خلال تزيين المباني أو تنظيف وتهيئة مداخل الحارات وبعض الساحات لتقديم الألوان الشعبية والالعاب والمأكولات التي عرفت بها جدة قديماً في ليالي العيد مثل: لعب المزمار، والمراجيح، والخبيتي، واكلة الدبيازة ، وأكلة التعتيمة وغيرها من الألعاب الشعبية والاكلات التي تستيقظ عليها أحياء عروس البحر الأحمر جدة مع دخول العيد السعيد.
” معرفتنا بدخول العيد “
قال أبو محمد انه ومع كان يعرف دخول العيد بالمدافع حيث يتم اطلاق عدد 21 طلقة من المدفع والذي كان يتواجد في باب جديد ويعتبر ذلك بمثابة اعلان العيد لنا .
” الاجتماع مع الاقارب والاهل “
ويقول العم محمد البهلولي منذ ان يعلن العيد نبد بالصلاة وبعد ذلك نقوم بالاجتماع مع الاهل والاقارب واهالي الحارة وذلك لزيارة ومعايدة المرضى لنواسيهم وزيارة المقابر للدعاء للاموات بالرحمة والمغفرة لهم حيث ان ذلك يعتبر ” بالفرض والواجب” ونقدم كسوة العيد لاطفال الحي وبعد ذلك نقوم بالافطار الجماعي بما يمسى بالتعتيمة والتي تتكون من الاجبان والدبيازة والتي تتكون من المسكرات والزبيب وقمر الدين
” التقنية ابعدت الابدان “
بهذه الجملة اكمل لنا العم محمد البهلولي حديثه عن ما قدمته التقنية لمظاهر العيد وفرحة العيد الجميل ومدى تأثر الجيل الحالي بها مضيفاً انه بالماضي كنا نقوم بزيارة الاقارب واهالي الاحياء القريبة لتقديم تهنيئه العيد واما الوقت الحالي فقد غيرت التقنية الكثير من هذه المظاهر والعادات الجميلة والتي لازلنا نتمسك بها فيما قال محمد ان استخدام وسائل التواصل في مجالس العيد سبب بعد عن الاحتفال به حيث انه وبمجرد الدخول لمجلس العيد تجد الكل على هاتفه وكانه ليس بعيد حيث قلّصت الأجهزة الذكية من التواصل التقليدي بين أفراد العائلة والأصدقاء، وأصبح تواصلهم عبر عالم إلكتروني يفتقد الكثير من المقومات الأسرية والنفسية والاجتماعية .