ملامح صبح

كلمة حول النص ..شريط الذاكرة

شعر:أحمد حمد البلادي
رؤية:محمد مهاوش الظفيري

في الغالب حينما أقرأ قصيدة لشاعر شاب أو شاعر معاصر يعيش عالم التحضر والمدنية يقول فيها (يا وجودي .. وجد كذا ) سرعان ما أشيح النظر عنها, لكن الزميل هليل المزيني يعرف ميولي في التعامل مع النصوص لهذا فاجأني بهذا النص الفاخر شعرًا وشاعرية لقناعته بأنني أحب المتميز من الشعر,في البدء صدمتني يا وجودي التي لم أستطع من صدمتها إتمام البيت الأول,حيث بقيت القصيدة معي حتى صباح اليوم التالي ,

فهالني هذا الشعر واستوقفتني هذه المهارة الشعرية في استحكام الصياغة,حيث ظهرت قدرة الشاعر في جذب كاتب هذه السطور لاعادة تلاوة النص ثلاث مرات متتالية , وكم كانت مهارة الشاعر متبدية بجلاء في وضع(يا وجودي)بشكل منسجم ومقبول,مع أن هذه العبارة الشعرية عفا عليها الزمن, ولا يحرص عليها إلا العاجز في استهلال قصيدته لأنها بوابة من لا حيلة له ولا قوة له , وكم كان الشاعر ماهرًا في وضع كلمة (يجاكرة)غير المستساغة لتكون مقبولة ومناسبة , وربما يقول قائل بأن القافية هي التي فرضت عليه وضع هذه الكلمة,

غير أن المنتقد ربما لا يدرك بأن جوهر الابداع هو تحويل اللا شعري الى شعري وغير المستساغ وغير المقبول أو مناسب إلى مناسب ومقبول فكل الشكر لهذا الشاعر الذي ملأ جوارحنا شعرًا وكل الشكر الجزيل لأبي أحمد الذي يتحفنا بنوادر مايصله من نصوص جميلة.

ياوجودي لا أظلم الليل والعالم رقود
وأعترض قدام عيني (شريط الذاكره)

أتذكر مامضالي ولا بحت السدود
خوف تدري عن خفاي القلوب الماكره

والله إن البوح للمشتحن مامنه فود
مير خل هموم بقعاء بصدرك حاكره

لاتعرضها الهبايب ويلقطها الحقود
واحدٍ في نقلة الهرج محد يجاكره

مايحل المعضله غير حلال العقود
وأكثر نفوس البشر للجمايل ناكره

مير أنا في وجه ربي من عيون الحسود
حاسدٍ ما يذكر الله ولا الله ذاكره

خير مامن خير وإليا هرج غث الكبود
المجالس في وجوده سماها عاكره

ليت ولد اللاش ماله على الدنيا وجود
ما لقى غير المذمه ولا أحدٍ شاكره

والنداوي يكره القاع ويحب الصعود
ولا يجي في ماكرٍ مايشابه ماكره

والزمن لا تامنه بين نقص وبين زود
عشت يومه مير مايندرى عن باكره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *