رؤية : ابراهيم السمحان
شعر- فهد الغيداني
إنه النص العفوي , ما يذكرك بأن للشعر التلقائي طريقا وحيدة هي البديهة , بحيث تتحول الكلمات الى أصوات حميمية تتلمس الآذان فتطرقها وتدخل دونما استئذان , وبحركة مباغتة ترتمي وتمتزج بالدم كنغمات محببة الى النفس , تنبض فيك ومعك بأنهار الضوء وباقات العشب , وتنتقل بك الى مكان هو كل الأمكنة . لست بحاجة هنا للبحث عن تقنيات القصيدة والحرفية والبناء المحكم , التخطيط السليم واختيار أنسب الكلمات وإرفاد النص بالمحسنات اللغوية جيد , لكن الصدق الفني يغنيك عن كل شيء , هذا ما يقوله هذا النص , متعة أكثر وبجهد أقل ,وهذا سر انجذابي لهكذا نصوص , أحاول جاهداً أن استمتع يها لا أن أنشغل بأين انتهى النص وكيف بدأ , كل نص أقابله لديه شيء يهديه إلي,علي أن استقبله بترحان وتجاوز أي فخ يمكن أن تنصبه اللغة , فاللغة مخادعة ومراوغة , والشعر الجيد واحد لايتبدل , صغيرتي اذكر أول يوم
//على ترابي تشجرتي ..لكأنه عالمي أنا , وبصوتي أنا , لا أحد يملي علي شيئاً , باختياري ارتد لزمن الطفولة , واقطف وردة , وأركض في كل الاتجاهات , طالباً مساحات أكبر للرقص والصراخ دون أن ينعتني أحد بالجنون , فسيكون علي أن أكسب الوقت وأقف تحت غيوم الشعر واغتسل .. وقد فعلت . فلك الشكر يا فهد الغيداني..
عدّت سنه والشعر مكتوم
كنّه تعلّق بحنجرتي
مانيب عاجز ولا محروم
واثق بنفسي ومقدرتي
بس القصيده عشان تدوم
لازم تطوّل بكامرتي
أكتب بدون القلم/بالزوم
وتخزّن الشعر ذاكرتي
صغيرتي:أذكر أول يوم
على ترابي تشجٌرتي
كان الفَرَح كوم وانتي كوم
حتى لو انّك تأخرتي
كأنني ف الفضا معزوم
حاجز على النجم تذكرتي
واقلط على الصبح قبل يقوم
وأعلّمه كيف نوّرتي
كيان جيتي وانا مزحوم
بأشياء ترفض مغادرتي
أشياء متراكمه وهموم
من أوّلي جابت آخرتي
جيتي كأنك سُحب وغيوم
وكمّلتي الخير وأمطرتي
اليوم ياحلو طعم اليوم
اللي مشيتي به وطرتي
وياحلو كلمة يابابا قوم
صح الله لسان شاعرتي
ويا وسع صدري وانا المضموم
من يوم حطيتك بكرتي
لله يبقى ثنائي دوم
وتبقين الأجمل بذاكرتي