أرشيف صحيفة البلاد

كشوفات جديدة فى حفريات جبل البركل

اسماء عبيد الله وعلى محمد أحمد
خلال تجوال وكالة السودان للأنباء بين ثنيات جبل البركل واهراماته ورماله الذهبية التى تتدفق من أعلى قمته كشلال عبر ملايين السنين منذ ان خلق الله الارض ولم تجرفها الرياح أو يطالها أي تغيير.. تجولنا للتعرف عن كثب على ذلك الصرح التاريخى الذي تم تسجيله فى السجل العالمي للتراث كأول موقع سوداني يسجل، الأمر الذى أدى الى اختياره اسما لاول مهرجان للثقافة والسياحة والتسوق بالولاية الشمالية .. خلال هذا التجوال لاحظنا بعض الاشخاص يقومون بحفر الارض فى الطريق المؤدي الى معبد آمون داخل الجبل والذي تحف جانبيه الأعمدة والأسود الأثرية التى تقبع بهذا المكان منذ سبعة آلاف سنة قبل الميلاد هى عمر الحضارة النبتية ،وكأنما استعصمت بهذا الجبل بخلاف الكثير من الآثار التى رُحلت والاخرى التى نهبت .. فتقربنا أكثر نحو المكان وتوجهنا بسؤالنا الى المشرفين على هؤلاء العمال الذين يقومون بعملية الحفر وجرى بيننا الحوار التالى :-
*من انتم وماذا تحفرون هنا عند سفح جبل البركل ،والمعروف ان فى هذا المكان تم الكشف عن معبد الآله آمون منذ زمن ليس بالقريب؟
=انا مفتش آثار سامي محمد الامين أعمل برفقة البروفيسور تيم كندل فى مشروع حفريات جبل البركل تحت اشراف الهيئة القومية للأثار والمتاحف بدعم من المشروع القطري السوداني للآثار ضمن عدة مشروعات اخرى قومية ومحلية ، والمشروع مدته 5 سنوات.
*متى بدأتم العمل وكم تستغرق مدته؟
تاريخ العمل االآثاري فى جبل البركل بدأ فى وقت مبكر منذ الرحًالة القدماء فى القرنين السابع عشر والثامن عشر ، ولكن العمليات الحفرية الاثرية الفعلية فى الموقع بدأت فى الفترة 1916-1920م بواسطة الآثاري الامريكي (رايسنر). ثم تتابع العمل فى الموقع على فترات مختلفة خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ، ثم جاء البروف كندل فى العام 1986م والذى يواصل في العمل حتى الآن وقد كان يعمل بدعم من متحف بوسطن بالولايات المتحدة – التى كان يعمل به انذاك – وبعد ان تمت احالته للمعاش اتت به الهيئة القومية للاثار والمتاحف ليعمل معها بالتعاقد ليواصل عمله فى الموقع من خلال المشروع القطري- السوداني للاثار بمشاركة امين امانة الكشف الاثري بالهيئة دكتور الحسن أحمد الحسن ومشاركتي انا .
وعمر المشروع خمس سنوات .
*مستر كندل نود ان تحدثنا عن الاكتشافات الحديثة ؟
اهم الاكتشافات الجديدة فى الموقع هى مدخل معبد امون فقد تم اكتشاف طريق مؤدي الى داخل المعبد بالجبل ، كما تم اكتشاف معبد مروي قديم ليس له علاقة بمعبد امون الذى بدأ فى فترة المملكة المصرية ثم مملكة نبتة ثم مملكة مروي . فهذا اكتشاف جديد فى المجال الاثري بالموقع . والعمل فى هذا الموقع بدأ منذ الموسم الماضي الا ان الاكتشافات الحديثة تمت فى هذا الموسم .. ويتواصل العمل في هذا الموقع الآن وكل مرة يظهر شيء جديد . ويمتد الموسم لمدة خمسة شهور خلال فترتين الاولى تمتد من 15 اكتوبر – 20 ديسمبر من العام والفترة الثانية من 15 يناير – 15 مارس من العام تفاديا للصيف الذى يصعب فيه العمل .