أرشيف صحيفة البلاد

كلمة حول النص ..حمامة

شعر:عبدالله سعيد
رؤية : سالم عقاب

في هذا النص ديناميكية عالية العذوبة.. ممزوجة بلغة بيضاء صافية المنبع..!الشاعرية هنا تشبه غيمة ناهضة تنثر هتانها الروي..! التصاوير عالية الدقة والفن ماعدا تداخل الزيتون مع الثمام..حيث انتقل هاجس الشاعر في استقبال الأسئلة من طبيعة لطبيعة اخرى..!وهو قد احتاط لذلك( ب لين ذابت من ورا القضبان عيني والايادي) كدهشة تصالح عما سببته الصورة من تشويش لدى القارىء الفطن..!

كمن يقول لي سببي الخاص في هذا..!والصورة مررت بمهارة فائقة..!.لهذا الصوت حضور موسيقي وشاعري فتان اكاد استدل اسم صاحبه حتى لو لم يذكر مع النص،من خلال عطر أحرفه وبساتين عنبه وتينه..

واغصانها موعد الحمام ..(ينزفني حيادي) صورة فاتنة وتستعصي الفهم السائد..! وغيرها من الصور التي تضمنها النص..! ابيات القصيدة مبتكرة وسهام لوعتها طرية ونازفة.. وتقنيتها بارعة.النص بعمومه رائع ومبتكر ويعانق الذائقة التقدمية بإدهاش..! دوزنة عبدالله سعيد فاخرة الشعر والمشاعر.

رغم تلويح السحاب بريشها المحبوس..عادي
اجنحتها يكتسيها الليل والنجمة علامة

صمتها يشرح سنين الجدب لاسراب التمادي
وسمْتها شكل انكسار النور في قبر الندامة

كل ما عرّى فضول الناس دمعتها .. تنادي
وكل ما تفرد جناح الشوق تلعنها الملامة

رددت خلف الحديد الصلْف:من يعرف بلادي؟
من يطمنّي عن الزيتون واعواد الثمامة ؟

لين ذاااابت من ورا القضبان عيني- والايادي
تنسف الضيقة وتدفنها تحت برد العمامة –

والمحتني في زحام الناس ينزفني حيادي
واهمست بعيونها..همس المصدّق من كلامه

قالت:اضحك لا تفرّح من يخونون المبادي
وابتسم .. وش هي وجيه الناس لولا الابتسامة؟

انتزعني من شقا عمري ومن لجة سوادي
جب من البسمة شعاع النور وطيور انسجامه

قلت:بعدك ما بقى سدرة ولا فالبال وادي
لكن الله لا يغرّب لك عن اللقيا عدامه

للغرام ..وللسلام ..اسمك وجنحانك غوادي
للغصن .. مهما تغربتي مردّك يا (حمامة)