ساوباولو – واس
واصل المؤتمر الـ 26 الذي ينظمه مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي في مدينة ساوباولو بجمهورية البرازيل الاتحادية بعنوان \" المدارس الإسلامية وأثرها في الحفاظ على الهوية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي\" , يوم أمس جلساته ، بحضور عدد من القضاة والدعاة والأكاديميين وأعضاء السلك الدبلوماسي بالعالم الإسلامي .وناقشت الجلسة الثالثة محور \" أثر المدارس الاسلامية والمناهج الدراسية في الحفاظ على الهوية \" حيث رأسها الأمين العام للهيئة الإسلامية العالمية للحلال التابعة لرابطة العالم الإسلامي الدكتور صالح بن حسين العايد .
وتناول الأمين العام للهيئة العالمية للمساجد التابعة لرابطة العالم الإسلامي الدكتور أحمد بن سالم باهمام ، والدكتور أحمد بن عواد الكبيسي من جمهورية العراق في ورقة عمل قدماها بعنوان \" أثر المدارس الإسلامية والمناهج الدراسية في تعزيز الانتماء الديني والثقافي \" دور المدرسة في تعزيز وبناء محبة الدين الإسلامي في قلوب النشء .
وتطرق عضو المجلس الأعلى للأئمة بالبرازيل أمين كرم في ورقة عمل قدمها بعنوان \" الأثر التربوي والتعليمي للمدارس الإسلامية والمناهج الدراسية في المنطقة \" لأثر تعليم أصول الدين الإسلامي الحنيف للجالية المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي وانعكاسه على ممارساتهم اليومية .وقدّم أستاذ الحديث المساعد بكلية التربية في جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية الدكتور سلطان بن فهد الطبيشي ورقة عمل عن \" دور المدارس الإسلامية والمناهج الدراسية في مواجهة التحديات الثقافية والحضارية \" ، أوضح من خلالها أن المناهج الدراسية المعدة بعناية فائقة لها دور في مواجهة التحديات الثقافية التي تواجه الجالية المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي .من جهته استعرض مدير مدرسة الروافد بالجمهورية اللبنانية سامي الخطيب أثر النشاطات الممارسة في غير الصف في الحفاظ على الهوية وتنمية الإبداع لدى الجيل الناشئ .وناقشت الجلسة الرابعة محور \" المناهج الدراسية الواقع والتطوير \" حيث رأسها الناطق الرسمي لهيئة علماء المسلمين في الجمهورية العراقية الدكتور محمد بشار الفيضي , وقدم خلالها الدكتور أحمد شوقي ورقة عمل بعنوان \" واقع مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية في مدارس الجاليات الإسلامية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي \" .ووقف الدكتور أحمد المرزوق على طرق غرس القيم الإسلامية لدى الجيل الإسلامي في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي من خلال ورقة عمل قدمها تحت عنوان \" غرس القيم وتطبيقاته في المدارس الإسلامية في أمريكا اللاتينية \" , فيما قدّم أستاذ البرامج التطبيقية بجامعة كامبينس الدكتور محمد حبيب ورقة عمل بعنوان \" البرامج التعليمية أبعاد ومسؤوليات \" .فيما خصّصت الجلسة الخامسة لعرض تجارب المدارس الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي في الحفاظ على الهوية الإسلامية ، حيث رأس الجلسة مدير مدرسة الروافد بالجمهورية اللبنانية سامي الخطيب .
وقدم مدير المدرسة الإسلامية البرازيلية فيلا كارون بساوباولو فارس الفارس عرضاً مرئياً لتجربة المدرسة الإسلامية البرازيلية فيلا كارون بساوباولو, ثم قدم كذلك مدير مدرسة سيبي في سان برناردو دوكامبو بالبرازيل زياد الصيفي عرضاً مرئياً لتجربة مدرسة سيبي في سان برناردو دوكامبو.وأشار مدير المدرسة الإسلامية البرازيلية علي حسين الزغبي إلى تجربة المدرسة الإسلامية البرازيلية بسانتو امارو ، فيما تحدّث مدير مدرسة بون جسوس باري رامي الزمار عن تجربة مدرسة بون جسوس باري في أمريكا اللاتينية .
وتناول مدير مدرسة المدينة بساوباولو حسام زيدان تجربة مدرسة المدينة ودورها في الحفاظ على الهوية الإسلامية للطلاب ، كما تطرق مدير مدرسة فلوريا نوبلس بالبرازيل محمد رشيد جبر خلال عرضه لتجربة مدرسة فلوريا نوبلس للمهام والواجبات التي تقوم بها المدرسة ، كما قدم مدير المدرسة العربية الإسلامية البرازيلية بأمريكا اللاتينية عاصم دباجة عرضاً مرئياً عن تجربة مدرسة فوز دي كواسو .
ولفت رئيس المركز الإسلامي بالارجنتين فابيان عنقا الأنظار إلى تجربة مدرسة عمر بن الخطاب في الارجنتين ، فيما أظهر مدير مركز الملك فهد الثقافي في الارجنتين ناصر المقبل للجميع تجربة مدرسة الملك فهد بالارجنتين .عقب ذلك افتتحت الجلسة الختامية برئاسة المشرف العام على المؤتمر رئيس مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي في جمهورية البرازيل الاتحادية أحمد بن علي الصيفي .وأكد مفتي زحلة والبقاع بالجمهورية اللبنانية الشيخ خليل بن محيي الدين الميس في كلمة ألقاها خلال الجلسة أن على المراكز الإسلامية والجمعيات الخيرية الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي أن تتحد وتكرس جميع طاقتها البشرية لدعم المدارس الإسلامية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي للحفاظ على الهوية الإسلامية وحفظ النشء من تصادم الثقافات مع المجتمعات الأجنبية .
وبيّن أن جميع مناشط وجهود المراكز الإسلامية والجمعيات الخيرية الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي يجب أن تعكس مدى رقي وتحضر الجالية المسلمة وسماحة الدين الإسلامي الحنيف ، متمنياً أن يخرج المؤتمر بالنتائج المرجوة منه للجالية المسلمة .
وأفاد المشرف العام على مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي علي عبدوني في كلمته خلال الجلسة أن الندوة العالمية للشباب الإسلامي تسعى إلى جانب المراكز الإسلامية في أمريكا اللاتينية للحفاظ على الهوية الإسلامية لشباب الإسلام ، مؤكداً أن الندوة العالمية للشباب الإسلامي لا تألو جهداً في دعم المدارس الإسلامية في أمريكا اللاتينية .وأوضح الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل الدكتور عبدالحميد متولي في كلمة ألقاها خلال الجلسة أن المسجد وحدة لا يمكنه الحفاظ على الهوية الإسلامية للجيل الناشئ ، مؤكداً أن المنزل هو الخط الأول للحفاظ على الهوية الإسلامية للشباب .
وأفاد بأن المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الأسلامية في جمهورية البرازيل الاتحادية يعنى بتفعيل دور المساجد من خلال حِلق العلم ، والدروس العلمية ، وتحفيظ القرآن الكريم ، وتدريب الأئمة ، حاثاً الاباء والامهات من الجالية المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي على تحفيز الابناء على صلاة الجماعة وتوضيح ما لها من أجر وفائدة .
وأبرز مدير مدرسة سيبي في سان برناردو دوكامبو بالبرازيل زياد الصيفي خلال عرضٍ مرئي نشاطات ومهام وجهود مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي في جمهورية البرازيل الاتحادية .
كما شملت التوصيات العناية بمنظومة الأخلاق والمثل والقيم من خلال استغلال الأنشطة التعليمية والتربوية من أجل بناء جيل محافظ على قيمه وهويته ، ودعوة رجال الأعمال والمؤسسات المالية الإسلامية والشركات الاستشارية والتربوية والمؤسسات المعنية بالتربية والتعليم بالدول الإسلامية للاستثمار في مجال التربية والتعليم في البرازيل كدولة صاعدة في نموها الاقتصادي ، وتفعيل دور رجال الأعمال البرازيليين من المسلمين في جذب الاستثمارات العربية والإسلامية في مجال التعليم والتربية.
كما حثّت التوصيات المؤسسات التعليمية الإسلامية بدول المنطقة للاستفادة من المناهج التعليمية المتطورة وصياغة برامج استثمارية لتطوير أدائها المهني في مجال التربية والتعليم ليتوافق مع أفضل النظم العالمية ، وإنشاء مجمع تعليمي نموذجي شامل لجميع المراحل الدراسية بما فيها الجامعية بمدينة ساوباولو بأحدث التكنولوجيا التربوية ويعنى بتدريس العلوم والاقتصاد والسياسة والعلوم الشرعية والعربية ويتسع في مرافقه لاستيعاب شرائح تعليمية مختلفة وبرامج تأهيلية متخصصة لخدمة أبناء الجالية الإسلامية تحت إشراف مجلس التربية والتعليم المنبثق عن هذا المؤتمر.
وتضمنت التوصيات دعوة أبناء الجالية الإسلامية بدول المنطقة إلى التبرع لإنشاء مؤسسة وقفية يصرف ريعها على المشروعات التربوية والتعليمية والدعوية ، والتواصل مع المؤسسة التعليمية والتربوية الحكومية بدول المنطقة لإيجاد مشروع مشترك يخدم أبناء الجالية الإسلامية في مجال تعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية، ومناشدة رابطة العالم الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والمؤسسات الإسلامية الأخرى المتخصصة في قضايا الأقليات المسلمة في العالم الإسلامي بتعزيز دورها تجاه قضية فقد الهوية الإسلامية في أوساط الجالية المسلمة في دول أمريكا الجنوبية ودول البحر الكاريبي وتمويل المشروعات الهادفة.ووجّهت المؤسسات التعليمية الإسلامية بالمنطقة للعمل على تنمية مهارات الموهوبين من الطلاب وترشيح المتميزين للمشاركة في المسابقات الدولية وتمكينها من الاستفادة من برامج المنح التعليمية التي تقدمها تلك الدول ، إلى جانب الاهتمام بالبرامج التربوية المتخصصة بالطفل والمرأة والعمل على تطوير الأداء واستخدام التكنولوجيا والتقنية في الوسائل التعليمية.ودعت التوصيات الجالية الإسلامية إلى الاهتمام بالمشاركة في البرامج والأنشطة التعليمية التي تقيمها المدارس الإسلامية ، والحث على دعم المدارس الإسلامية لتتمكن من القيام بدورها المنوط بها، وتفعيل تقنية التعليم عن بعد ، والتعليم التفاعلي عبر تقنية الأنترنت التي تعد مجدية وغير مكلفة ، وتجهيز المساجد بهذه التقنية من أجل تفعيل دروس مباشرة وممنهجة مع كفاءات من خارج هذه البلدان.
وخلص المؤتمر في ختام جلساته إلى عدة مبادرات وتوصيات أبرزها تأسيس مجلس للتربية والتعليم بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي برئاسة الدكتور صالح بن حسين العايد ، وأن يكون أحمد بن علي الصيفي أميناً عاماً للمجلس ويعملان على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل دور المجلس في بناء المؤسسة التعليمية النموذجية بقارة امريكا الجنوبية.