شعر: مقبل الحربي
رؤية:ماجد الغامدي
تبقى رِقة المُحب طقساً لا يتخلى عنه العاشق، وإن حاول ،وإن فاض البوح خلاف ما يعهد وتعهد محبوبته التي طالما أسمعها ترانيم العشق وأُغنيات الوَلَه، فلأنه يريد الإقرار بالخطأ العفوي .
والمقدمة وإن مهدت للاعتذار إلا أنها أيضاً توحي بأنه الخطأ الأول، وإلا لن يكون خروجاً عن الريتم.
وفي إلماحة ذكاء يقول: إنه سيتجاوز جراح الماضي ويطلق زفراته التي طالما كَبَتها ، و من خلال ذلك يشير إلى ما يرغب من محبوبته في أن تماثله التسامح و التغاضي ، مع أنه يجزم أن (عذره سمين) ويستحق القبول خصوصاً وأن الخطأ غير مقصود (خطأ مطبعي) الذي يظهر شكله خلاف ما أراد كاتبه ، لذلك يغلظ الأيمان بأنها لحظة خارجة عن إرادته (فاقد وعي).
ورغم ذلك يصف ما يعاني، وكأنه يقول: لقد نلتُ ما قد يستثير عطفك فأنا (تايه يدوّر له بمرفا الأماني حنين) (شايل على كاهلي ضلع المفارق) (مشاعري لك تنادي).
ثم في أقصى حالات العقاب إن أرادت (إذا رحلتي) فإنه في شيءٍ من كبرياءِ العاشق، يقول في صيغة مستقبلية: (طويت صفحة هواي) (مسحت حبٍ تغلغل) لكنه يعترف من حيث يشعر فيقول(بحاول أنسى ) فالأمر ليس بالسهل (وأعدّيها وكلي أنين) (مجبور مطعون) فليس ذلك ما يريد وكلمة (أعدّيها) ليست إلا تذكير بما طلبه سابقاً للعذر، والخطأ المطبعي فمن الإنصاف أن تقبلي عذري مثلما سوف (أعدّيها) وإلا لو أراد الهجر لقال: (بحاول أنساك وأتجاهل وكلي أنين) ولكنه قال: أعديها لأن طبع المحبين السماح كما يقولون.
وفي رسالة أخيرة يؤكد ما قاله (مشاعري لك تنادي أرجعي أرجعي) فيقول أنه رغم ما يحاوله من الصبر إلا أنه قد يموتُ كمداً.
القصيدة رائعة، والشاعر عاشق مع مرتبة التولّه.
كلمة حول النص ..نبرة الأحزان
بخرج عن الرتم وأنا أملك ثبات ويقين
شاعر متى مابغيت يزين لي مطلعي
ابا أتحرر من الماضي وجرحً دفين
واقول يا (نبرة الأحزان) هيا اطلعي
وش حيلة اللي بهالدنيا مابين اصبعين
لاهو مع أهل الطواف ولا مع أهل السعي
مكسور خاطر وعذره فالحقيقة سمين
كلمة وهي جايرة..لكن !! خطأ مطبعي
كم من ليالي سرت وأنا وحيد وحزين
الهم ياكل معي والضيق يشرب معي
تايه يدوّر له بمرفأ الأماني حنين
صدر بحقه حكم ظالم وهو مدعي
أقسم برب ٍ خلق ماني على ماتبين
وتراي صادق لو أني قلت فاقد وعي
شايل على كاهلي ضلع المفارق إلين
تعبت وأنا أفرك السبحة برأس اصبعي
جالس هنا وأسألك بالله متى ترجعين
مشاعري لك تنادي ارجعي ارجعي
واذا رحلتي طويت الوصل طي السنين
ووقّفت جل الكلام اللي يصل مسمعي
وطويت صفحة هواي بسكة الراحلين
ومسحت حب ٍ تغلغل فالحشا واضلعي
بحاول انسى واعديها وكلّي. (انين )
مجبور مطعون في ظهره لكن اسمعي
ابا احتزم بالصبر والله مع الصابرين
قدام يكتب على صفحة حياتي نعي