ملامح صبح

كلمة حول النص ..ولا شي يعجبنا !!

شعر: عناد المطيري
رؤية: الحميدي الثقفي

عناد منذ ( زمنٍ بعيد) يغمس أرواحنا في الوقت ! يعلقّ مواجعنا على حبال الشمس … وعودته بهذه المقطوعة الشعرية التي لا تخطيء السمع والبصرن تضعنا في مصبّ الشعر التلقائي. ياء المخاطبة هنا يتبرعم كإصبع حكيم يشير إلى منافذ الشفاء من مواجع الزمن.

ياشاكي الوقت وإزعاجه
ما عاد به شي يعجبنا !.
عمومية الخطاب برغم ثقلها (يعجبنا / يناسبنا / يغلبنا / يحاسبنا / ) فرغم عمومية الخطاب إلا أن عنادًا بمبضع الشاعر المتمرّس في أحوال الزمن والناس، يفتح آفاقاً تستوعب كلية الوقت والأحوال:

أقدامنا فيه دواجه
وأحوالنا ما تناسبنا
لكن على رغبة أمواجه
نبي نسيّر مراكبنا

ليت العتب ينفع بحاجة
كان استرحنا وعاتبنا !
لا ليل يرتاح لسراجه
ولا الشمس تعتق مناكبنا

هناك دائماً ما يجذبني في أشعار عناد حقيقة !
يضعك في مكان ترقّب للكامن من الشعر في الكلمات !
الإيقاع التلقائي الذي يجعلك في حالة انخطاف عابر
بسيط وحاد … يشرع باباً للغناء
ويمضي:

والباب يهمس لمزلاجه
من حلمنا وش يقربنا ؟!

والتساؤل مزمن في قصائد عناد؛ منذ قرأته في مطلع الثمانينات وهو (يشعل) ليل قصائدة بالأسئلة ..لا ليقدم أو يشحذ الإجابة ولكن ليجعلك تتشرب ماء حيرتك !وتبحث عن خلاصك !أغنية رائعة ..وجذلا بالحزن والحنين.

يا شاكي الوقت وازعاجه
ما عاد به شي يعجبنا!
أقدامنا فيه دوّاجه
وأحوالنا ما تناسبنا !!
لكن على رغبة أمواجه
نبي نسيّر مراكبنا
في حال ، ونحاول أنواجه
لو هو بيكسب ويغلبنا
يرسم للإنسان منهاجه
حتى بكيفه يحاسبنا
شوف الحزن ثبّت إسياجه
من طفلنا لين ، شايبنا!!
يا صاحبي غاية الحاجه!
فى بعض الأيام تكتبنا!
تفرض على رافع احجاجه
يمشي تحت أمر مذنبنا!!
فى شرقنا النار وهاجه
وبغربنا الموت يطلبنا!!
والحب ما يفتح أدراجه
إلا على شان يتعبنا !!
والباب يهمس لمزلاجه
من حلمنا وش يقربنا!؟
يا كثر ما نصعد أبراجه
يا كثر ما هو يغيّبنا !!
كم جرح ما نطلب إعلاجه
نبيه يبقى يعذّبنا!
لأ نه يرتّب أفواجه
ويحطّنا مع حبايبنا!!
ليت العتب ينفع بحاجة
كان استرحنا وعاتبنا !!
لا ليل يرتاح لسراجه
ولا شمس تعتق مناكبنا !!
تدري أبا أقول لك حاجه
أحسن (ولا شي يعجبنا !!)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *