أرشيف صحيفة البلاد

كيم وترامب فوق صفيح ساخن .. تفكيك نووي بيونغ يانغ على الطاولة

سنغافورة ــ رويترز

قالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، امس الإثنين، أن القمة التاريخية بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون؛ والرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ التي تعقد اليوم الثلاثاء في فندق كابيلا بجزيرة سينتوسا في سنغافورة، تركز الاهتمام البالغ على إصدار اتفاق أو الإعلان عن صفقة كبرى بين الطرفين.
وأشارت الوكالة إلى أن مفتاح النجاح في الصفقة الكبرى هو إمكانية التوصل إلى نقطة تفكيك النووي بصورة كاملة، مقابل ضمان بقاء نظام كيم بصورة كاملة دونما المساس به.

وظل الجانبان الكوري الشمالي والأميركي يجريان مفاوضات بشأن مواضيع القمة عبر محادثات العمل في بانموغوم وسنغافورة، غير أن الجانبين لم ينهيا تفاوضهما بعد، وتبقى الآن قرار ترامب وكيم.

ووفق “سكاي نيوز” يتمسك الجانب الأميركي بإدراج بند في الاتفاق ينص على أسلوب تفكيك النووي مع ضرورة التحقق منه بصورة كاملة (CVID).
وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو؛ في وقت سابق: “نتطلع إلى أن يصدر كيم قراراً حاسماً بشأن التفكيك النووي بالطريقة التي طالبنا بها”، مؤكداً أن بلاده ظلت توضح أن التفكيك النووي بطريقة (CVID) هو النتيجة الوحيدة التي يمكن أن تقبلها شبه الجزيرة الكورية”.

ويريد الجانب الأميركي تحقيق التفكيك النووي بهذه الطريقة حتى عام 2020، الذي تنتهي فيه ولاية الرئيس ترامب، لاستخدام ذلك كنجاح دبلوماسي لترشيحه لولاية أخرى.
غير أن كوريا الشمالية أبدت موقفها الرافض واصفة الاقتراح الأميركي بأنه “طريقة تطبق على دولة مهزومة في الحرب”، حيث تتساءل بشأن إمكانية حصول الولايات المتحدة على مصادقة الكونغرس على التعهد بعدم الاعتداء على كوريا الشمالية ومعاهدة السلام حتى عام 2020، ولهذا السبب تركز الاهتمام على لقاء القمة بين ترامب وكيم.

وترى مصادر دبلوماسية أن إدراج التفكيك النووي بطريقة (CVID) في اتفاقية القمة يتطلب حوافز أكبر لضمان بقاء النظام الكوري الشمالي بصورة مؤكدة، بينما يتطلب من كيم جونغ أون؛ أيضاً اتخاذ القرار الحاسم.
وأضافت أنه في حال عدم التوصل إلى الاتفاق، سيبحثان عن حل بديل، مثل التفكيك النووي بصورة كاملة كما وعدت به كوريا الشمالية في إعلان بانمونغوم في 27 أبريل، أو التفكيك النووي بصورة كاملة وقابلة للتأكد منها، كما ورد في بيان 19 سبتمبر المشترك الوارد في المحادثات السداسية الخاصة بالملف النووي الكوري الشمالي.

كما أن مدى التوصل إلى اتفاق بين الجانبين حول ترحيل الرؤوس النووية والمواد النووية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات أيضاً ستشكل مفتاحاً لتحديد نجاح القمة.
وتطالب إدارة ترامب؛ كوريا الشمالية بترحيل جزء من الأسلحة النووية في وقت مبكر كخطوة لإظهار اعتزامها للنزع النووي.

ويبقى السؤال بشأن طبيعة التعويضات الأميركية، التي يمكن أن تقدمها لكوريا الشمالية مقابل ترحيل الأسلحة النووية أو إزالتها في وقت مبكر ، ففي حال رفض كيم؛ ترحيل الأسلحة النووية في وقت مبكر، يمكن أن تتضمن اتفاقية القمة بدء المفاوضات للنزع النووي وتفاصيل عن توفير الضمان لبقاء نظام كوريا الشمالية.

وفى السياق كشفت الإدارة الأميركية أن الرئيس دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، سيعقدان لقاء منفصلاً، وجهاً لوجه قبيل انطلاق قمتهما المقررة اليوم ، بحسب ما نقلت وسائل اعلام أميركية امس الاثنين.

وأعلن الناطق الصحافي لمجلس الأمن القومي الأميركي روبيرت بليدينو من سنغافورة: “نتوقع أن يعقد لقاء وجها لوجه في البداية”.
وأظهرت الصور الملتقطة من محيط الفندق المذكور، حجم الاحتياطات والحراسة الأمنية التي طوقت المكان. وبدا في إحدى الصور عناصر حراسة من كوريا الشمالية يتحدثون إلى حراس أميركيين يرافقون موكب الرئيس الأميركي.

يذكر أن ترمب كان عبّر في وقت سابق، عن تشوقه لهذا للقاء، وكتب تغريدة مختصرة عن قمته المرتقبة مع كيم، قائلاً: “رائع أن أكون في سنغافورة.. ثمة إثارة في الأجواء”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي الذي يرافق الوفد الأميركي، مارك بومبيو، في تغريدة تؤكد السياسة الأميركية تجاه بيونغ يانغ:” إن الولايات المتحدة مازالت ملتزمة بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل ونهائي، ويمكن التحقق منه”.

وأعلن بومبيو أن المحادثات بين واشنطن وبيونغ يانغ “تتقدم بسرعة”، وذلك عشية القمة التاريخية بين الرئيس دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ اون.
وقال خلال مؤتمر صحافي “أنا متفائل جدا إزاء فرص نجاح” أول لقاء بين الرئيس الأميركي والزعيم الكوري الشمالي، مضيفا أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم “ضمانات أمنية فريدة ومختلفة” عن تلك التي عرضتها حتى الآن على بيونغ يانغ مقابل نزع أسلحتها النووية “بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا عودة عنه”.