عبدالله التعزي
اعتبرا أنهما في المنتصف يقفان بقاربهما الصغير بجوار سفينة ضخامتها تسد الأفق عليهما . كانت السفينة وكأنها جبل يتربع على المحيط .
جلس الأول على حافة القارب متأملاً هذا الجبل الذي أمامه ومستعيداً حلم اليابسة الذي تمناه منذ شهور، لم يجلس بل انهار على طرف القارب .
جدار السفينة الأحمر يجعل من الأرض حولهما صراخاً من الدم ويزيدهما تعبا .
جلس الثاني في منتصف القارب الصغير مهدوداً متمنياً أن يسرعوا في إنزال الحبال أو أي شيء فقد تعب من الوقوف على الماء . عندما نزلنا إليهم كان أحدهم فاقد الوعي والآخر يحاول أن يتماسك إلى أن انهار بين أيدينا . نظرت إلى محتويات القارب العفنة فلم استطع معرفة محتوياته عدا عظام السمك .
كان منظرهما مريعاً وجسداهما خفيفين جداً، ذكرتني بشياطين البحر خفت ولكننا حملناهم إلى ظهر السفينة .
ادخلوهما إحدى الغرف وعدت إلى عملي ولم أحاول أن اسمع
أخبارهما، إلى أن اختفوا من السفينة ولم يعد يعرف أحد كيف
ذهبوا ولا إلى أين؟ .