رؤية: مطر الروقي
شعر: محمد بن مدعث
بعض النصوص التي لا يختار شاعرها لها عنوان تستثيرك لتفكر بالإنابة عنه لتضع في بالك من خلال قراءة النص العنوان الأمثل والمناسب له من خلال معايشتك للنص وتفاعلك مع مشاعر شاعره ،وبالتالي قد يفتح لك هذا العنوان آفاق ارحب لتكتشف في ثنايا النص اسقاطات الشاعر المقصودة،وقد وفق الشاعر في استهلاله للنص بعبارة انا وطن! ليس للتعريف بحالته الشعورية وحسب بل لجذب انتباه المتلقي لما تحتويه المساحة الشاسعة التي تعكسها الصورة الذهنية لدى القارئ ومن ثم جعل مساحة هذا الوطن مسكونة بالحنين والذكريات والمواعيد والأغانى والجميل في النص كذلك انه حينما اصبح وطناً ووعاء لكل تلك الاختلاجات والمشاعر ينقلنا في مشهد جميل وحركي من خلال بيته الثاني في عيوني الناس مرّاره واجاويد.ومجمل النص جميل وان بداء سخط الشاعر فى الابيات الاخيرة موزعاً على اكثر من معنى وبصورة فيها تعميم غير منصف.
انا وطن من حنين ومن مواعيد
و من ذكريات وتناهيد واغاني
بعيوني الناس مراره واجاويد
وفي بالي اشياء مانعها لساني
يا كثر ما ضاقت بشرهاتي البيد
يا كثر ما ضقت بالبيد بكياني
من قال الايام وارفة المواريد
من قال في الحب مجنون متفاني
كثير نسمع و نقرا شي جديد
و يطلع بعد كل علم .. علم ثاني
نتجاهل اللي قريب بواحد بعيد
و نحب نحيا على سقف الاماني
في الظل عشاق غاوين وعرابيد
و بالظاهر آيات من سبع المثاني
خطواتنا آثمة ودروبنا قيد
حتى من اجمل اغانينا نعاني
قالوا لنا الوقت مهما يمر بيعيد
ومرت بنا سنين ما عاد الزماني