جدة- سليمان الزبيدي
لا يزال كثير من الجماهير الاتحادية ينظرون للاعبهم المصري محمود عبدالمنعم ، الشهير بكهربا، بكثير من الود والتقدير؛ كونه ساهم في الموسم الماضي في التتويج بكأس ولي العهد، وقدم موسما رائعا مع النمور، ورغم تباين مستواه هذا الموسم وانخفاضه بعض الشيء إلا أن هذه الجماهير ما زالت تأمل من كهربا المساهمة في إحراز لقب كأس خادم الحرمين الشريفين، عندما يواجهون الفيصلي في النهائي.
كهربا
انتقل كهربا في يونيو 2016 إلى نادي الاتحاد، مُعارًا من نادي الزمالك لمدة موسم واحد مقابل 1.25 مليون دولار للزمالك، وتألق كهربا خلال فترة إعارته، إذ سجل للفريق 18 هدفًا في 24 مباراة لعبها. وقاد الفريق للتتويج بكأس ولي العهد لأول مرة بعد غياب 13 عاما؛ حيث احرز كهربا هدف فريقه الوحيد في المباراة النهائية التي انتهت 1–0 ضد نادي النصر.
خلال الفترة الأخيرة لم يظهر كهربا، كما كان متوقعا حيث أضاع العديد من الفرص، إضافة إلي أنة أصبح بعيدا عن المنافسة على صدارة الدوري وتواترت أنباء أن اللاعب يفكر في الاحتراف الأوروبي، وأن هذا الموسم هو الأخير له مع الاتحاد.
جماهير الاتحاد تتمنى عودة اللاعب إلى مستواه المعروف وأن يعيد حساباته .
“البلاد” فتحت ملف اللاعب كهربا ،عبر بعض الإعلاميين والمدربين المصريين والمدربين، الذين أكدوا أن كهربا نجم كبير، وعليه العودة لمستواه المعروف، إذا ما أراد أن يكون له مكان في تشكيلة الفراعنة في المونديال الروسي.
في البداية، قال الدكتور إيهاب الكومي، المذيع الرياضي المعروف، في قناة صدى البلد المصرية: بكل تأكيد كهربا واحد من اللاعبين المهاريين، واللاعب المهارى بطبعه قد يكون متمردا فى بعض الأوقات؛ لإحساسه بقيمته فى الملعب، لكنها أمور يستطيع المدير الفنى تقويمها مع اللاعب الملتزم، الذى يحاول الوصول بمهارته إلى القمة.
وكم من لاعب، حباه الله بالموهبة، لكنه لم يحافظ عليها؛ من خلال سلوكيات تخالف ماينبغى أن يكون عليه النجم داخل وخارج المستطيل.
كهربا من هذه النوعية، التى لا تقدر حجم موهبتها، و فى حالة الالتزام، من الممكن أن يكون واحدا من أفضل اللاعبين فى الوطن العربى.
وأكد حمادة (أحمد الغواب) مدرب فريق سمنود المصري، ولاعب فريق طنطا السابق، أن كهربا ممتاز فنيا، وﻻعب مهم أى مدرب، خصوصا أنه يجيد اللعب فى كل مراكز الهجوم ..أما هبوط مستواه فيرجع للإصابة التي تعرض لها هذا الموسم، كذلك هناك جانب نفسى لأن كهربا يحتاج مدربا يستطيع التعامل معه من النواحى النفسية ليخرج كل إمكاناته. وكهربا قادر على استعادة مستواه، وخصوصا أن أمامه أكبر حافز، وهو كأس العالم.
أما المدرب، والمحلل، والناقد الإعلامي (محمد اسماعيل) فقال: لا شك أن الدولي المصري محمود عبد المنعم الشهير بـ “كهربا”، يعد واحدا من المواهب الكروية التي فرضت نفسها على الملاعب السعودية منذ قدومه لصفوف العميد صيف 2016 قادمًا من نادي الزمالك..
اللاعب قدم بداية أكثر من رائعة مع الاتحاد، فنال استحسان وهتافات عشاقه في المدرجات، وأفردت وسائل الإعلام المختلفة مساحات كبيرة لموهبته، مشيدة بمستواه وما يقدمه مع فريقه الجديد.
مستوى كهربا في موسمه الأول أجبر إدارة العميد على تجديد إعارته، لكن اللاعب لم يستطع المحافظة على صورته الجميلة التي رسمها في أذهان محبي فريقه، وتراجع مستواه بشكل كبير؛ ما جعل إدارة الإتحاد تدرس عدم التجديد معه والاستغناء عن خدماته لأسباب فنية.
المتابع لمسيرة كهربا منذ أن كان لاعبًا في صفوف نادي إنبي، وحتى انتقاله للزمالك وخوضه رحله احترافية قصيرة بالملاعب الأوروبية، يدرك أنه ليس من نوعية اللاعبين أصحاب الطموحات الكبيرة التي تحلم بمسيرة رياضية مشرفة، مقارنة بزميله في المنتخب المصري محمد عبد الشافي من ناحية الالتزام، وثبات الأداء الفني رغم موهبته الكروية.
ويعود السر في تراجع مستواه الفني للعوامل النفسية والحالة المزاجية، التي غالبًا ما تسيطر عليه، فـ “كهربا” خرج للاحتراف في صفوف لوزيرين السويسري في سن صغيره بعد تألقه مع إنبي، وقدم مردودا طيبا في سويسرا، وسجل 7 أهداف خلال 19 مباراة، لكن تجربته لم تستمر طويلاً وعاد إلى مصر مجددًا قبل أن يظهر مرة أخرى في الدوري السويسري، على سبيل الإعارة عبر بوابة جراسهوبرز التي استمرت ستة أشهر فقط، لم يسجل خلالها سوى هدفين، وفسر البعض عدم نجاحه في تلك الفترة لصغر سنه، وعدم تعوده على الأجواء الأوروبية .
ثم انتقل إلى نادي الزمالك بشعبيته الكبيرة، ولفت إليه الأنظار بشدة ليصبح أحد نجومه المفضلين لدى جماهيره، لكن شعوره بتلك النجومية سريعًا، أدخلته في العديد من المشاكل؛ سواء على المستوى الجماهيري أو مجلس إدارة ناديه، بسبب الانتقادات التي وجهت إليه بتراجع مستواه وإضاعته للكثير من الأهداف، بجانب قله تركيزه داخل المستطيل الأخضر.
الزمالك وجد الحل الأمثل في التخلص من مشاكل كهربا بالموافقة على إعارته لصفوف الاتحاد، ليبدأ رحلة جديدة من التألق الوقتي، خاصة مع الترحاب الشديد من جانب إدارة العميد والحفاوة الكبيرة التي استقبلته به الجماهير، أبدع كهربا في الأداء، وقدم سحره الذي أبرز موهبته في موسمه الأول على صعيد الأهداف وصناعتها.
وسرعان ما ظهرت من جديد آفة عدم الاستمرارية في النجاح والطموحات، ويتراجع مستواه في الموسم التالي بشكل ملحوظ مسجلاً ثلاثة أهداف فقط مقارنة بموسمه الماضي الذي جاء فيه ثالثًا في قائمة هدافي المسابقة بـ 16 هدفا، ليعلن اللاعب أن سبب تراجع مستواه يرجع لإصابة في الظهر، قبل أن يؤكد في تصريحات إعلامية رغبته خوض رحلة احتراف أوروبيه جديدة. فترات زمنية قصيرة من التألق، يعقبه انهيار سريع في المستوى.. لقلة طموحه …ولعدم استقراره نفسيا.