جدة-عبدالعزيز عركوك
يلعب الجانب الإعلامي دورا كبيرا داخل البيت الاتحادي، ويؤثر بشكل مباشر على المستويات الفنية والاستقرار، خاصة على الفريق الأول لكرة القدم.. فمنذ ظهور وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها” الانستقرام والواتساب وتويتر وسناب شات وغيرها” نلاحظ تكون ووجود علاقة عكسية بين التوسع الإعلامي، وتراجع مستوى الفريق التحادي، الذي شهد هبوطا وتدهورا كبيرا ، وابتعاده عن تحقيق البطولات؛ سواء مسابقة الدوري، أو كأس خادم الحرمين الشريفين، وابتعاد النادي عن البطولات و الظهور الآسيوي ، بعد أن كان أحد أعمدة القارة الآسيوية.. للحديث عن هذا الأمر تم التواصل مع العديد من الإعلاميين في الساحة الرياضية ، ممن يهتمون بالشأن الاتحادي بشكل يومي، وطرحنا عليهم العديد من الأسئلة لتشخيص الوضع الصعب الذي يمر به النادي والكيان الاتحادي:
(حساسية الانتقاد)
في البداية يقول الإعلامي فيصل المشاري: إن الدور الإعلامي لا يتدخل بشكل كبير في نتائج ومستويات الفريق، وربما يكون هناك تأثير له في مجال الانتقاد، مبينا في الوقت ذاته أن إعلام النادي كجمهوره، يقف بجانبه، وأعني بذلك الجهاز الفني واللاعبين، ملتمسين ظروف الفريق النفسية، ولكن هناك من يضع الإعلام شماعة وينسب له الخسارة، وفي الوقت نفسه، يتم تغييب دوره في حالة الفوز والنجاح ، وأضاف: إن الصداقة بين الإعلاميين واللاعبين كأي نوع من أنواع الصداقات، ولكن المهم أن لا تكون على مصلحة العمل الإعلامي، الذي هو قائم على الصدق والأمانة، ويجب أن يستوعب أي لاعب بأن أي انتقاد يحصل تجاهه، في حالة التقصير يعد أمرا طبيعيا ومنطقيا ومشروعا، ونفى المشاري أن تكون برامج التواصل الاجتماعي الحديثة لها علاقة بمستويات اللاعبين؛ كونها أصبحت جزءا مهما داخل حياة المجتمع بمختلف ميوله وفئاته، فالنتائج الفنية للاعبين تم التعود عليها قبل ظهور السوشيل ميديا وبعدها، وذكر بأن العلاقات داخل النادي من إعلام ولاعبين وإدارة دائما ما تكون مترابطة بحسب طبيعة المجتمع الاتحادي، ولكن نتفق بأن البعض من الإعلاميين يجدون حرجا كبيرا، وليس تخوفا في انتقاد أي لاعب أو إداري والاشكالية أيضا تواجه أي إعلامي حتى ولو لم تكن تربطه علاقة شخصية معهم؛ حيث يتم التعامل معه بحساسية أكبر، والبعض أيضا يرفض التعامل معك بشكل نهائي مستقبلا، فمبدأ النقد لديهم مرفوض، ويتم شخصنة الأمور بشكل مباشر على الرغم من أن الإعلامي في فترات سابقة قد أشاد بمستوياتهم، عندما وجد ما يستحق أن يشاد به، وبالتالي من حق الإعلامي الثناء أو الانتقاد في الوقت الصحيح والمناسب من منطلق ممارسة مهنته الشريفة .
(أجواء غير صحية)
من جانبه ، أوضح الإعلامي يحيى بخش، أن العلاقات التي تجمع الإعلاميين باللاعبين هو أمر متعارف عليه، وموجود منذ سنوات بشكل عام في مختلف الدوريات الأوروبية، والعالمية والعربية، وخاصة في الدوري السعودي، بما في ذلك البيت الاتحادي، مبينا أن دور الإعلامي القريب من اللاعبين هو تحفيزهم لتقديم كل مالديهم من عطاءات، وأيضا نقل وجه نظر الجماهير لتصحيح الأخطاء؛ إما بشكل علني أو في حديث خاص بين اللاعب، والإعلامي، كون الإعلام يؤثر بنسبة 40% على الأداء الفني للفريق، وأكد في الوقت ذاته بأن نشر الأخبار السلبية سيخلق بيئة عمل غير صحية وأجواء ضبابية، النادي في غنى عنها، وأشار إلى أن دخول اللاعبين في مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر أمرا طبيعيا؛ كونها وسائل متعارف عليها لدى جميع الفئات، ولكن في الوقت نفسه في حالة عدم اتقان اللاعب لاستخدامها، فإنه من الأفضل الابتعاد عنها؛ حتى لا يدخل في أمور تشغله عن عمله الاحترافي، وطالب بخش من الإعلاميين بالوقوف مع النادي، ودعمه بالإضافة لتقديم النقد البناء، وعدم البحث عن المصالح الشخصية، والحصول على أكبر عدد من المتابعين؛ لذا فإن الإعلامي الذي يقدم عملا جميلا ومتزنا سيجد خلفه الكثير من المؤيدين والمتابعين، مثله كمثل الطبيب والمهندس، الذي يقدم مواد هامة ومفيدة للمجتمع.
(زيادة المتابعين)
وتحدث الإعلامي خضر المقعدي بأنه لا توجد مشكلة حول بحث الإعلاميين عبر موقع التواصل الاجتماعي، عن زيادة عدد المتابعين، وذلك من خلال العمل المميز الخاص بالمحررين والمصورين بتقديم رأي صريح وواضح وبعيد عن المجاملة، بالإضافة في الانفراد بخبر أو معلومة يحصل عليها من مصدر قوي وموثوق بعد بناء علاقات قوية مع اللاعبين الذين هم أيضا يبحثون عن إبراز الجوانب الإيجابية لهم، ولكن تكمن المشكلة بالنسبة للإعلاميين في التوجه بالرأي مع الأغلبية؛ حتى وإن كانوا على غير حق وعلى خطأ بأن يتبنى رأيا، وهو غير مقتنع به تماما ، ويعلم أنه خاطئ، ولكن بهدف تحقيق مصالحه الشخصية وحرصه على زيادة المتابعين أكثر من حرصه على صدقه مع نفسه والآخرين، وهنا أقول لهم: إن المتلقي أصبح أكثر وعيا من السابق ويميز بين النقد الهادف المراد منه الإصلاح، وبين آخر، يخشى الانتقاد خوفا على علاقاته الخاصة، وأضاف: إن ثقافة اللاعبين للأسف في كيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل كبير في تدميرهم ، بعد وقوعهم في أخطاء كبيرة وكثيرة؛ جراء ظهورهم بمواقع السوشيل ميديا المتكرر، والتي أصبحت فرصة لانتقادهم، باعتبار أنها تظهر صفاتهم وشخصياتهم خارج الملعب.