يسعى المنتخب التونسي خلال مشاركته في كأس أمم إفريقيا التي تحتضنها الجابون إلى مواصلة التألق، الذي بدأه خلال التصفيات المؤهلة لهذه البطولة. ويحتفظ المدرب الفرنسي من أصول بولندية هنري كاسبرجاك بذكريات طيبة عن تجربته مع المنتخب التونسي لكرة القدم، ويستعد لقيادة نسور قرطاج للمرة الثانية في كأس الأمم الإفريقية، وستكون أمام المدرب المخضرم الذي يبلغ من العمر 70 عاما، فرصة لتكرار نجاحه بعد تجربة أولى في كأس أمم إفريقيا عام 1996، بلغ فيها المنتخب التونسي النهائي، ليخسر أمام جنوب أفريقيا مضيفة الدورة. ورغم احتلال تونس للمركز الرابع بين المنتخبات الأفريقية في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إلا أنها تواجه مهمة غير سهلة في المجموعة الثانية، التي تضم منتخبات الجزائر والسنغال وزيمبابوي،
وحدد المدير الفني كاسبرجاك قبيل انطلاق البطولة بنسختها الحادية والثلاثين، هدفا أساسيا هو بلوغ الدور ربع النهائي، متجنباً تقديم وعود كبرى للجماهير التونسية، لاسيما إحراز اللقب الأفريقي الثاني في تاريخ تونس بعد 2004. ويتوفر كاسبرجاك على خبرة واسعة في الكرة الإفريقية، حيث سبق ودرب منتخبات كوت ديفوار وتونس والمغرب ومالي (مرتان) والسنغال، قبل أن يحط الرحال في تونس مجددا في تموز/ يوليو 2015،
وسيسعى المنتخب التونسي للاستفادة من خبرة مدربه لاستعادة بريقه في بطولة كأس إفريقيا 2017 بالجابون حتى يعوض الجماهير التونسية عن الإخفاقات الماضية، حيث خرج الفريق مبكرا من البطولة في النسخ الست الماضية منذ 2006 وحتى عام 2015 وفشله في بلوغ المونديال عامي 2010 و2014. وسيعتمد مدرب المنتخب التونسي على مجموعة من اللاعبين ينشط معظمهم في الأندية التونسية مع عناصر قليلة للغاية من المحترفين بأوروبا من بينهم أيمن عبد النور (فالنسيا الإسباني) وعلي معلول (الأهلي المصري) وصيام بن يوسف (كان الفرنسي) ووهبي الخزري (سندرلاند الإنجليزي). ويشار إلى أن المنتخب التونسي قد شق مسيرته إلى نهائيات الجابون بنجاح، حيث تصدر المجموعة الأولى في التصفيات برصيد 13 نقطة من أربعة انتصارات وتعادل واحد وهزيمة واحدة ليتفوق على منتخب توجو الذي احتل المركز الثاني برصيد 11 نقطة، ورافق نسور قرطاج إلى النهائيات.
وستكون مواجهة اليوم أمام السنغال غاية في الصعوبة والفوز بها يعني قطع شوط كبير للمرور للدور الثاني، في مجموعة تضم الجزائر وزيمبابوي.