أرشيف صحيفة البلاد

كلمة حول النص ..يا كبر فقدي

رؤية – مطر الروقي

مشاعر الفقد دائماً تأتي بحجم وهول المصيبة نفسها وتختلط بمشاعر إنكار وعدم تصديق وهذه تكون في بداية الصدمة بهذا الرحيل المفجع وهنا الشاعر يبث مشاعره الحزينة بعد ان ادرك الحقيقة المرة ومع إنه جعل المتلقي يتعايش معه حالة الفقد والحزن الصادق الا انه يعود ليواسي نفسه ويتسلّح بالصبر راضياً بقدر الله عز وجل فالموت هو الحقيقة المطلقة ومصير كل حي في هذه الدنيا.

غفر لله للفقيد ولكل اموات المسلمين ويظل شعر الرثاء تحديداً من أصدق ما يكتبه الشاعر متجرداً من كل غاية اخرى سواء البوح بمشاعرة والتنفيس عن همومة.

من لليتيم اللي توارى عضيده
من بعد ظله ما لقى فيّ و ظلال
انا اليتيم اللي حياته زهيده
غلطان من قال اليتم يتم الاطفال

الحزن ناره في ضلوعي وقيده
ماهو جزع لو شفتوا الدمع همال
مشاعري بالحزن دايم جديدة
بعد فراقه فارقت راحة البال

الصبر فالشدات دين وعقيدة
لكن صبري ما بقى منه مثقال
يا كبر فقدي دام ابوي الفقيدة
عز الله اني فاقد ٍ راس رجال

كم لي و انا ادور مطالع قصيدة
و الحزن يسكني من الجال للجال
عجزت لالقى فالبيوت الفريدة
شعرٍ يوفي قدر محمود الافعال

مرحوم يا راع الصفات الحميدة
اللي محله للمطاليق مدهال
راع المواقيف الكبار الشديدة
يركي لها بالجاه و الحال والمال

عنيد ويطوّع رجال ٍ عنيدة
ما مال راسه عز لو الزمن مال
دايم و هقواته كبار و بعيده
شامخ و نظراته على راس ما طال

اذا هرج جاب العلوم المفيدة
و اذا سكت هيبة وله قدر و اجلال
واذا استشرته جاب الاريا السديدة
و اذا نخيته جاد بالمال والحال

عقيدته بالله كانت رصيده
متوكل بالله في كل الاحوال
والجلطة اللي صابته في وريده
لعلها تكفير عن كل الاهوال

تركت روحه فالمقابر وحيده
واقفيت روحي جوفها الحزن يجتال
كيف رمضانه فالمقابر وعيده
ياليت لي حيله على الوصل واحتال

لعل روحه في لحدها سعيده
ويصبح لها في جنة الخلد منزال
عساه يحيا فالحياة الرغيدة
مع النبي و اصحابه الغر والآل