هافانا- وكالات
بوفاة فيدل كاسترو مساء الجمعة الماضي في هافانا، يغيب واحد من آخر العمالقة السياسيين في القرن العشرين، حاكم متسلط جعل من جزيرة صغيرة في الكاريبي محور اختبار قوة بين القوتين العظمتين الأمريكية والسوفياتية، قبل أن ينسحب من السلطة لدواع صحية. وواجه 11 رئيسا أمريكيا طيلة فترة حكمه التي دامت نحو نصف قرن.
“لن أتقاعد أبدا من السياسة، السلطة عبودية وأنا عبدها”.. هذا ما كان يؤكده فيدل كاسترو الذي تحدى جاره الشمالي الجبار على مدى نصف قرن قبل أن ينأى بنفسه عن الحكم اعتبارًا من العام 2006.
كتب عنه صديقه الكاتب الكولومبي الحائز على جائزة نوبل للآداب غابرييل غارسيا ماركيز في 2008: “صبر لا يقهر. انضباط حديدي. قوة المخيلة تسمح له بقهر أي طارئ”.
ويحمل كاسترو الرقم القياسي لأطول خطاب ألقي على الإطلاق أمام الأمم المتحدة إذ استمر أربع ساعات و29 دقيقة في 26 سبتمبر أيلول 1960، ودام أحد أطول خطاباته المسجلة سبع ساعات و30 دقيقة في 24 فبراير شباط 1998 بعد أن أعادت الجمعية الوطنية انتخابه رئيسا لولاية تستمر خمس سنوات.
ونجا كاسترو من 634 محاولة ومؤامرة لاغتياله؛ دبرت أغلبها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ومنظمات أسسها كوبيون منفيون في الولايات المتحدة.
وقيل: إن تلك المحاولات شملت استخدام أقراص سامة وسيجار مسمم وأصداف ملغومة وبذلة غطس ملوثة بالكيماويات. وقيل: إنه كان هناك مخطط آخر لإعطائه مسحوقا يتسبب في سقوط لحيته؛ بغرض تقويض شعبيته.
واجه كاسترو 11 رئيسا أمريكيا، من دوايت إيزنهاور الذي قطع العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، وصولا إلى باراك أوباما الذي قرر تطبيعها. واجه الزعيم الكوبي فيدل كاسترو 11 رئيسا أمريكيا.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2014 أعلن أوباما وراؤول كاسترو بشكل متزامن أن البلدين سيطبعان علاقاتهما. وأعاد البلدان فتح سفارات في العاصمتين في تموز/يوليو 2015 .
وقام أوباما بزيارة تاريخية إلى كوبا في آذار/مارس 2016، هي الأولى لرئيس أمريكي أثناء مهامه منذ العام 1928م.