كتبت – آلاء وجدي
تلاحظ الكثير من النساء ظهور تغييرات على طبيعة الشعر لعدة أسابيع خلال فترة الحمل وتعرضه للتساقط بعد الولادة وهذه التغيرات لا قلق منها؛ لأن الشعر يعود لحالته الطبيعية بعد ستة أشهر من الولادة.
فالشعر الجاف يصبح أكثر جفافاً كنتيجة لارتفاع معدلات البروجستيرون (هرمون الحمل)، وهو الهرمون الأنثوي الذي يتمّ إفرازه في المبيضين والمشيمة أثناء الحمل ويعمل هرمون البروجستيرون مع هرمون الإستروجين على تنظيم الدورة الإنجابية واستمرار الحمل، وبوجود هذه الحالة، سيكون الشعر أكثر قابلية للتكسّر والتقصف، وبما أن التكسّر يحدث قريباً من الجذور، فقد يبدو الأمر كأنه تساقط للشعر، مع أنه ليس كذلك في الواقع، وفي كلتا الحالتين تثير تلك المسألة قلق وانزعاج العديد من النساء.
ويؤكد العديد من الأطباء أن قبل الحمل ينمو الشعر بشكل طبيعي حيث ينمو حوالي 1/2 1 بوصة شهرياً لمدة 2-6 سنوات متتالية، ثم يأخذ فترة راحة للنمو لمدة تتراوح من 2-3 أشهر، ثم يتساقط تدريجياً وغالباً عند التمشيط أو غسيله، ثم تعود دورة النمو الطبيعية السابقة مرة أخرى، وفي الدورة الواحدة يكون حوالي 10% من الشعر في حالة الراحة والـ 90% في دورة النمو، وخلال فترة الحمل يصبح أغلبية النسبة من الشعر في حالة الراحة وتستغرق وقتاً أطول.
ولكن بعد الولادة تقصر فترة الراحة \"السكون\" هذه وتتساقط كمية من الشعر أكثر ويبدأ الشعر الجديد في النمو مرة أخرى، لكن الشعر الذي يأخذ في التساقط بعد الحمل يتزامن حدوثه مع النسبة التي تتساقط طبيعياً في الدورة العادية للشعر وبالتالي تقل كثافة الشعر ويصبح أقل سمكاً مما كان عليه أثناء فترة الحمل.
وهناك العديد من النساء الحوامل تشعر بالقلق الشديد لأن التغيرات في نمو الشعر لا تحدث فقط على فروة الرأس، وإنما قد تلاحظ تزايد في نمو الشعر في أماكن مختلفة مثل الذقن، فوق الشفة العليا، على الوجنتين (الخدود)، الذراع، والأرجل، أو قد تلاحظ نمو للشعر في أماكن جديدة لم يكن من المعتاد نمو الشعر بها مثل الثدي أو البطن أو الظهر (وأحياناً تكون ما بين خصلة شعر أو اثنين)، والسبب في ذلك أن هرمونات الحمل وإفراز الكورتيزون المتزايد يسبب هذا النوع من نمو الشعر خلال فترة الحمل، ويقل غالباً بعد حوالي ستة أشهر بعد الحمل.
وللحفاظ على شعر الرأس والعناية به خلال فترة الحمل يمكن تناول أنظمة غذائية غنية بالفاكهة والخضراوات، فهي تعطي الحماية لبويصلات الشعر كما تساعد على نموه ويجب أيضاً التعامل برفق مع الشعر عندما يكون مبللاً حيث يجب تمشيطه بمشط ناعم ليس له سنون مدببة، والابتعاد عن استخدام مجفف الشعر الساخن ويمكن الاستعاضة عنه باستخدام المجفف على البارد.
ويجب أيضاً تجنب استخدام تسريحات الشعر التي تشده مثل الجديلة (الضفيرة) أو استخدام وسائل لفه التي تعرضه للضغط والإجهاد.
ومن ناحية أخرى قلة كثافة الشعر بعد الولادة لعدة أسابيع أو أشهر شيء طبيعي فلا يستخدم لها أي علاج لأنه سيعود إلى حالته الطبيعة بعد انقضاء هذه الفترة طالما أنه لايوجد استمرار دائم للتساقط أو أن هناك بداية لظهور أماكن للصلع، وعند التساقط بكميات كبيرة فقد يرجع إلى نقص الفيتامينات والمعادن أو نتيجة لوجود بعض المشاكل الصحية مثل الأمراض الجلدية أو اضطراب في الغدة الدرقية ومن هنا يجب استشارة الطبيب المتخصص.