شعر: مشعل الفوازي
رؤية – ماجد الغامدي
كسفيرٍ للعشقِ يطلق الشاعرُ بوحَهُ في ليلِ سهاده وإن لم تُشِر(مرّك) لطول الليلِ صراحةً إلاّ أنهُ ألمح لذلك بـ (جمّع له هواجيسك) ، ثم في استعارة جميلة ينسب الملل لليل التي تعني بالضرورة طول البقاء ، ثم توظيف الجناس كسى موسيقى البيت الداخلية ديباجةً جميلة.ومع ما يوحي الشرط من الثبات إلا أن الأبيات التالية عكست انكسار العاشق مع احتفاظه ببعض كبريائه إذ قال (يخذلك) ناسباً القصور للحبيب مع أن (من يخدعك) تؤدي المعني إلا أنها قد تنتقص من حذق العاشق ، وقد مهّد ذلك لأَن يُفصح عما خرج به من دروس من تجربته في إشارته لنشيج الذات وصحائف الروح عندما يمر الليل دون أن يشعل قناديل الروح أو يضوي مصابيح الأمل.القصيدة جميلة أنبضت أوتار الفؤاد وهزّت أغصان الروح وشاعرها رائق المعاني بديع السبك.
إن مرك الليل : جـمّـع له ، هواجيسك
وإن ملّك الليل: دوّر ، صـبحك التايــه
مادام ، ودتك لـحـدود الظمــا عيسـك
بعض النهايات ، لحظة حسـم وبدايـه
من يخـذلك ، ما يفكر ، كيف احاسيــسك
دام الوسيله ، تبررها له الـغـايــه
تنسـى ولكن صــدماتك : نواقيسـك
واقسى التجارب مريره ، لكن : مرايـه
الوهم ، كذاب ، لو شـكل تـضاريسك
والشمس ، ميلادها ، لأوهامك ، نهـايـه
من علّم البوح ، عن لهفة قراطيسك
من سلّم النزف في وجدانك ، الرايـه
تـمـدد الحزن ، في داخل ، قواميسـك
لو ماكتبته ، كتبك بعشق وهوايه
يمرك الليل ماتدري فوانيسك
والصبح لو يوعدك عن عالمك تايه