شاكر عبدالعزيز
اتابع من سنوات بعيدة دور شركات النظافة العاملة في مدن المملكة ولقد كانت بداية هذه الشركات قوية ومؤثرة .. وكان دور البلديات والامانات مع الشركات العاملة في اعمال النظافة دوراً كبيراً في اظهار مدن المملكة بالشكل اللائق بها .. وكان عمال النظافة يقومون بأعمالهم خير قيام وبأجور معقولة في هذا الوقت وذاك الزمان.
ولابد لي ان اروي قصة تمتد قرابة الثلاثين عاما تقريبا حينما اختيرت مدينة حائل كأفضل مدينة في المملكة تتمتع بمستوى عال من النظافة.
وكان صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الامير مقرن بن عبدالعزيز في هذا الوقت اميراً لحائل واقام احتفالا كبيرا بهذه المناسبة دعيت له صحف المملكة وكان من نصيبي ان غطيت هذه المناسبة صحفياً .. واقامت امارة حائل حفلا كبيرا وتم خلال هذا الحفل تكريم عمال النظافة الذين حققوا هذا الانجاز لعروس الشمال حائل وجلس امير المنطقة في هذا الوقت الطيار مقرن بن عبدالعزيز مع وكلاء الامارة وكبار المسؤولين الحكوميين واعيان حائل يتناولون العشاء مع عمال النظافة في مدينة حائل بعد ان وزعوا عليهم الهدايا وكنت المح مدى السعادة التي تظهر في عيون هؤلاء البسطاء بهذا التكريم الرائع الذي لم تحققه اي منطقة اخرى تجاه هذه الفئة البسيطة.
اليون تغيرت الصورة تماما مازالت الشركات العاملة في استقدام العمالة التي تعمل في اعمال النظافة تستقدم عمال نظافة من منطقة جنوب اسيا “بنجلاديش” وغيرها وباسعار لا تكفي ليعيش بها انسان وانقلب في الواقع كل عمال النظافة في مدينة كبيرة مثل جدة الى “شحاذين” يحولون بكل الطرق الحصول على ريالات قليلة من اصحاب السيارات في الاشارات المرورية او من اصحاب المحال التجارية نتيجة نقل مخلفات المحال التجارية او من اصحاب المطابخ والبقالات او المولات الكبيرة.
انني اطالب باعادة النظر في اجور هذه العمالة وبالذات في الفروق التي تعاقد بها هذه المؤسسات والشركات التي تستقدم هذه العمالة في اجهزة الدولة من الامانات وغيرها ومع ما يتقاضاه العامل فعلا في يده وهو أقل كثيرا من الف ريال ولا يحقق له اي ميزة فيلجأ الى “التسول”.
ثم انني اطالب باقامة يوم سنوي يطلق عليه “تكريم عمالتانا” يتم خلاله تكريم – عمال النظافة – في مدينة جدة ويقام في مكان متسع ولكن الاستاد الرياضي ويقام حفل كبير تحت رعاية امير المنطقة وامين جدة والغرفة التجارية بجدة ويتم تحويله من رجال الاعمال والمتبرعين ويتم خلاله تقديم الهدايا لعمال النظافة في مدينة جدة واقامة حفل عشاء كبير لهم .. ان هذا الحفل سوف يظل دائماً في ذاكرة هؤلاء لاعمالة البسيطة عندنا يعود الى بلاده وسوف تظل الهدية التي تلقاها من المتبرعين ورجال الاعمال ذكرى غالية له ولابنائه في المستقبل انه عمل في هذه الديار الطيبة التي تستقبل العمالة من كافة بقاع الارض المسلمة والله من وراء القصد.