جدة ــ البلاد
لم يعد خافياً الدور الذي تلعبه قناة الجزيرة الإرهابية وما تبثه من سموم؛ لتنفيذ مخططات نظام الحمدين. فالقناة تثبت يوماً تلو الآخر قذارتها من خلال ممارساتها وصفقاتها المشبوهة، واستضافتها بصفة دورية للخونة والعملاء والملاحقين جنائياً في أوطانهم والمتهمين بالإرهاب، حتى باتت القناة الأكثر تقرباً للإرهابيين.
هذه الصورة الذهنية السيئة التي تشكلت عن القناة أجبرها إلى اللجوء لحيلة بتغيير جلد قنوات الجزيرة الرياضية قبل سنوات وتحويل اسمها إلى قنوات بي إن سبورت، حتى لا يلتصق اسمها بقنوات الجزيرة التي أصبح دورها مكشوفاً للجميع عالمياً وعربياً.
فالقناة هي اليوم جزيرة محصنة للإرهاب وقدرتها على إحداث الضرر تتجاوز قدرة من يقتلون الأبرياء من دون تمييز، لأنها تسعى إلى إضفاء شرعية على مجرمين آنذال، فتشجيع الإرهاب الدولي على مواصلة مجازره هو جريمة ضد الانسانية ينبغي أن يرد عليها كل المجتمع الدولي.
وفي خط متوازٍ مع سياساتها العدائية تجاه الدول العربية والمخططات التي تتبناها وتسعى لتنفيذها بالوكالة من أجل إضعاف وإرباك دول الشرق الأوسط، تستخدم قطر قناة الجزيرة كذراع رئيسية في الحشد والاستقطاب لتلك المخططات والتحريض على تنفيذها على نطاقات واسعة، وهو ما ظهر من خلال سياسات تلك القناة التي تعتبر أداة قطرية لتشويه صورة الدول العربية والإسلامية في الغرب، من خلال دس السم في العسل ضمن معالجاتها المختلفة، في تلونٍ معتاد سواء من القناة أو النظام القطري بصفة عامة.
فيما واصل ذراع الجزيرة الرياضي (قناة بي إن سبورت) ممارسة نفس الدور القذر الذي تمارسه الجزيرة الأم، حيث انساقت خلفه للأسف بعض المنظمات الرياضية، في محاولة لإلصاق التهم بالمملكة، وهو ما دفع وزارة الإعلام للتأكيد بأن قناة “بي إن سبورتس” تقف وراء الربط الكاذب والمسيء بين المملكة وعمليات القرصنة لبطولة كأس العالم.
وقالت في بيانها الصادر أمس الأول إن بي إن سبورتس هي إحدى فروع شبكة الجزيرة الإعلامية التي قامت بتنظيم حملة تشهير إعلامية مغرضة ضد المملكة وقناة “بي إن سبورتس” تقدم نفسها على أنها صاحبة الترخيص الحصري من قبل الفيفا وجهات أخرى لعرض المحتوى العائد لها للجمهور في المملكة ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد سبق أن حظرت المملكة بث قناة الجزيرة لأنها الذراع الإعلامية الرئيسية لدولة قطر التي تستخدمها لدعم الإرهاب وتعزيز عدم الاستقرار في المنطقة.
وهناك إصرار لدول المقاطعة العربية الأربعة ضمن خطتها للحرب على الإرهاب على تقويض الدور الإعلامي الذى تقوم به قناة الجزيرة، والذي لا يقل خطورة عن الدور الذى تقوم به قطر إجمالا فى تمويل هذه التنظيمات الإرهابية، ولعل أخطر الأدوار التى تقوم به قناة الجزيرة يرتكز حول تقديمها مادة إعلامية تستهدف جذب التعاطف مع الإرهابيين القتلة، ونشر الأفكار المسمومة للإرهابيين والتى تتعمد الخلط بين الإسلام وعمليات العنف التى يرتكبونها، والمجازر التى تريق الدماء فى كل بقاع العالم خاصة المنطقة العربية.
تعد قناة الجزيرة بمثابة المنبر الإعلامي الوحيد الذى استضاف وتواصل أكثر من مرة في لقاءات حصرية مع عدد كبير من أمراء سفك الدماء ، قتلة الأبرياء ، رموز الإرهاب العالمي في ظل عجز أعتى أجهزة الاستخبارات العالمية في التوصل إلى أماكن اختفائهم، ومنهم أسامة بن لادن، محمد الظواهري ، أبي محمد الجولاني قائد “جبهة النصرة لأهل الشام” والتي تأسست بعد أشهر من اندلاع الثورة السورية المرتبطة بتنظيم القاعدة وأعلن انفصاله عنها بتاريخ 29/7/2016 وتغيير اسم التنظيم من ” جبهة النصرة لأهل الشام ” إلى ” جبهة فتح الشام “،
وذلك لترويج خطاباتهم وأكاذيبيهم بل وتُسهم في توسيع قاعدة رموز الإرهاب ، وكانت فقناة الجزيرة القطرية أول من دخل مدينة الموصل العراقية بعد احتلال داعش لها كما أنها تستضيف دائما العديد من قادة جماعة الإخوان الإرهابية ومنهم يوسف القرضاوي الذي تأويه قطر، وهو الذى يبيح قتل المصريين ويبيح العمليات الانتحارية ضد المدنيين،
ولاشك أن زعزعة الأمن والاستقرار فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن، والذين حولت قطر أراضيهم لبؤر يحتمي بها الإرهابيون ويستخدمونها كمنصات ينطلقون منها لتنفيذ عملياتهم الإرهابية، ويلجأون متخذين من شبكة الإنترنت وسيلة تواصل آمنة بينهم وبين الخلايا التى أصبحت متفرقة فى جميع دول المنطقة وتطال أوروبا.
الغريب فى الموقف العالمي حتى الآن أن اللجنة الدولية لمواجهة تنظيم داعش مازالت تضم حتى الآن فى عضويتها قطر، دون أن يتم توجيه أى اتهام رسمي لها، أو التحقيق فى الشبهات التى تدور حول دورها فى تمويلها الإرهابيين، وتوفير الدعم اللوجستي لهم، بل إن الدول الغربية تقبل بأن تكون شريكة للدولة الممولة للإرهاب وتعتبرها ضمن التحالفات الدولية التى يتم تشكيلها لمواجهة الإرهاب. لذلك لم تجد المملكة والإمارات والبحرين ومصر غير سلاح المقاطعة لتحريرك الموقف العالمي.
ولقد بدأ الأوربيون يلتفتون إلى حجم الكارثة التى صدروها للمنطقة وقيادات الجماعات الإرهابية المتطرفة التي يأويها فى عواصمهم تحت غطاء حرية الرأى والتعبير بعد أن أصبحنا نشهد مسيرات ومظاهرات فى الدول الأوروبية ترفع علم داعش بكل حرية.
ولعل التساؤل الأبرز الآن ماذا سيفعل الأوروبيون بعد فرار أغلب المقاتلين الأجانب فى الجماعات الإرهابية بسوريا والعراق العودة إلى دولهم مرة أخرى ، كيف سيواجهون أفكارهم المتطرفة، وهل سيحاولون دمجهم اجتماعيا مرة أخرى، وماذا سيكون تصرفهم مع العناصر الخطرة منهم والذين أصبحوا مدربين على حرب الشوارع واكتسبوا خبرات فى تصنيع المتفجرات التخفي والتسلل للمواقع الهامة،
وهل سيدركون أن وقوف بعض الدول وراء هذه التنظيمات وتوفير الدعم لهم، يعنى أن دول الاتحاد الأوروبي ستظل تواجه موجات جديدة ومستمرة من المتطرفين، وهل تستطيع الدول الغربية مواجهة قطر وإجبارها على التوقف عن تمويل الإرهابيين.
إن الوضع الحالي بعد المكاشفة العربية الشرسة التي تقوم بها دول المقاطعة العربية أصبح لا يسمح معه قبول أدعاء الدول أنها تواجه الإرهاب العالمى اسميا فقط، ذلك دون أن تنفذ هذه الدول قراراتها على الأرض لمواجهته.