أرشيف صحيفة البلاد

كن الفعل .. لا ردة الفعل

بخيت طالع الزهراني

 

1
أحياناً تسأل نفسك ..
لماذا يتعامل معك الآخرون بسلوك لم تكن تتوقعه ؟ .
للوهلة الأولى .. تذهب إلى تفسير ذلك السلوك , على أنه اتجاه مفاجئ لم يكن في الحسبان .. لكنك حينما تعرف أن التفسير يتأثر بما تفكر , وبسلوكك الشخصي , تدرك حينذاك حجم التباين بين ما اعتقدته أنت من تفسير , وبين ما كان ينبغي أن يكون عليه التفسير الدقيق .
وليس غريباً أن تلجأ في حالات معينة إلى لوم الآخرين .. مثل أن تندب سوء سلوكهم .. وأنه لم يعد هناك صداقات .. وأن ” المصلحة ” صارت صيغة التعامل الأوحد للجميع .
2
تذهب مبكراً إلى عملك فتجد زميلك مُعبّس الوجه .. تُلقي عليه التحية .. فيردها متجهماً دون أن يبتسم لك .. وحتى ” الفرّاش ” تشعر أنه لم يعد بشوشاً يُبادرك كالعادة بفنجان القهوة .. وأن رئيسك لم يعد يبتسم لك , كما كان في أول يوم بدأت فيه العمل بإدارته .
هنا .. قد تكون أول ردة فعل في داخلك هي شيء من الغضب من أولئك .. وقد يتبعها ركونك إلى حالة إحباط من نوع ما .
3
لكن علماء النفس في مثل هذه الحالة ينصحونك , بألا تكون ” ردة الفعل ” عندك مشابهة لحالات السلوك التي التقيتها قبل قليل .. وإلا فان خللاً ما لا بد أن يكون مصاحباً لسلوكياتك أنت .
عليك أن تفهم أن أولئك الذين التقيتهم بهذه الصورة , هم أولاً ..
” إنسان ” ..
4
وذلك الإنسان يتعرض لشتى المواقف الحياتية , فقد يكون الواحد منهم لا زال تحت مؤثرات حالة نفسية سيئة , سببها زوجته أو أطفاله , أو عوارض في الطريق والحياة …. الخ ..
أنت في الواقع بحاجة دائماً إلى أن تتفهم الآخرين .
ليس من خلال الملامح , ولا من خلال الأحكام السريعة التي تأتي ردود فعل مبكرة .
إنك لو ابتسمت لهذا وذاك .. ولو أصدقت زميلك وصديقك القول والمحبة , لوجدت منه سلوكاً إيجابياً ..
ربما أكبر وأعظم مما كنت تتوقع .
5
عليك إذن ألا تتصرف من خلال ” ردة الفعل ” ؟ ..
بل حاول دائماً أن تكون .. ” الفعل ” نفسه ..
هكذا تقول قواعد علم النفس ..
ولا بأس أن تترك للآخرين ” ردة الفعل ” !.