أرشيف صحيفة البلاد

ليلة صيف مع ستي

م/ شاهر محمد رقام

ارتفع صوت الآذان معلناً دخول وقت المغرب فينتهي لعبنا ويعود كلٌ إلى بيته للاغتسال والوضوء وأداء الفريضة.
بعدها تناديني جدتي “ستي” وتناولني ريالاً وزبدية شينكو ملونة لها غطاء محكم وتملي علي الطلبات أنا وأخي الأصغر.
اربعة قروش فول وقرشين سمن بري وحبة تميز بسكوت وقرشين جبنة وقرشين حلاوة وقرشين زيتون وزبدية لبن. قائمة طلبات موزونة على نغمات ذلك الريال الذي نتعشى به أنا وإخوتي الأربعة والجدة الحبيبة رحمها الله. طبعاً بعد مفاوضات وتذمر “ليش مايروح فلان، أنا تعبان” ويأتي الرد أخوانكم فلان وفلان ساعدوني في نصبة النوم “الناموسية والطراريح” وإنت وأخوك تجيبوا العشا.
نذهب ونحضر الطلبات ثم يتحلق الجميع حول العشاء وبعده نتجه للسطح حيث قد نصبت الناموسية وفرشت تحتها الطراريح ورش الفليت لطرد الناموس وندخل واحد تلو الآخر تحت إشراف ستي حتى لا تفتح الناموسية كثيراً ويدخل الناموس ونرش بعض الماء على الطراريح طلباً لبعض البرودة.
ملحوظة، على الجميع الذهاب للحمام لقضاء حاجته قبل الدخول تحت الناموسية للتقليل من الدخول والخروج منعاً لدخول الناموس.. بعد أن يأخذ كل واحد مكانه وطبعاً الدرجة الأولى بجوار ستي وذلك يكون لمن ترضى عنه وعادة تكون مزايدات وكل واحد يذكر ماعمل من اعمال جيدة في يومه وليلته ليفوز بالمكان.وتبدأ حكاية ستي بقولها وحدوا الله فنتشهد ثم تقول واللي عليه ذنب يستغفر الله فنستغفر. ويبدأ السرد الذي لا يخلو من الإثارة و الحكمة والحبكة ودائماً ماتنتهي حكايا ستي برسالة تربوية ولكن كان النوم يغلبني في كل مرة قبل أن تنتهي الحكاية.
رحم الله أجدادنا وجداتنا وآبائنا وأمهاتنا والمسلمين.