رؤية-علي السبعان
شعر- محمد الدحيمي
لا أدري هل يشبه هذا النص -الفارق/ الحارق- (جدة) أكثر، أم (محمد الدحيمي)؟ فله من المدينة سحرها الغامض على الرغم من خنقتها واكتظاظها وقيظها اللافح، وله من الدحيمي جموحه وسرعة مباهجه وشغب (مشعابه)وعفوية لفتاته وسرعة انعطافاته التي لا تخضع للقوانين من حوله!ما يلفتني في نص كهذا هو انفلاته المنضبط إن صح التعبير، فهو يتملص من كل قيد قبل أن يستحكم، مبتكراً مناعته الذاتية ضد قوالب النقد وأحكام الذائقة المسبقة،
مبتدئاً بتحطيم النمط (جده غير)، وقبل أن تتفق معه أو تختلف، ينطلق في شوارع المدينة المزدحمة، وعندما تتوقع القبض عليه عند إشارة المرور المزدحمة، يعتلي الرصيف لينطلق في فضاء الكورنيش، مستمتعاً بالذكريات، وما أن تقترب حتى يلقي بنفسه في البحر، وفي اللحظات التي تستغرقها لتختبر برودة الماء، يتركك متسلقاً سلّم البرق إلى شرفات الغيم، متوسلاً أن تعتقه، فلا تجد بداً من الاستسلام أمام هذه الرغبة الطاغية للانعتاق.. وهل تملك غير ذلك مع (حرٍ شلع والرياح تهب بسبوقه)؟!!.
جده بهالصبح .. ماهي غير .. صدقني
خنقه \ و زحمة \ زفير \ أنفاس محروقه
من ايش ؟؟ مادري .. احس بشي يخنقني
حتى الشوارع كئيبة .. شبه مخنوقة
وانا هواوووي .. هوى الكورنيش يسرقني
كنّه يدور معاي .. اصداف مسروقه
من وين مالدّ صوت الموج يلحقني
وباأقصى النظر .. طفلة النسرين مشنوقة
واسمع ملاهي .. وضحك اطفال شوّقني
ذكرني أمي .. وعيد الديرة وسوقه
ياموج ياموج كنك جيت .. عاشقني
لكنها ابطت تلوع القلب معشوقه
طفلٍ يقول بلحظها .. لاتعلقني
ماكن ربي عطاه لأي مخلوقه
شفني من سنين لو قصدك .. تغرقني
غريق عاليابسة .. قد يبست عروقه
تلفحني القايلة .. والقيض يحرقني
وأنا زهاب الظما .. قربه ومطقوقه
كني وأنا اشرق ضما روحي .. ويشرقني
ظامي بشربة ضحيه .. بّل معلوقه
الصبح كنه دعى الله لايوفقني
والليل مسرى دجاه .. بذمة شروقة
ياهاجسي .. يامصرّ إنك تضايقني
ياكثر مافاتني .. واقول ملحوقه
ياخي طلبتك .. لوجه الله تعتقني
باخيل نوٍّ تلامع بالسماء بروقه
فنجالك ابا اشربه والشيمة لدقني
حرام لولا الحيا والعرف .. ماذوقه
رزقي على الله مانت اللي بترزقني
كلن محاسب على فعله ومنطوقه
لو راعي النوق ذاك بنوقه اقلقني
مقدّي الشرع راعي النوق في نوقه
انا انطق الشعر والاّ الشعر ينطقني
قل شاعرٍ من نمير الشعر طاروقه
ياخووي روووح كذا عني.. وفارقني
حرٍّ شلع والرياح تهبّ .. بسبوقه