رؤية: أمل المرزوق
ولمن يظن بأن الديوان والقلم كانا آخر الهدايا التي حصلت عليها في منزل الدكتور غازي القصيبي يرحمه الله فقد أخطأ، ذلك لأنه أعطاني هدية أخرى تحمل دلالة مختلفة.
فعندما وافق الدكتور القصيبي على إجراء المقابلة الصحفية معه، حدد معي موعداً كان الثانية عشر ظهراً. إلا أن تلهفي على ملاقاة ذلك الرجل قادتني قبل نهار المقابلة لأن أبحث عن منزله ليلاً بين شوارع الجسرة، حتى وجدته وفرحت كثيراً.
أما في اليوم الثاني وهو يوم المقابلة، فقد حاولت جاهدة في كبت جماع الاندفاع نحو ملاقاة الرجل الذي طالما حلمت بمقابلته فلم أستطع! إذ وصلت إلى منزله برفقة مصور الصحيفة خليل في العاشرة صباحاً. كان عبدو (شريك الدكتور في السكن) يتجول في الحديقة عندما لمحني فدلني على بوابة المنزل.
وصلت إلى المنزل وكلي سعادة باقتراب موعدي الذي انتظرته منذ فترة ليست بقصيرة، وكان في استقبالي الدكتور القصيبي بضحكة ملأها الاستغراب على موعدي المتقدم كثيراً. أخبرته بالحقيقة، وقلت له بأنني لم أستطع الانتظار حتى الثانية عشر ظهراً، فسعادتي لا تكاد توصف هذا اليوم.
رحب بي، وبدأنا الحديث والتقاط الصور.. وسارت الأمور بشكل طبيعي وسلس ٍ جدا ً، أكثر مما تصورت أو تخيلت، وفي نهاية المطاف وعندما كنا نقف خليل وأنا لنودع الدكتور بعد تلك الجلسة، أعطانا علبتين سوداويتين لم نفتحها حينها. ولكنه قال (هذه هدية بسيطة لمن يزورني في المنزل من الأصحاب).
فتحتها في المنزل فوجدتها (ساعة) وكأنه أراد تمرير رسالة مبطنة فيها وهي (إلتزموا بمواعيدكم ولا تأتوا مبكرين هكذا). ضحكت كثيراً وقلت له من بعيد حيث كنت(حاضر يا سيدي).
تأملت تلك الهدية المبطنة فوجدت أنه قد رسم بداخلها علم المملكتين الحبيبتين(البحرين والسعودية)، فرحت كثيراً لأن هناك ما يدعو إلى التعاون في خليجنا بعيداً عن القمم! ولكنني ضحكت عندما اكتشفت بأن تلك الساعة مصنوعة في كاليفورنيا بأمريكا، ويح قلبي!.. حقاً كان لقائي بالدكتور غازي القصيبي يرحمه الله أغزر مما تصورت.
• شاعرة وكاتبة بحرينية
نحن الحجاز
شعر: غازي القصيبي
أجل نحن الحجاز ونحن نجد
هنا مجد لنا وهناك مجد
ونحن جزيرة العرب افتداها
ويفديها غطارفة وأسد
ونحن شمالنا كبر أشم
ونحن جنوبنا كبر أشد
ونحن عسير مطلبها عسير
ودون جبالها برق ورعد
ونحن الشاطئ الشرقي بحر
وأصداف وأسياف وحشد