أرشيف صحيفة البلاد

ماذا يريدون من الوزير والوزارة الجديدة؟؟.. دمج الأندية الأدبية بجمعيات الفنون .. وتوسيع نطاق الخدمة الثقافية

جدة – فاطمة آل عمرو

طالب عدد من المثقفين بإلغاء الأندية الأدبية ودمجها مع جمعيات الثقافة والفنون وتحويلها إلى مراكز ثقافية كبرى في المدن ومراكز ثقافية صغرى في المحافظات، ونظام شفاف لجائزة المؤلفات السعودية، مؤكدين أن اختيار الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزيراً للثقافة، إضافة مهمة للشأن الثقافي. وأشاروا إلى أن إنشاء وزارة للثقافة جاء في وقته المناسب للحفاظ على هويتنا وتكريسها وإطلاع الآخرين على المخزون الثقافي الذي تمتلكه السعودية بطريقة احترافية.

“البلاد” استطلعت آراء عدد من المثقفين من مناطق مختلفة. وبدايةً أكدت الكاتبة والناقدة في جامعة الملك سعود، وعضو اللجنة الإشرافية العليا في سوق عكاظ، الدكتورة منى المالكي أن اختيار الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزيراً للثقافة إضافة مهمة في الشأن الثقافي، الأمر الذي يعطي الأمل لكل المثقفين.
وأضافت المالكي : ” كان الحلم الذي يراود جميع المثقفين، هو فصل الثقافة عن الإعلام، كون ملفات الثقافة ضخمة ومطالباتنا كبيرة تجاه وطننا، ودائما ماكانت لدينا رؤى محددة مع كل وزير جديد في مقابلاتنا معه لوضع خطط استراتيجية، من اهمها الاهتمام بالقوى الناعمة وهي الثقافة، والاهتمام بالمثقفين والمثقفات والانتاج الأدبي المتميز الذي يعبر عن بلادنا بشكل جيد، وتنظيم معارض الكتاب، وأيضا الاهتمام بثقافة السوشال ميديا وتنظيمها، كونها نوعا من الثقافة التي لابد من توجيهها التوجيه الذي يخدم البلد ووضعها في الخارج”.

من جانبها قالت الكاتبة والإعلامية المعروفة سكينة المشيخص ان القرارات التي أصدرها خادم الحرمين يوم أمس تعزز مسيرة التنمية وتواكب التحولات التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات. وكان لابد ان يتم تعزيز هذه الطموحات بقدرات وطنية تحقق اهداف الرؤية واستراتيجياتها.

وأضافت المشيخص في تعليقها على فصل الثقافة عن الاعلام من خلال وزارة متخصصة. ان ذلك يحقق تطلعات المثقفين والمثقفات ويبني ركائز ذات استقلالية تعمل على بناء الانسان خاصة اذا ما ادركنا ان الثقافة لا تتوقف عند الهوية والخطاب المنفرد بالطرح من منطلقات ذاتية بقدر ما يشمل ذلك تكريس مبدأ الحياة الثقافية في كل المجالات والممارسات. وهي مسؤولية تبدأ من الأسرة الصغيرة وصولاً الى المجتمع وتنويع الخطاب في منبره الادبي على مستوى أكثر شمولية. مشيرة إلى أهمية ان تعمل الوزارة الجديدة للثقافة مشاريع ذات تأثير في هذا البناء الثقافي بمفهوم عصري لا يتوقف عند الأندية الأدبية التي يجب إعادة النظر في وضعها القائم وان ترى افكاراً تحلق في آفاق المعرفة للتعميم والممارسة في مختلف المناطق بما يرفع من مستوى الأداء والشمولية.

كما اشارت في السابق. وأعربت الأستاذة سكينة المشيخص عن املها في ان ينطلق الخطاب الثقافي الى خارج الحدود بما يعكس الصورة المشرقة للمملكة وحضارتها وفنونها وتراثها. وذلك بلغة العصر والشفافية المسؤولة. المحفوفة بالامانة الوطنية والانتماء وذلك ليدرك الآخر حجم هذا الجزء الهام من العالم في مكانه ومكانته ومدى تأثيره ليس في الاقتصاد فقط .. ولكن في تجربة التنويع الذي يفتح نوافذ التنمية الثقافية ويستمد من قصة التاريخ تفاصيل التجربة الوطنية.

إلغاء الأندية الأدبية”
واقترح الإعلامي جمال بنون تحديد بيوت ثقافية ومتاحف خاصة، لتحمل أسماء أبرز الكتاب في المملكة، من امثال حمد الجاسر، عبدالله بن خميس، وبيت أحمد عبدالغفور عطار، وتحويل هذه البيوت إلى أماكن تستقطب السائحين، وطالب بإلغاء جميع الأندية الأدبية الموجودة في بعض مدن المملكة، التي لم تضف شيئا للمثقف، مشيراً أن تلك الأندية لم تجد كتباً للشباب أو افكاراً جيدة تصب في مصلحة اقتصاد البلد، موضحا أن الثقافة اليوم ليست مجرد كتب وانما يدخل فيها الفنون التشكيلية، وبيوت للأدباء والمفكرين.

وقال بنون: ” جاء قرار انفصال الثقافة عن الإعلام في الوقت المناسب، خصوصا بعد تشكيل هيئة الثقافة التي تم تأسيسها قبل حوالي خمسة أشهر، وكان من الضروري تحويل هذا الجهاز إلى منتج يحقق دخلا، ويستطيع الصرف على نفسه، وتحقيق المزيد من الاضافات في الجانب الثقافي”.
وأضاف:”للأسف الشديد من 60-70 عاما، كان الجانب الثقافي مهملا ومهمشا، والآن مع تطلعات 2030 لابد أن نواكبها ليتحول إلى منتج اقتصادي يصب في مصلحة الثقافة”.

اهمال جمعيات الثقافة:
من جهته قال نائب رئيس تحرير صحيفة مكة موفق النويصر إنه ولسنوات طويلة أهملت جمعيات الثقافة والفنون بالرغم من المهام المنضوية تحت مظلتها. وتساءل ما إذا كان بالإمكان إعادة تفعيل دور هذه الجمعيات بما يخدم الحركة الفنية المتوقعة بالمملكة عطفاً على القرارات المتخذة في هذا الخصوص.

إبعاد الأكاديميين”
وفي ذات السياق طالب الروائي والكاتب محمد عزيز العرفج، بغربلة الثقافة، وتنظيم اللوائح وإطلاق الأنظمة والاستماع للمثقفين، ووضع الأقوياء الأمناء للتنمية بالثقافة، وقال :”نتطلع إلى إبعاد الأكاديميين من الدوائر الثقافية والأدبية لأنهم يتبعون وزارة التعليم، دمج الأندية الأدبية مع جمعيات الثقافة والفنون وتحويلها إلى مراكز ثقافية كبرى في المدن ومراكز ثقافية صغرى في المحافظات، مع حصر الجوائز الثقافية والأدبية على الأدباء والمثقفين، وتشجيع الأعمال الإبداعية، وكذلك إعادة إنشاء جائزة الدولة التقديرية، وتفعيل صندوق الأدباء، وأيضاً وضع الأسس والخطط والمناهج لتكريم الرموز، وإنشاء إدارة للجودة وإدارة للتفتيش في وزارة الثقافة. واستطرد العرفج: “نحتاج في هذه المرحلة للنهوض بالثقافة وفق رؤية ٢٠٣٠م، إننا نحتاج لإصلاح حقيقي للثقافة في الداخل من خلال الأنشطة الثقافية والجهات ذات العلاقة وفي الخارج من خلال وجود ملحقيات خاصة بالوزارة وكذلك ترجمة الأعمال الأدبية السعودية لمختلف لغات العالم”.

جائزة للمؤلفات السعودية
كما يطالب مدير شركة العبيكان للنشر محمد الفريح ان يوجد مكان يليق بسمعة ومكانة المملكة العربية السعودية لتنظيم معارض الكتب الدولية والعربية، إقامة معارض معرفة نوعية ومتخصصة بكل مجالات المعرفة البشرية، مع وضع آلية واضحة ومحددة للشراء التشجعي للكتب والمحتوى من المؤلفين السعوديين، نظام شفاف وواضح ومهني لجائزة المؤلفات السعودية، والتوقف عن المحاباة والمجاملات لبعض الشخصيات المستهلكة بالثقافة، إيجاد جائزة مرموقة لكتاب وأدب الطفل، التسويق الإعلامي الجيد للفاعاليات الثقافية دولياً، إقامة معارض حقوق مهنية للمحتوى العربي والسعودي خصوصاً، محاكاة التجارب الدولية في تنظيم الفعاليات الثقافية، إدخال العناصر الشبابية في أفكار الثقافية المتنوعة، إنشاء قاعدة بيانات مهنية ومحترمة لكل الفاعلين ثقافياً في المملكة العربية السعودية”.

تحقيق تطلعات المواطنين
من جهة أخرى أكد الاعلامي السعودي عبدالرحمن المرشد أن الأوامر الملكية الجديدة جاءت لتحقق تطلعات المواطنين في كافة المجالات سواء الثقافية أو السياحية والمحافظة على البيئة أو في مجال تطوير المناطق التاريخية وعلى رأس هذه الأوامر الاهتمام بالحرمين الشريفين من خلال إنشاء الهيئة الملكية لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة هذا الاهتمام بالأماكن المقدسة الذي لم ينقطع منذ أن أسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز هذه الدولة المباركة والذي يأتي على رأس أولوياتها رعاية ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم من خلال ضخ الكثير من المشاريع في مكة والمدينة على حد سواء.

مشيراً إلى أن إنشاء وزارة للثقافة جاء في وقته المناسب للحفاظ على هويتنا وتكريسها وإطلاع الآخرين على المخزون الثقافي الذي تمتلكه السعودية بطريقة احترافية ، يقول المرشد : “مما لاشك فيه أن تعدد مهام وزارة الإعلام ربما يؤثر على تحقيق العديد من الأهداف الثقافية التي نسعى إليها ولذلك جاء هذا القرار بإنشاء وزارة للثقافة مستقلة ليبرز ما تكتنزه المملكة من إرث حضاري هام ويأتي على رأس هذه الوزارة الفتية الأمير الشاب الطموح بدر بن عبدالله بن فرحان الذي عرف عنه التفاني والإخلاص متمنياً أن يعينه الله في مهمته الكبيرة .

وأضاف : من الأوامر الملكية المهمة إنشاء مجلس للمحميات الملكية برئاسة مهندس رؤية المملكة 2030 سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، هذا القرار الذي من شأنه الحفاظ على البيئة النباتية والطبيعية للمملكة وكذلك تعزيز الفرص الواعدة في مجالات السياحة والترفية بحكم أن هذه المحميات ستشكل مستقبلاً مصدر جذب سياحي سواء للداخل أو الخارج ، والمملكة كما هو معلوم تضم ما يقارب 15 محمية ثلاث بحرية والباقي برية بمساحات كبيرة” .