وطن مختلف في مقوماته ومؤسساته في تناغم مع ثوابته. وقيادة تؤمن بتوارث مبادئ أكبر تجربة في وحدة هي الأكبر نجاحاً في عالم الأمس واليوم. مسافات من قصة الانطلاق نحو تفعيل إعلان وحدة اختارت شعاراً لا يقبل إلاَّ أن يكون فوق كل محاور الجوانب الإنسانية ومؤسسات الحياة الدنيوية إلاَّ بما يتفق مع هذه العناصر بكل ما تعنيه من منهج ينطلق من القرآن والسنة في الحكم بدستور لا يتغير ولا يتأثر بالمتغيرات بل يزداد قوة وصموداً أمام كل التحديات مهما كانت صعوبتها أو مخرجات مفتعلة وهدفها العمل ضد الإسلام وليس لصالحه كما يزعم أولئك الذين يستخدمون العقيدة للوصول إلى تلك الأهداف.
هنا وفي يوم يعانق تاريخ وطن وأمة.. ويكتب مرحلة جديدة من إنجازات تتحدث عن نفسها على كل المستويات وان اخفقت في حصر وانصاف كل هذه النهضة في مدة زمنية فإننا نؤمن بأن هذه المكاسب في تقدم هذا الوطن يأتي نتيجة الإيمان بمكاسب هذه الوحدة العظيمة التي لا يمكن أن تقارن في عالم مضطرب يموج بالكثير من المتناقضات التي افرزتها متغيرات لا تواكب متطلبات البشرية وذلك لضعف مرتكزاتها المبنية على قوانين وضعية يعصف بها الزمن في منعطفات متعددة من صناعة البشر وهو ما يفرض عليها الخضوع لتلك الاجتهادات التي قد تواجه الكثير من المتناقضات.
هنا وفي مملكة الإنجازات وأرض الحرمين وقبلة المسلمين يختلف وضع رؤية مشهد الأرض والإنسان في ملحمة اثبتت حجم ذلك الاختلاف. وذلك من خلال رؤية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يرحمه الله، الذي اختار أن ينطلق من أعظم دستور لا تغيره مراحل ولا زمن من التحولات ولكنه في الوقت نفسه ضامن في محدداته لما ينير الطريق للبشرية في الدنيا والآخرة.
ولأن مبدأ الحكم قد ارتكز على هذه المحددات في مؤسساته دولة الأمن والإيمان فقد تحقق من التنمية ما لم يحصل في أكبر البلدان في فترة زمنية إذا ما نظرنا إلى المقارنة التاريخية في حجم منجزاتها وبناء مجتمعاتها. هذا ونحن اليوم نعيش أمام مرحلة من التحديات حتى في خدمة الإسلام والمسلمين. إلاَّ أن دولة كانت قد قررت أن يكون كتاب الله وسنة نبيه أساس حكمها قد اثبتت للعالم أن ما تحظى به من مميزات عظيمة هو نتيجة قوة إرادة قيادة صنعت قصة للتاريخ في شواهد بعد الله سبحانه وتعالى لتكون محل احترام وتقدير العالم.