جدة ـ البلاد
ربما لاحظ الكثيرون من مستخدمي «فيس بوك»، شبكة التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم، أنَّ الموقع يعرض عليهم أناسًا قابلوهم في الحقيقة أو كانوا قريبين من مكانهم على قائمة «أصدقاء قد تعرفهم».
ويبدو لهؤلاء المستخدمين أن «فيس بوك» يراقب مكانك ليُظهِر لك عندما تتصفح «فيس بوك» بعدها الناس الذين كانوا في الموقع الجغرافي نفسه.
وسعيًا إلى كشف حقيقة هذا الأمر، كتب «كورتيس سيلفر» لموقع مجلة «فوربس» تقريرًا عرض فيه الحجج التي تقول إن ما يفعله «فيس بوك» ببيانات المستخدمين يمثّل اعتداءً صارخًا على خصوصية مستخدميه، وردود «فيس بوك» على بإنكار أي اختراق للخصوصية.
وفي وقتٍ سابق، نقل تقرير لموقع «فيوجن» رد المتحدث باسم «فيس بوك»، الذي قال فيه إن الموقع الجغرافي ليس العامل الوحيد الذي يدخل في معادلة «فيس بوك» لتحديد قائمة «أصدقاء قد تعرفهم» فهناك عوامل أخرى، مثل: المدارس والجامعات التي تعلَّم مستخدمو «فيس بوك» فيها، وبيانات العمل، والأصدقاء المشتركين، وقائمة جهات الاتصال التي يسمح المستخدمون لـ«فيس بوك» بإدخالها إلى قاعدة بياناته من هواتفهم.
وكما يقول «كورتيس سيلفر» في تقريره، ثمَّة أمر يدعو للقلق في هذا. فالكثير من المستخدمين وجدوا أصدقاءً مقترحين على حساباتهم بطريقةٍ تبدو وكأنَّ «فيس بوك» قد عيَّن محققين ليراقبوا المستخدمين ويبحثوا في ماضيهم ليقترحوا عليهم أناسًا قد يعرفونهم.
ونقل التقرير حديث أحد المستخدمين عن أنَّه «وجد «فيس بوك» يقترح عليه حبيبة سابقةً في قائمة ، مع أنَّ لا رابط مشترك بينه وبينها على الموقع نفسه أو على هاتفه».
المستخدمون يُعطون «فيس بوك»، طواعيةً، تصريحًا بالدخول إلى ماضيهم كله، وكافة الأنشطة التي يقومون بها على هواتفهم وأجهزتهم الذكية. مثلًا: ربَّما عملت في المكان نفسه الذي عمل فيه أحد أصدقائك، وهذا الصديق له صديق آخر ذهب إلى المدرسة نفسها التي ذهبت أنت إليها، وهكذا.
وفي هذا السياق، يتساءل الكاتب في التقرير عن معنى كلمة «صديق» في عصرنا هذا، وكيف تغيَّر مدلولها بسبب «شبكات التواصل الاجتماعي»؛ فيعرض نظريةً تُدعى «رقم دنبر»، تقول إنَّ الإنسان باستطاعته الحفاظ على 150 صديقا فقط في دوائره الاجتماعية المختلفة، ويضم هذا العدد الناس الذين نرتبط معهم بعلاقة اجتماعية.
ويطرح الكاتب في نهاية التقرير فكرةً تشير إلى هدف «فيس بوك» في توسيع شبكة مستخدميه (والبيانات التي يدخلونها في قاعدته)، على حساب رغبة المستخدمين الحقيقة في إضافة هؤلاء «الأصدقاء» وتوسيع شبكاتهم.