دولية

قمة الكوريتين تبعد شبح النووي ..فهل تستوعب ايران الدرس؟

سول – وكالات
في مشهد تاريخي، بدد شبح الحرب النووية ، تعانق زعيما كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية يوم أمس، بعد التعهد بالعمل من أجل ”نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية“ ليسجلا أول قمة بين الكوريتين منذ أكثر من عشرة أعوام، وتنهي كوريا الشمالية فصلا مريرا من التصعيد والتهديد لجارتها الجنوبية بل التهديد للسلم الدولي ، في الوقت الذي تتمادى إيران في مشروعها النووي متسترة بالاتفاق الذي يمنحها فرصة كبيرة لتطوير قدراتها النووية تحت مظلة أهداف سلمية ، مما ينذر بسباق نووي في المنطقة إذا ماذهب نظام الملالي إلى المحظور ، بالتلاعب بالاتفاق النووي و التستر به لتطوير البرنامج.
ويرى الخبراء والمحللون أن إقدام الزعيم الكوري الشمالي الى هذه الخطوة التاريخية بالتعهد بنزع أسلحة الدمار الشامل وإحلال السلام والنماء والتعاون بدلا من الفقر والتخلف التنموي ، سيعرض إيران إلى ضغوط دولية أقوى لتسلك نفس توجهات بيونج يانج بتجميد برنامجها النووي ، فهل تفعل إيران ذلك وتجنب المنطقة خطر العبث الإيراني؟
لقد أكدت الكوريتان أنهما سيتعاونان مع الولايات المتحدة والصين هذا العام لإعلان نهاية رسمية للحرب الكورية التي دارت رحاها في الخمسينيات، والسعي لإبرام اتفاق لتحقيق سلام ”دائم“ و“راسخ“ في شبه الجزيرة. وشمل الإعلان تعهدات بالحد من التسلح بشكل تدريجي، ووقف الأعمال العدائية وتحويل الحدود المحصنة بين البلدين إلى منطقة سلام والسعي لإجراء محادثات متعددة الأطراف مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة.
وقال الجانبان: ”يعلن الزعيمان أمام شعبنا الذي يبلغ تعداده 80 مليونا وأمام العالم بأسره، أنه لن تكون هناك حرب أخرى في شبه الجزيرة الكورية وأن عصرا جديدا من السلام قد بدأ“.
وتأتي القمة قبل أسابيع من لقاء مزمع بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي سيكون أول اجتماع على الإطلاق بين زعيمين للبلدين في السلطة.
ورحب ترامب بالمحادثات بين الكوريتين، لكنه أبدى قدرا من التشكك في طول مدة صمود الدبلوماسية الإيجابية.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر: ”بعد عام غاضب شهد إطلاق صواريخ وتجارب نووية، ينعقد الآن اجتماع تاريخي بين كوريا الشمالية والجنوبية. أشياء طيبة تحدث، لكن الزمن وحده هو الذي سيتحدث عن النتائج!“.
وأضاف: لاحقا ”الحرب الكورية ستنتهي! يجب أن تكون الولايات المتحدة وشعبها العظيم فخورين جدا بما يحدث الآن في كوريا“. وكان الرئيس الأمريكي قد قال: إنه يأمل في لقاء كيم في مايو، أو يونيو، وقال مسؤول في البيت الأبيض: إن ترامب قد يسعى للقاء مون أولا.
ورحبت الصين ببيان زعيمي الكوريتين وقالت: إنها مستعدة لمواصلة لعب دور فعال في تشجيع الحلول السياسية في شبه الجزيرة. كما رحب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أيضا بالقمة وقال: إنه يتوقع من كوريا الشمالية اتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذ تعهداتها.
وارتفعت أسواق الأسهم العالمية بدعم آمال في أن تمهد القمة الطريق لإنهاء الصراع في شبه الجزيرة الكورية. وصعدت الأسهم في سول لفترة وجيزة أكثر من واحد في المئة مسجلة أعلى مستوى في شهر كما ارتفع مؤشر نيكي القياسي الياباني.
كان مون استقبل كيم عند خط ترسيم الحدود العسكرية حيث تبادلا الابتسام وتصافحا. وفي لفتة عفوية، دعا كيم الرئيس الكوري الجنوبي إلى عبور الخط إلى الشمال لفترة وجيزة قبل أن يعود الاثنان مرة أخرى إلى الجانب الكوري الجنوبي من الحدود.
وقال كيم الذي ارتدى بذلته السوداء التقليدية: ”كنت متحمسا للقاء في هذا المكان التاريخي، وإنه لأمر مؤثر بالفعل أن تأتي كل هذه المسافة إلى خط ترسيم الحدود للترحيب بي بنفسك“.
وكتب كيم باللغة الكورية في دفتر الزوار ببيت السلام في كوريا الجنوبية قبل بدء المحادثات: ”تاريخ جديد يبدأ الآن. عهد من السلام“.
وقال مسؤول رئاسي كبير: إن كيم أخبر مون في جلستهما الخاصة في الصباح بأنه جاء إلى القمة لإنهاء تاريخ من الصراع، ومزح الزعيم الكوري الشمالي مع رئيس الجنوب قائلا: إنه يأسف لإيقاظه بسبب تجارب إطلاق الصواريخ التي كان يجريها في الصباح الباكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *